sala7 المدير
عدد الرسائل : 13062 العمل/الترفيه : معلم لغة عربية ، كتابة وقراءة نقاط : 32981 الشهرة : 6 تاريخ التسجيل : 07/05/2008
بطاقة الشخصية ألبوم الصور: (0/0)
| موضوع: رئة غزة تضخ الموت الخميس 30 يوليو - 5:39 | |
| رئة غزة تضخ الموت
لم تعد الأنفاق الممتدة على طول الشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي المصرية والفلسطينية مُتنفس غزة المُحاصرة، ولم تعد هذه الأنفاق تحظى بألقاب تُزين حضورها وتحتفي بأهميتها. وأمام فاجعة المدينة بمقتل العشرات من أبنائها اختناقا وحرقا، ومع كل صباح يحمل في طياته أخبارا سوداء قادمة من تحت الأرض في الفترة الأخيرة، استبدلت غزة اسما لطالما أحبت ترديده على الأنفاق فشطبت بحزن كبير شعار: 'أنفاق الحياة'، وخطت اللقب الجديد: 'أنفاق الموت'. وكان أحدث ضحايا الأنفاق أحد الأسرى المبعدين من الضفة الغربية إلى القطاع قبل خمسة أعوام 'أيمن أبو سمك' (32 عاما) والذي قضى نحبه صباح الثلاثاء جراء انهيار نفق، فيما تحاول الأطقم الطبية انتشال خمسة مفقودين آخرين. وتأتي هذه الفاجعة الجديدة بعد ساعات قليلة من انشغال مدينة رفح بتشييع جثامين سبعة قتلى في أكبر كارثة أنفاق تشهدها المدينة. وبعد بحث طويل تمكنت الأطقم الطبية وفرق الإنقاذ من انتشال جثامين سبعة شبان خلال ساعات فجر ونهار أمس الإثنين، كانوا قد علقوا داخل نفق للتهريب لأكثر من 24 ساعة متواصلة، بعد تسرب كميات كبيرة من وقود البنزين داخله. وقال شهود في موقع الحادث: إن وجود كميات كبيرة من البضائع عند فتحة النفق من الناحية المصرية حال دون تمكن الشبان من مغادرة النفق، وكان معظمهم يتعرض للاختناق خلال محاولاتهم الوصول للفتحة الأخرى من النفق جراء رائحة البنزين النفاذة، كما أن كميات الوقود الكبيرة أدت إلى حدوث انهيارات داخل النفق؛ ما زاد الأمور تعقيدا. وتنتشر مئات الأنفاق على الشريط الحدودي كطوق نجاة ورئة تمكن أهالي غزة من التنفس وإهدائهم القليل من البضائع والمواد الغذائية والوقود وما يُمكنهم من البقاء على قيد الحياة ونسيان لسعات حصار خانق يكبلهم منذ ثلاثة أعوام. وقد دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي مئات الأنفاق خلال حربها الأخيرة على قطاع غزة، لكن أهالي المدينة المكتوين بنيران المعابر المغلقة أعادوا حفرها وعلاجها من جديد، كما كثفت السلطات المصرية منذ مطلع العام الجاري عمليات البحث عن الأنفاق وإغلاقها. أرقام الموت.. تزداد وبالرغم من فرحة غزة بمسكنات الأنفاق إلا أنها هذه الأيام تعيش قهرا واسعا؛ إذ خيم الحزن على عشرات العائلات التي قتل أبناؤها، فيما يضع آخرون أياديهم على قلوبهم خوفا من نفس المصير القادم. ولا توجد إحصائيات رسمية دقيقة حول عدد الذين قتلوا جراء العمل في الأنفاق، إلا أن مصادر طبية تؤكد أن عدد القتلى تجاوز المائة، فيما يتجاوز عدد المصابين الثلاثمائة، وذلك خلال عامين، بحسب مصادر الإسعاف والطوارئ بغزة. بيد أن مركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة قد قدر عدد ضحايا الأنفاق بـ100 قتيل و121 مصابا، من بينهم 39 قتلوا خلال عام 2009 الجاري. ولأن ضحايا اليوم وأمس لن يكونوا الأرقام الأخيرة في مسلسل الموت كما يجمع أهالي غزة، فقد ارتفعت صيحات التحذير والمطالبة باتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع وقوع مزيد من أرقام الموت. وفي بيان وصل 'إسلام أون لاين.