sala7 المدير
عدد الرسائل : 13062 العمل/الترفيه : معلم لغة عربية ، كتابة وقراءة نقاط : 32981 الشهرة : 6 تاريخ التسجيل : 07/05/2008
بطاقة الشخصية ألبوم الصور: (0/0)
| موضوع: الحلقة الثالثة.. دراسة تفصيلية حول علاقة حماس بحركة فتح ونظرتها للمشروع الوطني الأربعاء 9 سبتمبر - 13:58 | |
| الحلقة الثالثة.. دراسة تفصيلية حول علاقة حماس بحركة فتح ونظرتها للمشروع الوطني تحدثنا في الحلقتين السابقتين من دراستنا التفصيلية عن علاقة حماس بحركة فتح عن جذور الصراع بين فتح وجماعة الإخوان المسلمين امتداد حماس الطبيعي خاصة بعد تبني فتح الكفاح المسلح ثم تطرقنا لنظرة حماس لمنظمة التحرير وكشفنا جهود حماس الرامية لهدم المنظمة بصفتها ممثل شرعي ووحيد للفلسطينيين ,, في هذه الحلقة سنتناول قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية لأرض الوطن وكيف استقبلت حماس السلطة بالتحريض والمؤامرة ضدها وصولا لأحداث مسجد فلسطين المفتعلة من قبل قيادة حماس , حتى حان موعد الانتخابات سنة 1996 وكيف انقسمت حماس على نفسها بشأن هذه القضية ..
ثانيا: صراع حماس مع فتح منذ قدوم السلطة وحتي إنتفاضة الأقصى
من الطبيعي والمنطقي ان تقف حماس ( خصما سياسياً ) معارضاً للسلطة الفلسطينية منذ نشأتها وتشكيلها ، بحكم ان هذه السلطة وليدة اتفاقات أوسلو التي كانت تطلق عليها حماس بداية ( تفريطية ) .
ولكن موقف حماس تجاوز ذلك بكثير ووصل الى مستوي ( العداء السياسي والديني ) للمشروع الوطني الفلسطيني ، هذا العداء تم تعبئة كل عناصرهم به وتولت حماس ايصاله كذلك لجزء من الشارع الفلسطيني وذلك من خلال :-
· نشط ما يسمي بعلماء حماس في ( تخوين ) هذه الاتفاقات ( وتكفير ) من وقعوا عليها وبدأوا بدس هذا السم في الشارع الفلسطيني ولم يسلم حتى الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من ذلك .
· استغلت حماس المساجد لما لها من تأثير بشكل مدروس من اجل ايصال هذه المفاهيم بقالب ديني بغيض أوصلنا لوضع قاسي ومؤلم سنتحدث عنه لاحقا .
· وطنيا نشط كوادر حماس في طرحهم لمشروع وطنى اسلامي بديل ( للخيانة والتفريط ) بدون اي برنامج ( شعار بدون اي مضمون ) للتشويش على مسيرة السلام .
· رفض برنامج السلطة ورفض المشاركة فيها ومعارضتها سياسيا وإعلاميا وجماهيريا
·لجأت حماس لاستغلال عمليات كتائب القسام ( في حينه ) للتشكيك في وطنية وانتماء معارضيها وكأن التاريخ بدأ من لحظة دخول حماس في هذا الجانب .
الموقف الداخلي لحماس من السلطة الفلسطينية
لأن حماس كانت تتحدث بأكثر من لغة بما يتناسب مع مصلحتها و تقديرتها، و نظرا لضعفها في بداية تشكيل السلطة الوطنية الفلسطينية ، و في الوقت التي إستخدمت لغة معتدلة نسبياً في حديثها العلني ضد حركة فتح و السلطة، استخدمت لغة مختلفة تعكس الاهداف الحقيقية التي تسعى حماس لتحقيقها، لتؤكد ان صراعها لم يكن في أي مرحلة من المراحل هو مع تيار معين في حركة فتح او مع اشخاص محددين. حيث اعتبرت حماس السلطة الوطنية على انها:
· سلطة علمانية لا يمكن بأي حال من الاحوال التعامل معها .
