تتدافع مجموعة من الاطفال داخل احد محال بيع الالعاب في مدينة البيرة في الضفة الغربية، واغلبهم يبحث عن لعبة سلاح بلاستيكي على شكل كلاشنيكوف يشاع انها شبيهة بسلاح اسامة بن لادن الشخصي، مع زيادة الاقبال على شراء الاسلحة البلاستيكية في عيد الفطر الذي بدأ الاحد.
ويقول صاحب محل لبيع الالعاب طلب عدم ذكر اسمه، ان اصحاب المحلات اطلقوا مع بعض الاطفال اسم "سلاح بن لادن" على هذه اللعبة التي اصبحت معروفة بهذا الاسم.
وتباع لعبة "سلاح بن لادن" البلاستيكية بحوالي 20 دولارا، وهي تطلق نوعا من الخرز البلاستيكي الذي يؤذي العين في حال اصابها مباشرة.
ويقبل الاطفال على شراء هذا السلاح في العيد، الى جانب انواع اخرى من المسدسات والاسلحة البلاستيكية.
ولا يخلو محل لالعاب الاطفال في الاراضي الفلسطينية من هذا النوع من الاسلحة، رغم ان السلطة الفلسطينية اعلنت اكثر من مرة منع بيعها في الاسواق.
ويقول صاحب المحل الذي طلب عدم ذكر اسمه خوفا من الملاحقة "اعلم ان هذه الاسلحة قد تؤذي الاطفال، لكن كما ترى فان الاطفال داخل المحل لا يسألون الا عن الالعاب الشبيهة بالاسلحة".
ويضيف ان احد رجال الامن الفلسطيني جاءه ذات يوم بلباسه العسكري وطلب منه عدم بيع الاسلحة الخطرة التي تطلق الخرز.
واضاف "ولكن في اليوم التالي جاء رجل الامن نفسه بزيه المدني يسألني عن قطعة سلاح بلاستيكية لابنه".
ويعرض المحل انواعا مختلفة من المسدسات البلاستيكية والبنادق التي تتراوح اسعارها ما بين 10 دولارات ومئة دولار.
ولم يتبق اي قطعة من "سلاح بن لادن" في محل قريب يملكه محمد الزين (31 عاما) الذي قال "هذه القطعة نفذت من عندي حيث كان الاقبال عليها من قبل الاطفال هائلا".
وارتفع طلب الاطفال هذا العام على البنادق المزودة "بالليزر" لتحديد الهدف.
وقال رجل في الاربعين من عمره دخل المحل لشراء لعبة بلاستيكية لسلاح من نوع "ام 16" لابنه "العيد الفائت كاد ابني ان يفقد عينه حينما اصابته حبة خرز من بسلاح بلاستيكي، ولكنه من صبيحة هذا اليوم وهو يبكي لانه يريد هذا النوع من الالعاب في العيد".
واضاف "اعلم ان هذه الالعاب خطرة، لكن الاطفال لا يفرحون بالعيد اذا لم اشتر لهم مثلها".
وبالاضافة الى شدة الاقبال على الاسلحة التي تطلق حبات الخرز، فان الملفت حسب اصحاب محال بيعها هو اقبال الفتيات على شراء الاسلحة البلاستيكية هذا العيد.
وقال الزين "الاقبال هذه السنة اقتصر على شراء قطع السلاح البلاستيكية" التي تاتي مع اكسسواراتها.
وارتدى طفل خوذة حربية بلاستيكية ونظارات بلاستيكية خاصة لتفادي الاصابة بالعين خلال لعبه مع اصدقائه في الشارع.
وانقسم الاطفال الى مجموعات حيث يتراشقون الخرز، كانهم في معركة حقيقية على جنبات الطرق.
واتخذ الطفل عبد الرحمن ربيع (14 عاما) ركنا عند مدخل مدرسة البيرة حيث يعمل على تصليح الالعاب التي اصابها عطل اثناء اللعب. ويقوم باصلاحها على وجه السرعة لقاء دولار.
وقال الطفل انه اعتاد شراء هذا النوع من الالعاب منذ سنوات، وانه كان يحتفظ بكل لعبة يشتريها بحيث اصبح لديه كمية جيدة من قطع الغيار لمختلف الانواع.
احد الاطفال، في منطقة قريبة من مخيم الجلزون، كان يرتدي خوذة ويحمل بندقية "ام 16"، قال انه انه يقلد دور الجيش الاسرائيلي. واضاف وهو يؤشر الى مجموعة اخرى من الاطفال "هؤلاء يحملون سلاح كلاشينكوف، مثل سلاح السلطة الفلسطينية، وانا احمل هذا السلاح الذي يحمله الجيش الاسرائيلي".
واعلنت الشرطة الفلسطينية قبيل حلول عيد الفطر، للتجار الفلسطينيين، منع تداول الالعاب الخطرة. لكن السلطة الفلسطينية لا تسيطر على المداخل المؤدية الى الاراضي الفلسطينية، ولا تستطيع منع دخولها، كما اوضح المتحدث باسم الاجهزة الامنية عدنان الضميري.
وتصل هذه الانواع من الالعاب الى الاسواق الفلسطينية من اسرائيل بعد استيرادها من الخارج، كما قال احد العاملين في توريدها.
ويقوم بعض الموردين بنقل هذه الاسلحة في سياراتهم الخاصة.
وقال الضميري "نجحنا في الحد من انتشار الالعاب النارية (المفرقعات) الى اكثر من 60 في المئة، لكن المشكلة تبقى في هذه الاسلحة البلاستيكية المرتبطة اصلا بالثقافة العامة القائمة على العنف والناجمة عن وجود الاحتلال الاسرائيلي اصلا".
وقال الضميري "نحن نتخذ اجراءاتنا للحد من هذه الظاهرة الخطرة، لكن جشع التجار يتلاءم مع ثقافة الاطفال فيؤدي ذلك الى انتشار الظاهرة بشكل واسع".
واضاف "اجرينا دراسة عشوائية، في اليوم الاول للعيد، لمعاينة نسبة الاطفال الذين يحملون العابا شبيهة بالاسلحة، خلال جولة في شوارع مدينة رام الله، فلم نجد سوى عدد قليل جدا من الاطفال يحملون العابا مختلفة".
ويؤكد الضميري ان مواجهة ظاهرة انتشار الالعاب الشبيهة بالاسلحة بين الاطفال يجب ان تبدأ داخل الاسرة الفلسطينية، وتحتاج الى برامج توعية شاملة.
*