نت' نسخة منه، قالت هيئة العمل الوطني بمحافظة رفح: إن ظاهرة انتشار الأنفاق على امتداد الحدود الفلسطينية المصرية 'جلبت الكوارث على سكان القطاع بما حصدته من أرواح بريئة، وبما دخل من سموم ومخدرات عبرها'. ودعا البيان إلى العمل الجاد لحماية أرواح المواطنين، والتصدي لمظاهر الاستغلال والاحتكار، وتوحيد جميع الجهود الفلسطينية للنضال من أجل فتح المعابر. وطالبت الهيئة المجتمع الدولي بالتدخل الجاد وتحمل مسئولياته تجاه الشعب الفلسطيني، والضغط على سلطات الاحتلال لإجبارها على رفع الحصار. إلى متى؟! ومن جانبها طالبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على لسان عضو مكتبها السياسي جميل المجدلاوي حركة حماس وحكومة غزة باتخاذ' أعلى درجات الأمن والأمان والسلامة لحماية العاملين في أنفاق التهريب'. ودعا المجدلاوي إلى ترشيد عملية استخدام الأنفاق وتنظيمها، قائلا: 'نحن نحتاج إلى بعض ما يصل عبر هذه الأنفاق، ودعونا مرارا إلى ضرورة ترشيد هذه العملية وتنظيمها، بحيث تستجيب لضرورات الشعب وصموده ومقاومته، لا أن تتحول إلى غول يبتلع أرواح الناس'. وأفردت الصحف اليومية الفلسطينية اليوم مساحات واسعة للحديث عن ظاهرة الأنفاق، والتنديد بما باتت تحمله من موت. وفي مقالة له نشرتها صحف فلسطينية حملت عنوان: 'أنفاق الموت إلى متى؟!'، طالب رئيس تحرير صحيفة فلسطين اليومية 'مصطفى الصواف' حكومة غزة بالعمل على ضبط هذه الأنفاق، وأن يتم وضع الضوابط المختلفة لتنظيم هذه المسألة. وأضاف في حديثه: 'نحن مع ضرورة وجود هذه الأنفاق، ولكن ليس بالطريقة القاتلة التي تعمل بها، وليس بالطريقة العشوائية التي يتم حفرها.. يكفينا ما حدث، ولا نريد أن نُفجع كما فجعنا أمس بمقتل سبعة شبان بعد أن تسربت مادة البنزين إلى داخل أحد الأنفاق التي تنقل الوقود'. ومع تشديده على أن الأنفاق في ظل هذا الحصار الظالم والمفروض على الشعب الفلسطيني باتت من ضروريات الحياة، والرئة التي يتنفس منها مليون ونصف مليون فلسطيني في قطاع غزة، إلا أن الصواف أكد أن هذه الحاجة يجب أن 'لا تجعلنا نغفل ضرورة أن يكون هناك نظام حكومي سليم لها، وأن تكون هناك لجنة فنية تشرف على الأنفاق وتقرر هل يصلح للاستعمال أو أنه نفق عشوائي ضرره أكبر من نفعه؟'. القاهرة متهمة ومن جهتها عكفت الحكومة في غزة مؤخرا على تنظيم عمل الأنفاق، ففرضت رسوما على كل الأنفاق، واشترطت على مالكي الأنفاق دفع مبالغ مالية كبيرة لكل من يقتل أثناء عمله، وأن يتم التكفل بعلاج من يصابون فيها. وبالرغم من أن العنوان العريض لأخبار الموت القادمة من تحت الأرض هو الانهيارات المتتالية، وسوء الاستخدام، وازدياد الأنفاق العشوائية، إلا أن الكثير من العاملين وجهوا أصابع الاتهام لقوات الأمن المصرية. وأكد عاملون وشهود عيان أن السلطات المصرية نفذت خلال الأيام القليلة الماضية سلسلة من التفجيرات الأرضية لتدمير أنفاق التهريب. أبو وائل أحد العاملين في الأنفاق قال لـ'إسلام أون لاين.نت': 'قبل يومين سمعنا على الجانب الحدودي من مصر انفجارات قوية أحدثت اهتزازا كبيرا في الأرض.. هذا التدمير للأنفاق يُحدث تصدعا واضحا في الأنفاق يؤدي إلى انهيارها على من فيها'. ويتهم أبو وائل مصر بـ'خنق غزة'، ويستدرك: 'ليفتحوا المعبر وتنتهي المشكلة.. أو على الأقل ليتركونا في شأننا.. كلما اكتشفوا نفقا أغلقوه أو فجروه!'. ويقول الشاب عامر إن صديقه لقي مصرعه الشهر الماضي بسبب 'استنشاقه لغاز سام يتم ضخه من الأراضي المصرية'، وبأسى غلف صوته قال: 'هل نعشق الموت لهذه الدرجة لنعمل في الأنفاق؟! بالطبع لا.. لكننا لو لم نذهب للموت فسيأتي إلينا هو.. فالحصار يشتد يوما بعد يوم'. وتمنى عامر من مصر أن تفتح المعبر، وأن تتوقف عن المشاركة في قتل المحاصرين في أقسى سجن على مر التاريخ. من جانبها، ترد السلطات المصرية على الانتقادات الموجهة إليها بسبب إغلاق معبر رفح الحدودي الذي يعد المنفذ الوحيد لقطاع غزة على العالم، بأنها ملتزمة باتفاقية المعابر 2005، مشيرة إلى أنها تفتح المعبر على فترات للحالات الإنسانية.
_________________ تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/ | |
|
Nousa العضو المميز
عدد الرسائل : 2022 العمل/الترفيه : Student at university / قراءة القصص والشعر والرسم والأشغال اليدوية..... المزاج : always diffirent نقاط : 8190 الشهرة : 9 تاريخ التسجيل : 06/11/2008
بطاقة الشخصية ألبوم الصور: (0/0)
| موضوع: رد: رئة غزة تضخ الموت الخميس 30 يوليو - 17:35 | |
| | |
|