الضحك لمرة واحدة أفضل من 20 دقيقة هرولة
يزوّد الضحك الإنسان بطاقة عالية وصحة جيدة لأنه يرخي العضلات ويحرّك
الدورة الدموية ويزيد فرز هورمون «السيروتونين» الذي يلقبه البعض
بـ«هورمون السعادة». وإذ يعتقد البوذيون أن الضحك «مُعدٍ»، وبالتالي،
ينتشر كالأمراض، يتمرس الهنود بالتمارين القادرة على إضحاك الإنسان
وموازنة حالته النفسية كما تفعل «اليوغا».
غير أن ضغوط الحياة المعاصرة وشدة العمل والمشكلات العائلية والتقلبات
المناخية عوامل جردت الألمان هذه الأيام من القدرة على الضحك. وبعدما كان
المواطن الألماني في مرحلة الطفولة يضحك 400 مرة يوميا، معزّزا بذلك نموه
ومحسّنا صحته، ما عاد يضحك في فترة النضوج أكثر من 15 مرة فقط كمعدل عام.
البروفسور مانفريد سيربكا، استعرض أمام 400 اختصاصي في الطب النفسي حضروا
المؤتمر الثامن والخمسين لأطباء علم النفس، الذي استضافته ألمانيا أخيرا،
نتائج دراسة أجراها بين الألمان، تفيد أن 35% من الألمان ما عادوا يعرفون
ما الضحك. وتشير الدراسة أيضا إلى أن نسبة 19% يقولون إنهم يضحكون أكثر من
مرة واحدة في اليوم، ونسبة 12 % أكثر من 10 مرات في اليوم، و4 % أكثر من
100 مرة في اليوم... ولا أحد أبدا أكثر من 400 مرة في اليوم. والمؤسف أن
نسبة 35% قالوا صراحة إنهم ما عادوا يعرفون ما الضحك.
في المقابل، قال الطبيب النيجيري الدكتور إيكيتشيكو أومينكا، الاختصاصي في
الضحك، أمام المؤتمر، إنه يرفع مع مرضاه شعار «الضحك بلا سبب». وأشار
أومينكا إلى دراسة هندية تثبت أن الضحك لمدة دقيقة أفضل من الركض الخفيف
(الهرولة) لمدة 20 دقيقة. البروفسور راينر كراوزه، من جامعة زاربروكن (غرب
ألمانيا)، شرح أمام المؤتمر أن الطفل الحديث الولادة يبتسم لأمه 30 ألف
مرة في الأشهر الستة الأولى، موثقا بذلك علاقاته الاجتماعية ويبعث السعادة
في قلوب أفراد العائلة، أما الباحثة هيلغا كوتهوف من جامعة فرايبورغ
العريقة (بأقصى جنوب غرب البلاد)، فاستخلصت من دراسة عن علاقة جنس الإنسان
بالضحك، أن النساء يضحكن بشكل يختلف عن الرجال، ففي حين تضحك المرأة من
نفسها، في غالب الأحيان، يضحك الرجال من غيرهم. وتسعد المرأة أكثر من
الرجل بالضحك، بدليل أن مستوى قهقهة الرجل يبلغ نحو 280 ذبذبة في الثانية،
بينما تطلق المرأة قهقهاتها بضعف هذا العدد من الذبذبات.