· جاءت للمناطق الفلسطينية بغرض القضاء على الاسلام والمسلمين في فلسطين .
· يتوجب تعريتها وكشف عورتها في كل المحافل المحلية واالعربية والإسلامية .
· لا مجال للمشاركة معها في أي موقف أو سلوك .
· جاءت عبر إتفاقات خيانية مقابل بيع الارض واللاجئين والقدس لاسرائيل .
·يجب إسقاط خيار أوسلو وإسقاط زمرة عرفات الخيانية
· يتوجب مقاومتها في حال حاولت المس بحماس وبرنامجها .
ومن خلال نقاشات مطولة وتبادل لوجهات النظر داخل حماس كانت هناك عدة تيارات تتصارع حول كيفية التعاطي مع السلطة :-
· الخارج كان يعتبر السلطة خيانية ببرنامجها وسلوكها وكوادرها ويتوجب الاعداد لمقاومتها ومحاربتها واسقاطها بقوة السلاح .
· كتائب القسام كان لها رأي معاكس لذلك تماماً حيث كانت تميل لاجراء حوار مع السلطة بغرض التوصل لحلول وسط للخلافات التي لم تكن بالاساس جوهرية .
·قيادة الخارج بدات بالبحث عن بديل لكتائب القسام في ظل هذا التعارض وأنشات ما يسمي بالجهاز السري القابل لتنفيذ مخططاتهم وبدات بالتخلى تدريجياً عن القسام .
· قيادة الدعوة ( الاخوان ) كانت ايضا في قطاع غزة ممزقة ومختلفة .
·عرض ياسر عرفات على قادة حماس المشاركة في بناء أجهزة السلطة الأمنية ولكن كان رد قيادة حماس في الخارج بأن الموضوع لا يستحق النقاش ورفضته بشكل قاطع.وحظرت على قادة حماس في الداخل الإتصال بقادة السلطة أو إستقبالهم.
- قسم انسجم وجارى قيادة الخارج وهو الجسم المركزي لحماس في قطاع غزة
-قسم اخر بدأ يترك حماس لتشكيل احزاب سياسية تشارك في العمل السياسي الفلسطيني مثل (حزب المسار ولاحقا حزب الخلاص الوطني الاسلامي )
- اما الصوت المخنوق في الحركة فكان الصوت المؤيد للمشاركة مع السلطة في بنائها مع الاحتفاظ بطرح وجة نظر حماس برفض أتفاق اوسلو بعيدا عن المواجهة والصدام المسلح .
· الغلبة وسط كل هذه التجاذبات كان للتيار المتشدد المدعوم من الخارج وهو الذي يمتلك المال والسلاح والمعدات وباتت قيادة الخارج تسيطر على القرار الحمساوي من الألف الى الياء .
وللوقوف على الموقف الحقيقي لحماس من السلطة ومشروعها الوطني نستعرض أهم ما جاء في رسالة قيادة حماس في الخارج إلى مرجعية كتائب القسام والجهاز السري لحماس في قطاع غزة بتاريخ 25-5-1995م.
· مرفق بعض التعليمات للعمل بمقتضاها لتحقيق أهداف برنامجنا خلال المرحلة القادمة:
· 1- تصعيد العمل العسكري المستمر ضد اليهود –تنفيد عمليات جهادية إستشهادية نوعية –للضغط على إسرائيل وسلطة عرفات وزعزعة مشروع الإستسلام في الشرق الأوسط بشكل عام والمنطقة العربية بشكل خاص.
· 2- ضرب حركة المستوطنين في قطاع غزة لإحراج السلطة العرفاتية والضغط على إسرائيل.
· 3- التصعيد العسكري النوعي وخاصة خلال فترة ما قبل الإنتخابات الإسرائيلية القادمة لإسقاط حزب العمل - وإنجاح اليمين المتطرف في إسرائيل- الذي يؤدي بدوره إلى حد ما بالتراجع عن العملية السياسية ...وإسقاط خيار أوسلو ...وإسقاط زمرة عرفات الخيانية.
