أبصر شهيدنا المجاهد القائد حسن زياد شقورة النور في مشروع بيت لاهيا بعد أن هُجِرت عائلته من مدينة المجدل المحتلة، فتعهده أبناء مسجد القسام الكائن في مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة بالتربية فاحتضن حسن المسجد وأصبح من رواده فكانت هذه النشأة بمثابة دروسٍ في الوعي والحس القوى الرافض للاحتلال الذي اغتصب الأرض وطرد الأهل.
ففي 16/11/1985 م عانق حسن الحياة المتلاطمة بأوجاعها حيث نشأ في كنف أسرة متواضعة متسربلة بكساء الإسلام و معتصمة بحبل الله قوامها ثمانية أفراد وكان حسن الابن الثاني لوالده ... ترعرع حسن في كنف هذه الأسرة التي تحمل الهم الفلسطيني بين أضلعها وثواني عمرها وكان حسن يكبر لتكبر في قلبه مأساة هذا الشعب المشرد فنهض حسن ليحمل الأمانة ويقوم بأعبائها حيث أن والده أحد كوادر الحركة الإسلامية المجاهدة "حركة الجهاد الإسلامي " والذي أثر كثيراً في تفكير حسن وضبط مساره فأنار له طريق المقاومة والجهاد.
درس حسن المرحلة الابتدائية في مدرسة بن رشد للاجئين وكان من الطلبة المتفوقين ثم التحق بمدرسة ذكور جباليا الإعدادية "ج" للاجئين ليواصل دأبه وتفوقه وبعدها التحق حسن بمدرسة أبو عبيدة بن الجراح الثانوية فأدرك حسن قدر العلم والعلماء وأصر على مواصلة رسالة الأنبياء فالتحق بجامعة الأزهر بغزة ليتخرج من قسم الملتميديا "تصميم ومونتاج " ثم انتقل حسن ليباشر حياته المهنية.
دماثة خلق ... نور على نور:
عرف حسن بدماثة خلقه القويم حيث كان محبوباً بين أفراد العائلة والحي والعمل... كان يداعب الجميع بابتسامته المرحة ... ظهرت عليه علامات الرجولة وقوة الشكيمة وحب الناس منذ الصغر ... كما كان ملتزماً بالصلوات الخمس والعبادات والنوافل في مسجد القسام "منارة الشهداء وقبلة العاشقين" متمسكاً بكتاب الله مخلصاً متواضعاً مما ساعده على صقل شخصيته فكان مرهف الحس ... دقيق الإدراك ... ذكياً لحد الإبداع .
عمل
في صحيفة الاستقلال وإذاعة صوت القدس وفلسطين اليوم ومسئولا للإعلام
الحربي التابع لسرايا القدس في غزة وشمال قطاع غزة، وأنشأ موقع سرايا
القدس من الألف إلى الياء، فكان مثالاً للموظف الملتزم..كان حسن باراً
بوالديه مطيعاً لهما لا يضجر ولا يتأفف من طاعتهما، حنونا مخلصا لزوجته،
فقلب حسن العطوف يقبل الجميع حتى مع أخوته الصغار ... كان حسن يداعبهم
ويعطف عليهم ويتودد لهم .. كان حسن شجاعاً رافضاً للظلم ينبري للتصدي للمواقف المتخاذلة فهو يصدع للحق صداحاً به ... كان حسن هادئاً جداً ... مقداماً واثقاً بنفسه... أحبه كل من عرفه ... و هذا ما بدا ظاهراً خلال تشييع جثمانه الطاهر ...
علاقته بالآخرين ... طوبى لمن يألفون ويؤلفون...
تميز حسن بالتفاعل مع محيطه الاجتماعي فكان له أصدقاء كثر يلتفون حوله ... كان يتذلل لأمه وأبيه ويخفض لهما جناح الذل من الرحمة ... يصل الرحم ويزور إخوانه كما تميز بأنه أحاط نفسه بثلة من الشباب الملتزم والواعي فكان مثالاً فى التكافل الاجتماعي في أسرته ومسجده وأصدقائه كما تميز حسن بعلاقاته التنظيمية الواسعة مع كل التنظيمات والفصائل المجاهدة حتى التى تخالفه فى الفكر فكان ينسج بحراً من العلاقات الاجتماعية ... يشارك الجميع أفراحهم ... ويشاطرهم أحزانهم... تزوج حسن قبل سنة ونصف من صحفية زميلة له في صحيفة الاستقلال ... فطوبى لمن يألفون ويؤلفون .
أبو إسلام وطريق الأحرار
على درب ذات الشوكة تربى حسن على موائد القرآن الكريم في قلعة الجهاد والمقاومة مسجد القسام منذ أن تفتحت عيناه على الدنيا فاحتضنه شباب المسجد وتعهدوه بالتنشئة الإسلامية الرائدة فكان يمارس رياضية الكاراتيه بصحبة الشهيدين علاء الكحلوت وأنور الشبرواي الذين تعلق حسن بهما كثيراً .
