الشهيد / مروان زلوم
أبوسجى : مروان كايد مطلق زلوم ... مقاتل منذ أكثر من ثلاث و ثلاثين عاما .. جاهد في سبيل الله تحت ستار فتح في لبنان قائدا لعدة عمليات كبيرة وقائدا لعدة معرك حدثت هناك ونذكر منها :
*قائد محور أرنون .. *قائد فصيل المدفعية ..*نائب قائد قلعة شقيف ..*قائد دورية التياسير ..*عضو المؤتمر الحركي الخامس لحركة فتح ..*مؤسس سرايا الجهاد الإسلامي (سجى) في فلسطين ..*قائد كتائب شهداء الأقصى ..*قائد جهاز الوحدات الخاصة في الجنوب...
وقاد اشتباكات عنيفة مع العدو مستعينا بخبرات الماضي وحماسة الحاضر .. وكان مسؤولا عن عدة عمليات استشهادية في قلب الكيان الصهيوني .. وفي ليلة الثاني والعشرين من إبريل 2002و بواسطة دسيسة حقيرة وباستخدام أربعة صواريخ من نوع خاص استشهد القائد بعد أن ترك بصمات عميقة في الصراع الفلسطيني الصهيوني ..
أمضى مروان زلوم الابن لإحدى العائلات الخليلية الشهيرة ، أكثر من 33 عاماً في صفوف حركة فتح ، و كان أحد مقاتلي هذه الحركة في لبنان ، و يقول رفاقه إنه قاد عدة عمليات وصفوها بالكبيرة ، إبان الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان .
و بعد مرحلة شتات قوات حركة فتح ، إثر الغزو الشهير للبنان عام 1982 و الذي انتهى بإخراج مقاتلي المقاومة الفلسطينية من ذلك البلد القريب إلى فلسطين و يضمّ في جنباته آلافاً مؤلفة من اللاجئين ، تنقّل زلوم بين سوريا و الأردن و ليبيا و تونس . و بعد اتفاق أوسلو عام 1993 الذي فتح المجال لقيام السلطة الفلسطينية داخل الضفة الغربية و قطاع غزة ، و عودة الكثير من مقاتلي فتح و فصائل أخرى ، تأخر زلوم في العودة ، و عاد إلى الوطن قبل اندلاع انتفاضة الأقصى بأشهر قليلة ، مسؤولاً في أحد أجهزة الأمن الفلسطينية مثلما كان رفاق له سبقوه .
و من المؤكّد أن مروان زلوم كان الرجل المناسب لقيادة تلك المجموعات العسكرية لحركة فتح في محافظة الخليل ، مثلما فعل رائد الكرمي في طولكرم و ناصر عويس في نابلس ، و أحمد البرغوثي في رام الله ، و حسين عبيات الذي اغتيل بعد أربعين يوماً من بدء تلك الانتفاضة و مثلما فعل الكثيرون من كوادر و قادة كتائب شهداء الأقصى ظهر زلوم في كثير من المقابلات الصحافية ملثّماً و متحدثاً مع الفضائيات باسم (أبو أحمد) ، و هو الاسم الذي أصبح يطلق على (قائد كتائب شهداء الأقصى) .
و أصبح زلوم مسؤولاً عن عمليات إطلاق النار على البؤر الاستيطانية و عن العمليات الفدائية التي نفّذتها كتائب شهداء الأقصى . و أبرزها عملية الاستشهادية عندليب طقاطقة .
اغتياله :
كان مروان زلوم يعلم علم اليقين أنه مطلوب و مطارد من قبل قوات الاحتلال و ورد اسمه في قوائم المطلوبين التي كانت تنشرها الصحف الصهيونية مراراً .