· 4- الضغط على الجانب الإسرائيلي ...سيدفع به ليضغط على الجانب الفلسطيني ... إغلاق- طوق أمني – حصار إقتصادي –عدم قناعة الشارع الفلسطيني بالسلام – إظهار عجز السلطة العرفاتية.
· 5- الإستعداد للمواجهة الشاملة مع سلطة عرفات مع ترك البدء بالتنفيذ لطبيعة العلاقة مع السلطة وللظروف المستقبلية.
وهنا لابد أن نشير بأنه بات واضحاً هدف حركة حماس منذ عام '1994م-2000م ' بإستمرار:
العمليات التفجيرية المسيسة بالتزامن مع تنفيذ الإستحقاقات الإسرائيلية للإتفاقيات السياسية الأمر الذي كان يوفر الظروف الملائمة للطرف الإسرائيلي للتهرب من دفع الإستحقاقات للطرف الفلسطيني بإستعادة جزءاً من أرضه وحقوقه التي تتباكي عليها حركة حماس !!! وأنه لمن المحزن و المخجل ، بل من العار أنها كانت تفعل ذلك بوعي ومع سبق الإصرار والترصد في سياق خطة جهنمية أعدت لهذا الغرض .!!
أحداث مسجد فلسطين بغزة في 18-11- 1994م، أول صدام مع السلطة
في تحد واضح وصريح للسلطة دعت حماس لمسيرة ضخمة تنطلق من مسجد فلسطين بقطاع غزة ، السلطة أبلغت حماس بأن هذه المسيرة غير مرخصة و انها لن تتساهل مع تجاوز القانون ، فجاءت التعليمات مساءً لعناصر حماس بضرورة الاستمرار في المسيرة حتى لو أدي ذلك لاشتباكات مع السلطة .
في هذا اليوم خرجت المسيرة ( غير المرخصة ) بعد صلاة الجمعة من مسجد فلسطين في مدينة غزة و بدأ المصلون يرشقون رجال الشرطة بالحجارة وما ملكت أيديهم مما دفع رجال الامن الفلسطيني للتصدي لهم وقمع المظاهرة ، مما أدى لسقوط ضحايا وجرحى وهذا ما تمارسه حماس اليوم تجاه اي نشاط غير مرخص منها .
قيادة الدعوة المتجانسة مع الخارج اعتبرت ما حصل في مسجد فلسطين انتصاراً لها حيث استغلت الماكنة الاعلامية لحماس الدماء التي سالت لتحقيق هدفها في التشهير بالسلطة ووصفها بنعوت :- اطلاق النار على دور العبادة .قتل المصليين المتعبدين في بيوت الله .اطلاق النار تم بأوامر اسرائيلية . وهذا ما قام به المكتب الاعلامي لحماس في الداخل والخارج وخطباء الجمعة الموالين لها اضافة لعشرات البيانات المشهرة والمسيئة للسلطة.
موقف حمـــاس من انتخابات 1996م
في ظل التناقضات التي تحدثنا عنها سابقاً كان لقيادة حماس في الخارج اليد الطولى في قرارات الحركة واستطاع الخارج تمرير مذكرة على قيادة حماس في الضفة وغزة تبين أضرار المشاركة في الانتخابات ولماذا يتوجب على حماس مقاطعتها وكان أبرزها:
1- تسلم حركة حماس بكل قياداتها بضعف الحركة وإتجاه الشارع الفلسطيني للمسار السياسي.
2- بأن حماس ستخسر الإنتخابات وستكشف الحجم الحقيقي للحركة.
والتزمت قيادة الداخل بهذا القرار. بإستثناء عدد من قيادات و كوادر الحركة في قطاع غزة قاموا بترشيح أنفسهم للانتخابات كمستقلين فاتخذت قيادة الخارج الموقف التالي منهم :-
- وزعت في قطاع غزة بياناً عنونته بــ ( كشف اللثام عن وجوه اللئام ) ووصفت هؤلاء بالكفر و بأنهم باعوا أنفسهم للشيطان وتعلن برائتها التامة من فعل هؤلاء النفر.
