sala7 المدير
عدد الرسائل : 13062 العمل/الترفيه : معلم لغة عربية ، كتابة وقراءة نقاط : 32980 الشهرة : 6 تاريخ التسجيل : 07/05/2008
بطاقة الشخصية ألبوم الصور: (0/0)
| موضوع: التواكل بعد البطالة .. ثقافة رافدها ' الكابونة' الأربعاء 8 يوليو - 0:40 | |
| التواكل بعد البطالة .. ثقافة رافدها ' الكابونة'
تقرير خاص / سيطرت بالقوة المسلحة حركة حماس على قطاع غزة ،قبل عامين ، واتخذت اسرائيل من هذه السيطرة ذريعة لفرض حصار مشدد على سكان القطاع ، لأن حركة حماس مدرجة ضمن قوائم المنظمات ' الأرهابية' دولياً ، فسقط مليون ونصف مليون انسان يعيشون في قطاع غزة بشبكة المكر الاسرائيلية ، هؤلاء السكان بجميع مقدراتهم ومناحي حياتهم وأموالهم ، اصبحوا تحت ' فرامة ' الحصار، وجاءت بظلاله الحرب المدمرة التي زادت عليهم البلاء ابتلاءات عظيمة ، ولم يكن لفترة ما بعد الحرب أي مبرر لبقاء الحصار على القطاع إلا ان محاولات العالم باسره دولا وهيئات ومؤسسات وشخصيات فشلت بإقناع اسرائيل لرفع الحصار والذريعة هي حكم حماس للقطاع ، والعارف بواقع الضفة الغربية والمضايقات وحصار المدن والقرى بحواجز جيش الاحتلال يدرك أن اسرائيل لا تحتاج لذريعة حتى تفرض واقعها اللانساني على أي بقعة في اراضي السلطة الوطنية، ومع هذا الواقع الصعب الذي يعيشه سكان قطاع غزة اليوم كان لا بد من بدائل ضرورية لاستمرار الحياة ، فغياب فرص العمل وانعدام الدخل لبعض الأسر ، وتدمير المصانع واغلاق معظم المتاجر ، وشح الوقود لتسيير الحياة العامة وانقطاع التيار الكهربائي بصورة مستمرة ، جعل من قطاع غزة قطعة جغرافية اصدق ما يقال عنها ' ارض المأساة ' (أمد) رصد طوابير يومية من الناس امام جمعيات وهيئات انسانية وهم يحصلون على ' كابونة' مساعدة وصلت اليهم وفق منهجية ما ، كتعويض عن دخل غائب بسبب البطالة: الحاجة أمنه في أواخر الخمسينات من العمر تقف بصحبة حفيدها الشاب لتحصل على ' الكابونة' وهي عبارة عن كرتونة بيض و3 كيلو باذنجان و3 كيلو بطاطا و6 كيلو بندورة و3 عبواة صغيرة من زيت السيرج و عبوة حليب متوسطة الحجم ، تقول الحاجة لـ(أمد) :' جئت بنفسي لأن موزع الكابونات لا يقبل تسليم حصتي لأبن ابني ، فاضطر الى الحضور ، ولو انها غير ضرورية لنا وتقصد ' الكابونة' لما أتيت ولكن رب الاسرة عاطل عن العمل وله اولاد في الجامعة والمدارس ، ولولا هذه الكابونات لنكشف سترنا واصابنا الجوع بمقتل ، على أي حال اولاد الحلال لا ينسوننا من المساعدات لأن معظم اولادي يصلون في مسجد ' الابرار' و' المشايخ' يحفظونهم القرأن ويحضرون دروس الشيخ باستمرار ، ويعرفون ظروفنا الصعبة لذا يدعموننا كل اسبوع بكابونة خضار بالاضافة الى مساعدات ثانية تعيننا على مستلزمات الحياة'. هيثم وهو عاطل عن العمل من عمال الخط الأخضر سابقا وكان مقاولا لا يقل دخله اليومي عن 100 دولار ، مثله اليوم كمثل اغلب العمال منذ سنوات طوال، بدون عمل وعلى قدر محاولاته المريرة لإيجاد فرصة عمل ولو بربع اجره القديم ، كلها باءت بالفشل لأن ظروف القطاع كانت اشد منه وطأة ، يقف اليوم في طابور طويل كي يحصل على ' كابونة ' غذائية مصدرها جمعية تعمل