ان الموضوع الذي سكتب فيه الآن ليس موضوعا غريبا فعلى الأقل الكل منا له أخوات وان لم يكن متزوجا فبالتأكيد عاجلا ام آجلا سيتزوج ،ان هذا الموضوع ليس عابرا وليس تقليديا فأنا لم آخذه من صفحات الانتر نت أو الصحف والمجلات البالية التي لم تجد من يقرأها فبيعت بأزهد الأثمان لأصحاب مطاعم الفلافل ،ان مجتمعنا العربي الفلسطيني جزء لا يتجزأ من المجتمعات العربية والشرقية على حد سواء فللمجتمعات الشرقية والعربية عاداتها وتقاليدها منها السلبي ومنها الايجابي ،أنا اليوم أكتب عن السلبي منها ليس لأنني متشائم أو أبحث عن السلبيات لكي أظهرها بل لأن المشكلة هي بحد ذاتها سلبية في المجتمعات ،يقول عز وجل
ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) ان الزواج يكاد يكون تقليديا فالبنت تكون مخطوبة لابن عمها أو ابن خالها على أبعد تقدير وقد حسم منذ ولادتها ومنذ ان فتحت عيناها على هذه الدنيا وعاداتها اللعينة وان لم يكن تقليديا في نظر الكثيرين ومنهم أهل البنت وصدف أن خطبت لشخص غريب فانه في كل الحالات لا يسمح لها بالجلوس منفردة مع خطيبها فان لم يكن عيبا فهو على الأقل حرام ،لذلك تبقى البنت حبيسة بيت أهلها حتى اللحظات الأخيرة قبل ذهابها الى بيت زوجها دون أن تفهم وجهة نظر خطيبها وأن يفهم هو خطيبها ان كان متفهما ويتقبل فكرة أن توضح له وجهة نظرها وآرائها تجاه الكثير من القضايا والمواضيع ،وما أن تظهر أول مشكلة أو أي طارئ حتى يظهر الاختلاف ليس فيما اختلفوا عليه فحسب بل ليتعدى ذلك الى الكثير الكثير من القضايا ،ونظرا لانعدام امكانية التفاهم فان نظرة الرجل للمرأة تبقى مثل معظم الرجال الشرقيين تقدر بقيمة جمالها وانوثتها أما حنانها وانسانيتها وعطفها فلا قيمة له ،فالرجل والمرأة ما أن يشبع أحدهما للآخر غرائزه حتى تبدأ المشاكل من جديد وهذه كبريات المشاكل فلا تفاهم ولا اتفاق كل ما هو موجود (جماع وانجاب )ولا بيئة أسرية جيدة فالمشاكل مشاكل والانجاب انجاب وتردي الأوضاع المعيشية يبقى مترديا والمشكلة تزداد ،على الجميع أن يبدأ من نفسه وينطلق نحو ثقافة جديدة ليس لأننا دعاة انحلال ودعاة تحليل محرمات كما ينظرون بل نحن دعاة ثقافة جديدة ومجتمع جديد وعلى الجميع أن يكف عن ادعاء المثالية فان لم يعاني فان ذلك يرجع لتقادير القدر أو لدواع أخرى فان لم يحدث ذلك مع احدى أخواتك أو المقربون حتما سيحدث معك لأنك ان لم تتزوج حتما ستتزوج وان تزوجت حتما سيحدث مع بناتك أو أولادك ، فهذه سنة الحياة ولا مفر ولا مناص فسارعوا بنشر هذه الثقافة فالوقت يداهمنا والوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك والوقت من دم والتاريخ لم يرحم .
مع تحياتي
مراد علم دار