- قامت مساءً بتوزيع رسائل تهديد لبعضهم وداخل هذه الرسالة كانت هناك طلقة رصاص .
أحدهم كان اسماعيل هنية رئيس الوزراء المقال ، بعد البيان والتهديد قاموا بسحب ترشحهم للانتخابات وغادروا الى منازلهم .
في 16-1-1996م أصدرت حركة حماس مذكرة حول 'إنتخابات مجلس الحكم الذاتي الفلسطيني المحدود'
تؤكد فيه موقف الحركة السابق ودعوة شعبنا الى مقاطعتها. وتحدد الأسس والثوابت التي إستندت عليها وموقفها من هذه الانتخابات تحدد من خلال مايلي:
أولاً: الانتخابات الفلسطينية تتم في مرحلة لا زال فيها الاحتلال يحتفظ بالسيادة على أرضنا وثرواتنا ومقدساتنا، بل ويهيمن بشكل مباشر على معظم المناطق الفلسطينية مثل الخليل والقدس والمستوطنات والمناطق (ب) و(ج) في الضفة الغربية المحتلة، مما يجعل هذه الانتخابات تكرس هذا الواقع الاحتلالي وتعطيه الشرعية التي أعطاه إياها اتفاق أوسلو أيضاً، ومن جهة أخرى فإن وجود الاحتلال أثناء هذه الانتخابات يضرب بعمق دعاوى نزاهتها وحياديتها !
وهذا المحدد لم يتغير منه شيئا حتى أنتخابات 2006م حيث الاحتلال لا زال يحتفظ بالسيادة على ارضنا و ثرواتنا و مقدساتنا و يهيمن على معظم المناطق الفلسطينية مثل الخليل و القدس و المناطق ب و ج في الضفة الغربية المحتلة.!!!
ثانيا: نصت اتفاقيات أوسلو والقاهرة وطابا، بالإضافة إلى قانون الانتخابات الفلسطينية على أن هذه الانتخابات تهدف إلى وضع اتفاقيات أوسلو موضع التطبيق العملي عن طريق انتخاب مجلس فلسطيني يعمل على تطبيقها ويتمتع بصلاحيات تنفيذية بالإضافة إلى صلاحيات تشريعية محدودة بسقف الاتفاقيات ولا تتعارض معها، مع إعطاء الكيان الصهيوني أحقية فرض الفيتو على بعض هذه التشريعات التي لا تتلاءم مع نصوص الاتفاقيات وروحها أو تؤدي إلى إلحاق الضرر بالكيان الصهيوني.
ومن هنا، فإن الدعوات التي توجهها السلطة الفلسطينية للمعارضة لكي تشارك في هذه الانتخابات وتغيير اتفاق أوسلو أو حتى إلغائه هي دعوات مضللة، فكيف يتسنى للمعارضة أن تغير اتفاقاً جعل الانتخابات وسيلة لتنفيذه لا لتغييره !!
أن هذه الفقرة تنسف الاساس الذي ساقته حماس لتبرير مشاركتها في انتخابات عام 2006م.!!!
ثالثاً: الشعب الفلسطيني هو وحدة واحدة لا تتجزأ، وبالتالي فإن الانتخابات التي ستقتصر على شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة دون الشتات ودون القدس (ترشيحاً) ودون معتقلينا الصامدين في سجون الاحتلال، هي محاولة لتجزئة الشعب الفلسطيني وتقسيمه وتصب في خانة المحاولات الصهيونية لتصفية القضية الفلسطينية بتوطين وتعويض اللاجئين ومنح الفلسطينيين في الضفة والقطاع حكماً ذاتياً مرتبطاً بالكيان الصهيوني، كما أن ذلك يقدح بجدية القيادة الفلسطينية في ترسيخ الديمقراطية في المجتمع الفلسطيني بتنفيذها الانتخابات للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وتجاهلها لـ 5 ملايين فلسطيني في الشتات ! أين حماس من هذا المحدد الثابت ؟ وماذا تغير فيه حيث تجاوزته في إنتخابات 2006م؟ يتبع في الحلقة الرابعة...
_________________ تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/ | |
|