والتحق بحركة الجهاد الإسلامي التي آمن حسن بأطروحاتها واستشعر مصداقيتها وآمن بالوحدة كضرورة حتمية ثم انتقل للعمل في صفوف الاتحاد الإسلامي الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي وبعد ذلك ألح حسن على إخوانه في قيادة سرايا القدس أن يلتحق بهذا الركب الطاهر والخيار الأمل فقبل الأخوة بعد جهد كبير وإصرار حثيث من قبل حسن فانتمى لسرايا القدس المظفرة مع بداية انتفاضة الأقصى حيث برع فى مجال الهندسة والتقنية فلاحظ ذلك قادته فألحقوه بوحدة الهندسة والتطوير التابعة لسرايا القدس كما ظهرت أيضاً القدرات الإعلامية الفائقة لحسن فتولى فيما بعد إدارة الإعلام الحربي لسرايا القدس في قطاع غزة ...
شارك حسن في صد العديد من الاجتياحات لشمال القطاع حتى أنه أصيب إصابة طفيفة في أحد المرات
... وشارك أيضاً في تطوير وتصنيع المنظومة الصاروخية في سرايا القدس، وكان
له الفضل في تطوير صواريخ المقاومة، وقاد حملات إطلاق الصواريخ على
مستوطنات الاحتلال وكان حسن المسئول المباشر عن إطلاق حملة تتضمن 40 صاروخاً على مغتصبات العدو الصهيوني رداً على اغتيال القائد محمد شحادة.
وتفيد المصادر الخاصة في سرايا القدس أنه كان مشاركاً في عملية إيريز البطولية برفقة الشهيد محمود المقيد مما أدى لمقتل 3 جنود صهاينة وإصابة العديد منهم وكذلك مقتل مستوطن ومستوطنة في سيديروت جراء القصف الصاروخى للبلدة حيث كان حسن أميراً لتلك المجموعات المجاهدة كل ذلك وحسن يعمل بصمت تحت جنح الليل ...
حسن على موعد مع الشهادة
استشهد القائد المهندس حسن شقورة "أبو إسلام" مساء يوم السبت الموافق 15/3/2008 م، خلال تصويره لعملية إطلاق صواريخ على المغتصبات الصهيونية، فقامت طائرات الغدر الاستطلاعية
الصهيونية بمساعدة الموساد بقصف المجموعة مما أدى لارتقائه واثنين من
إخوانه المجاهدين محمد الشاعر وباسل شابط فهنيئاً لكم الجنة يا فرسان
الكرامة في زمن امتلأت فيه السراديب بالخائفين وأصحاب أنصاف الحلول ..
الفصائل الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني تنعى حسن شقورة للحور العين
حيث زفت سرايا القدس شهيدها القائد حسن شقورة أبو إسلام وأكدت أن هذه الدماء هي الوقود نحو القدس ومن جهتها نعت ألوية الناصر صلاح الدين الشهيد أبو اسلام وأكد أبو مجاهد أن الشهيد حسن كان له الدور الريادي في تطوير الإعلام الحر المقاوم والذي يتحرك للقضايا الهامة والمصيرية ويعمل على نصرتها وكان لا يكل ولا يمل في هذه الطريق الذي تفترشها الأشواك في إطار فهم الشهيد وإدراكه بان الإعلام له الدور البارز في تحريك الجماهير.
فيما عبّرت كتائب المجاهدين, و كتائب شهداء الأقصى "مجموعات الشهيد ياسر عرفات" عن حزنهما الشديد باستشهاد الشهيد القائد حسن شقورة مقدمةً التعازي و المباركة لذوي وزملاء الشهيد وأشارت الكتائب إلى دور الشهيد حسن الكبير في تطوير منظومة الإعلام الحر المقاوم بدورها نعت صحيفة الاستقلال وصوت القدس وشبكة فلسطين اليوم الشهيد شقورة وأكدت أن المسيرة الصحفية مستمرة رغم كل محاولات اسكات الصوت المقاوم ومن جهته نعى التجمع الإعلامي وكتلة الصحفي الفلسطيني, الشهيد الصحفي/ حسن زياد شقورة, مشاطرين موقع شبكة فلسطين اليوم الإخبارية وإذاعة صوت القدس, بمصابهم الجلل باستشهاد المهندس المشرف على صفحتيهما الالكترونية على الإنترنت.
ونعى الأسرى في السجون الصهيونية الشهيد حسن شقورة, والذي استشهد بصحبة اثنين وهما باسل شابط ، ومحمد الشاعر مساء اليوم السبت 15/3/2008.
وتقدم الأسرى في السجون الصهيونية ومركز الأسرى للدراسات بالتعازي لأهل الشهيد حسن شقورة والذي لم يتوانى لحظة في خدمة الأسرى في السجون والمعتقلات بلا كلل أو ملل وبلا مقابل في مركز الأسرى للدراسات كما ونعته مواقع الانترنت
ومنتدياتها على الشبكة العنكبوتية العالمية وفتحت الباب لاستقبال ردود
المهنئين برحيل فارس الكلمة واللمسة الفنية الراقية آخر عهده بالدنيا.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/