مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان تحذر من الخطر البيئي و الصحي جراء استخدام المواطنين في قطاع غزة زيت الطعام"السيرج"لتشغيل المركبات مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان تحذر من التداعيات البيئية والصحية الخطيرة الناتجة عن استخدام عدد كبير من السائقين زيت الطعام " السيرج " لتشغيل مركباتهم ،في ظل أزمة الوقود الناتجة عن منع سلطات الاحتلال الاسرئيلي تزويد قطاع غزة بكميات الوقود اللازمة . حيث يقوم السائقين بخلط زيت الطعام بكميات من السولار أو الكاز الأبيض داخل محركات السيارات بهدف تشغيلها بدلاً من البنزين أو السولار . يذكر أنه وبعد استخدام أصحاب المركبات وورش السيارات زيت الطعام في تشغيل المركبات،ارتفع سعر جالون زيت الطعام (السيرج) من 30 شيكل ليصبح 40 شيكل, في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه قطاع غزة،الأمر الذي ترتب عليه زيادة معاناة المواطنين المدنيين جراء غلاء في الأسعار المتواصل،حيث يعتبر زيت الطعام من السلع الأساسية. ووفقاً لآراء المختصين فإن خطورة النهج الجديد المتمثل بالخلط العشوائي لأنواع الزيوت المختلفة مثل زيت الطعام بالكاز الأبيض أو بالسولار،من شأنه أن يؤدي إلى مكرهة صحية وبيئية تؤثر على كل من الصحة العامة والبيئة في قطاع غزة ،حيث أن عملية اختلاط الزيوت والعادم من السيارات ينتج عنها مواد مسرطنة خطيرة،فضلاً عن أن زيت الطعام غير قابل للاشتعال الكامل على عكس أنواع المحروقات المختلفة القابلة للاشتعال بشكل متكامل مثل السولار والبنزين،كما أن عملية الاحتراق غير الكاملة الناتجة عن استخدام زيت الطعام كوقود للمركبات ينتج عنه عادم يحتوي على مواد مسرطنة خطيرة، ما يؤدي إلى تلوث الهواء بشكل مباشر بتلك المواد الخطيرة. وقد رصدت الضمير عدد من الحالات التي تأثرت صحتها جراء استنشاقها للدخان المنبعث من السيارات التي تستخدم زيت الطعام كوقود ، وتم نقلها إلى المستشفى ، وقد نصح الأطباء بعض من هذه الحالات عدم التجول في الشوارع خشية من استنشاقهم لدخان تلك السيارات . فضلاً عن ذلك فإن الآثار السلبية على البيئة والصحة التي من الممكن أن تنجم عن استخدام زيت الطعام كبديل عن الوقود، بحاجة لدراسة ومتابعة من قبل جهات الاختصاص للقدرة على تحديد مدى خطورة استخدام زيت الطعام.مؤسسة الضمير تعتبر استخدام زيت الطعام كبديل عن الوقود ينذر بكارثة بيئية وصحية وإنسانية في قطاع غزة،حيث يخشى من أثار المواد المسرطنة الناتجة عن احتراق زيت الطعام وانبعاثها في الهواء ، إلى جانب تلوث الهواء الذي يعتبر عنصر أساسي من عناصر البيئة. مؤسسة الضمير إذ تستنكر استمرار الأوضاع اللاإنسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة والناتجة عن إغلاق ومحاصرة دولة الاحتلال للقطاع ومنعها إدخال المواد الأساسية للحاجات الإنسانية مثل الوقود و المحروقات، والذي ينتهك حقوق الإنسان المعترف بها في مبادئ الإنسان،و المعاهدات والاتفاقيات الدولية، فإنها تعتبر ذلك عقاب جماعي مفروضا قانونا،كونه يشكل انتهاكاً واضح للقواعد القانون الدولي الإنساني، وعلى وجه التحديد انتهاكا للمادة (55) من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 ، بالإضافة للمادة (54 ) من البروتوكول الإضافي الأول الملحق باتفاقيات جنيف لعام 1977 التي تنص على " يحظر تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب، يحظر مهاجمة أو تدمير أو تعطيل الأعيان و المواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين و مثالها المواد الغذائية و المناطق الزراعية التي تنتجها و المحاصيل و الماشية و مرافق مياه الشرب و شبكاتها و إشغال الري ، إذا تجدد القصد من ذلك في منعها عن السكان المدنيين أو الخصم لقيمتها الحيوية مهما كان الباعث سواء كان بقصد تجويع المدنيين أو لحملهم على النزوح أو لأي باعث آخر".تدعو مؤسسة الضمير المواطنين في قطاع غزة إلى تجنيب قطاع غزة كارثة بيئية وصحية جديدة و التوقف عن إتباع أساليب غير علمية وصحية وغير واضحة العواقب، كما تدعوهم للتوقف الفوري عن إتباع أسلوب الخلط العشوائي للزيوت واستخدامها كوقود لمركباتهم ، لما له الأثر الخطير على صحتهم و على البيئة التي يعيشون فيها .كما تجدد الضمير مطالبتها للمجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي لوقف انتهاكاتها للبيئة الفلسطينية في قطاع غزة، وذلك من خلال منع استمرار دولة الاحتلال اتخاذ إجراءات منع إدخال إمدادات الوقود و المحروقات اللازم لتشغيل القطاعات و المرافق الحيوية و تشغيل مناحي الحياة المختلفة في القطاع.كما تدعو مؤسسة الضمير الحكومة في غزة ضرورة التحرك العاجل والفاعل من اجل دراسة خطر انتشار ظاهرة استخدام زيت الطعام بديلاً للوقود ، لتحديد المخاطر الصحية و البيئية و منع الأذى البيئي و الصحي عن المواطنين المدنيين و منع تلوث البيئة، حيث أن تضاعف المشكلة ينذر بعواقب وخيمة إذا ما تمت عملية استقصاء و بحث و دراسة جدية لهذه الظاهرة.