غزة: في تحول الى نوع غير مألوف من الطب التقليدي يدير المهندس الزراعي الفلسطيني راتب سمور في مدينة غزة العيادة الاولى والوحيدة للعلاج "بسم النحل".
ومع استمرار ندرة العقاقير الاساسية التي تستخدم لتخفيف الالم في القطاع يعالج سمور المترددين على عيادته بلدغ النحل منذ عام 2003.
بدأ سمور تربية النحل عام 1985 مع والده الذي كان أيضا يستخدم "سم النحل" في العلاج. وكان ذلك النوع من العلاج لا يستخدم في ذلك الوقت الا لالام الظهر والعضلات لكن نطاقه اتسع بعد ذيوع أمر نجاحه وتحول الى مصدر فرعي للدخل. وبعد أن كان العلاج مجانيا أصبح سمور الان يتقاضى عشرة شيقل (2.5 دولار) عن كل علاج.
وقال سمور "هو كان النظام موجود من القدم لكن طبعا تطور بالسنوات الاخيرة على أساس انه نعرف مركبات السم نفسه. كان يستخدم فقط في موضوع المفاصل والروماتيزم تقريبا. في السنوات الاخيرة بعد اكتشاف مركبات السم بدأ استخدامه في علاج الكثير من الامراض."
ويتكون سم النحل من نحو 18 مادة فعالة منها انزيمات وبروتينات وأحماض أمينية. كما يضم عناصر مضادة للالتهابات تساعد في تخفيف الالم.
وأدى تطور العلاج المتقدم بلدغ النحل في الغرب في التسعينات الى ابتكار وسائل للحصول على السم بدون قتل النحل. وينفق معظم النحل بعد اللدغ حيث يفقد كيس السم وتتمزق العضلات المرتبطة به خلال عملية اللدغ.
ويستخدم سمور نحلا حيا في علاج مرضاه. ويشهد عدد المرضى الذين يترددون على عيادة سمور في غزة بنجاح العلاج في وقت أصاب فيه العجز النظام الصحي المتهالك في القطاع الفقير. ويقول سمور ان ما بين 50 و100 مريض يترددون يوميا على عيادته وان العدد اخذ في التزايد.
ويستخدم سمور ثلاثة أنواع من النحل في علاج حالات مختلفة مثل الالام الكاذبة الناتجة عن بتر الاعضاء والتهابات المفاصل والام الظهر المزمنة والتهابات الجيوب الانفية والصداع النصفي ومشاكل الغدة الدرقية والعشى الليلي وضعف السمع أو الابصار. ويقول سمور انه نجح في علاج 150 نوعا مختلفا من الالام والامراض.
وكان صالح حجار الذي يتردد على عيادة سمور يعاني من مشاكل في التنفس. وسافر حجار الى مصر واسرائيل طلبا للعلاج لكن حالته لم تتحسن فلجأ الى العلاج بلدغ النحل.
وقال حجار "قبل سنتين لم اكن أمشي ولا أجري لم أكن أستطيع لان عندي تليفات بالصدر وكان نفسي ضيق ولا أستطيع تحمل المشي او الجري ولا أتحرك. كنت دائما اجلس فحضرت للعلاج هنا والحمد لله تحسنت كثير."
وأضاف أنه أصبح الان يستطيع أن يمشي بصورة طبيعية ويمارس أحيانا رياضة كرة القدم.
وقال سمور انه في حالات الاصابة بأمراض والام أكثر تعقيدا يطلب من المريض أنواعا من الفحوص المعملية والاطلاع على سجلاته الطبية ليتمكن من تحديد أسلوب العلاج وعدد "اللدغات" التي يحتاجها المريض.
ومع استمرار الحصار الاسرائيلي لغزة الذي يواجه تنديدا قويا ما زالت البنية التحتية لقطاع الصحة عاجزة عن تلبية احتياجات السكان من العلاج.
ومع النقص المستمر منذ وقت طويل للمسكنات العادية التي يمكن الحصول عليها بدون تذكرة طبية من الصيدليات في غزة تتيح عيادة سمور بديلا للاقراص التي تباع في السوق السوداء بأسعار مبالغ فيها بعد تهريبها من مصر.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/