ضمن شبكة جمعيات تابعة لحركة حماس ، يقول لـ(أمد):' لم يكن من وسيلة أخرى غير أن اقف في طابور الكابونات ، وامام مستودع لجمعية خيرية ، وفوق رصيف وشارع عام ، يلمحني الصغير والكبير ، بعد أن كنت صاحب أملاك وسيارة نقل كبيرة ، ومقاولات ، يشار اليا بالبنان واحسد على ما كنت عليه ، الحرب الأخيرة وقبلها وبعدها الحصار ، دمر حياتي واضطررت الى بيع السيارة ومازالت الديوان متراكمة عليا ، ولو أنني لم التزم بمسجد الحي ، واواظب على حضوره لكل صلاة وحضور الدروس ، ورفع راية حماس على باب البيت ، لأصبحت اليوم مطاردا من ' الدينّة' ( اصحاب الديون) ، اضطررت أن اخلف نيتي وأن اسمع ما لااريده وأن افعل مالا اقتنع به من أجل اسرتي المكونة من ثماني افراد وأمهم وعمتهم الأرملة '. ويضيف هيثم لـ(أمد):' حتى الكابونة لم يكن من السهل الحصول عليها ، لأنني كنت محسوب على الجبهة الشعبية في الانتفاضة الأولى ، ومعروف بأفكاري المناهضة لاستخدام الدين في السياسة واستغلال مشاعر الناس الدينية لصالح حركة سياسية ، إلا انني تحت وطأة المعاناة والواقع الصعب الذي نعيشه ، اسكت قناعاتي ودفنت مباديء واعلنت خلافها حتى أعيش '. اما الاستاذ مروان خريج جامعي منذ اربع سنين ، لم يفلح بإيجاد فرصة عمل ، وتزوج تحت ضغط العائلة ، واصبح لدية اليوم اسرة مكونة من ولدين وزوجة ، ومات والده العام الماضي ، ليتحمل مسئولية باقي اسرته الكبيرة، يقول وهو يستلم كابونة لجمعية ' ....' شمال قطاع غزة لـ(أمد):' ليس من السهل أن تدفن طموحات الانسان وتطحن اما عينيه وهو مستسلم لواقع مرير ، شيء حاد كالسيف يقطع داخلي عندما أقف في طابور طويل كي احصل على بعض المواد الغذائية والاساسية للعيش ، ولكن كل هذا يهون امام إلحاح الاطفال ومن اعيل لسد جوعهم ، واعتبر مهانتي على رصيف الانتظار اليوم ' جهاد ' في سبيل اسرتي ، وانا كغالب من يقفون في الطوابير ، ضحايا انعدام فرص العمل ، ولو أمنت لنا فرص عمل ولو بأجور متوسطة لما وقفنا في طوابير الذل والمهانة ،ولكن هذا واقعنا اليوم وعلينا أن نعيشه حتى ولو خارج قناعاتنا'.حماس التي ادارت الحصار ، واستثمرت حاجة الناس للقمة العيش ، استغلت معاناتهم لتجنيدهم في فكرها وتحت رايتها ، فمعظم من يعيشون اليوم في قطاع غزة من الكابونات انجروا مضطرين خلف حركة حماس ، يهتفون لها ويكثّرون مسيراتها ، ويدافعون عنها ويرفعون راياتها ومنهم من اطلق اللحى او لبست الخمار ، لأستكمال الصورة واقناع ' موزع الكابونة 'بأنهم تحولوا عن قناعة لحركة حماس ، والحركة التي تسيطر على قطاع غزة منذ سنتين ، لم تخطط لأيجاد فرص عمل للعاطلين ، او تحسين مستوى العمل لبعضهم ، بل تركت للحصار ارادته في تفكيك ' كرامة' الناس ، ليسقطوا من ضعفهم في بئرها ، وتسوسهم في فكرها ، وتقنع الذين يعيشون خارج قطاع غزة انها حركة شعبية عريضة تستمد قوتها منهم ، ولا يدرك الذين يصدقون حماس اليوم أن الواقع الذي فرضه الاحتلال الاسرائيلي على سكان قطاع غزة ، كان واقعا قاسيا ، خدم حماس بشكل فاق التوقعات، ولقمة العيش اصل الحياة!!! ..._________________ تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/ | |
|