و من المؤكّد أنه كان يأخذ وسائل الحيطة و الحذر و لكن من المؤكّد أيضاً أنه مثل آخرين من نشاط الفصائل ، لم يكن يولِ ذلك الاهتمام الكافي ، و لذا لم يكن ما حدث ليلة (22/4/2002) مفاجئاً ، كان زلوم و رفيقه سمير أبو رجب يستقلان سيارة في شارع السلام في مدينة الخليل ، عندما كانت مروحيات شارون بالمرصاد فأطلقت أربعة صواريخ على الأقل باتجاه تلك السيارة ، لتقع الفاجعة : استشهاد مروان نايف مطلق عبد الكريم زلوم قائد كتائب شهداء الأقصى و رفيقه سمير أبو رجب .
نايف شقيق الشهيد مروان أدلى بإفادة للناشط الحقوقي رستم خلايلية عن ما حدث في تلك الليلة قائلاً : "بتاريخ 22/4/2002 و في حوالي الساعة 11:40 قامت مروحية عسكرية صهيونية من نوع أباتشي بإطلاق ما لا يقلّ عن ثلاثة صواريخ باتجاه سيارة مدنية في قلب مدينة الخليل . هذه السيارة التي كانت تتنقّل في الأزقة المطّلة على شارع عين سارة كان يستقلها الشهيد مروان زلوم و صديقه سمير أبو رجب ، حيث إنهما مطلوبان للاحتلال منذ مدة طويلة لذلك حرِموا من النوم في بيوتهم و يجبرون على قضاء ليلهم و نهارهم في المخابئ" .
و أضاف نايف : "لقد تلقّينا خبر اغتيال هؤلاء الشهداء القادة كالصاعقة حيث إنهم كانوا حريصين جداً و استطاعوا أن يضلّلوا الجيش الصهيوني و عيونه لفترة طويلة ، و أفشلوا عدة محاولات لاغتيالهم و اعتقالهم من داخل منازلهم في مدينة الخليل ، و لكن هذه المرة أوقعهم الخونة في كمائن المروحيات الصهيونية لتقتلهم دون رحمة" .
انتقام :
و كان هناك من رفاق مروان من انتقم على طريقته ، حيث تم القبض على ثلاثة من الذين قيل عنهم إنهم عملاء ، و تم قتلهم و إلقاء جثثهم في المكان الذي قصفت به السيارة .
و بعيداً عن الغضب اللحظي المشروع ، و الدعوات الحزينة للانتقام ، كان هناك من يفكّر بصمت في الرد بشكلٍ موجع على الصهاينة ، و الذي جاء يوم السبت (27) ، فيما عرف بعملية دورا التي خطّطت لها و نفّذتها كتائب عز الدين القسام ، الجناح العسكري لحركة حماس . بعد فجر ذلك اليوم ، دخل ثلاثة من مقاومي كتائب القسام أحدهم الشهيد طارق دوفش (21 عاماً) ، إلى إحدى أكثر المستوطنات تحصيناً و التي تعرف باسم (أدورا) جنوب الخليل .
و كمنوا في أحد منازل تلك المستوطنة ، حتى الصباح حيث قاموا بعملية ملاحقة للمستوطنين و نجحوا في قتل خمسة منهم ، انتقاماً لاغتيال مروان زلوم و الشهيد أكرم الأطرش أحد قادة كتائب القسام البارزين و الذي كان قضى في عملية اغتيال في وقتٍ سابق هو الآخر .
و تمكّن المقاومون الثلاثة من الخروج من المستوطنة سالمين ، ليستشهد أحدهم و هو طارق دوفش في اشتباك مسلح، مع مجموعة من قوات الاحتلال ، قرب قرية تفوح غرب الخليل .
و كان للعملية صدى واسع لجرأتها الشديدة و نجاحها و لتوقيتها ، الذي جاء في وقتٍ كان شارون يواصل ارتكاب مجازره .. و عكس التنظيم الدقيق للعملية ، نفسه في الغموض الذي رافقها و استمر بعد أيام ، حيث لم تعرف الجهة التي نفّذتها ، و اعتقد البعض أن (كتائب الأقصى) هي من تقف وراء العملية ، و حتى اسم الشهيد طارق دوفش لم يعلن عنه إلا بعد يومين من العملية.
و هكذا كتبت إحدى قصص انتفاضة الأقصى : الشهيد كان فتحاوياً و الرد جاء قسّامياً .
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/