حسن
عصفور/ منذ زمن أو بالأحرى منذ انتشار مفاهيم الفتنة والفرقة التي اصابت عالمنا
العربي ، لم يكن العربي فرحا وموحدا كما كان في الاسبوع الأخير حيث تجري ' بطولة
القارات ' في جنوب افريقيا ، مصر والعراق كانتا ضمن كبار العالم باسم قارتيهما ،
وكان الذهاب هادئا والتقديرات محاطة بحزن البعض على حالنا القادم ومصير ينتظر فريقي
العرب ، خاصة منتخب مصر حيث شاء القرعة أن يكون في مجموعة الأبطال ، البرازيل
وايطاليا ومعه أمريكا ، وكعادة الكثير من ما يحملون في داخلهم روحا لا تتوافق مع
روح الانسان المتحدي والطموح .. كتبوا عن الهزيمة بل الهزيمة المذلة التي تنتظر مصر
، انطلقت الأصوات من القاهرة لتصل لكل من كان يتنمى لها ذلك ، انتقاما منها مكانة
وتاريخا ، وغيرة وحسدا ، خاصة بعد خطاب اوباما الأخير ..
توحدت
امنيات البعض بين تقدير رياضي عادي يقرأ مقدرات فرق رياضية ، فوصل الى أن منتخب مصر
سيتعرض الى هزائم متتالية ، ولكن الدعوات التي باتت سمة مصاحبة لأي فعل ونشاط ، أن
تكون الهزيمة معقولة ، مقبولة لا تقهرنا أكثر مما نحن به من قهر ونكد من مصير
بلادنا المجهول في غالب حالها ،، وبعضهم من غير الرياضيين بدأوا الشماتة مبكرا
بهزائم قادمة لا محالة ، اردوا استخدام الأقدام الأجنبية للهجوم والتنكيل بمصر
والفرح بخسارتها..
ولكن
كان ما كان من غير المعقول عبر روح مصرية عربية تفجرت بغير حساب ، في ليلة لعبت
مصر مع البرازيل ، حدث من دروب اللامعقول مصر تحاصر البرازيل تتعادل معها تلاعبها
تبقى على مسافة قدم من نصر كان له ان يكون فتحا جديدا في عالم الرياضة ، لكن انتصرت
الكرة في نهايتها لساحرها ، فربحت البرازيل ثوان قبل النهاية بخطأ ساذج ، ولكن فازت
مصر بما لم يكن بعضا من خيالنا ، فتوحد الانسان العربي عبر حالة اندماج غير مسبوقة
فجرها منتخب مصر ، وكانت المباراة التالية وانتظر الحاقدون وأهل ' الفتنة ' لعلها
ترد لهم اعتبارهم ، وكانت مصر عملاقة هزمت ايطالبا بطل العالم .. نعم مصر تهزم
ايطاليا وتنفجر الأمة فرحا وسعادة وافتخارا ومجدا كرويا وعاد الغناء بنشوة انتماء
الى العرب والعروبة ، عاد ذاك القول الذي ساد يوما ، ارفع راسك يا أخي فانت عربي ..
وعادت زمرة الفتنة الكارهة لكل فرح ونصر وربح ، انزووا وتداروا خوفا مما هو قادم
..
وكانت
المحطة الأخيرة ، الأسهل للعبور نحو مجد جديد ، تجمعت الأمة ثانية لتعيش فرحة آتية
حتما لهزيمة أمريكا ، الانتظار لم يكن لفوز رياضي فحسب بل تداخل به السياسي
والرياضي والانتمائي لوطن وأمة ، الجميع العربي ( عداهم ) استعد للفرح الهستيري فكم
هي السعادة أن تفوز مصر بمباراة في كرة القدم على أمريكا وتنتقل لمرحلة مجد جديد ،
لكن السعادة بهزيمة أمريكا بذاتها في اي مجال سيكون مصدر فرح جنوني للانسان العربي
رد اعتبار على جرائم وبلطجة طالت كل ما بامتنا ، اختلط السياسي بالرياضي كثيرا
انتظارا للمباراة ، الاستعداد للفرح فاق الطبيعي ، فكم هو رائع ان تهزم مصر أمريكا
.. قد تبدو أكثر وقعا من فوزها على ايطاليا .. نصر يفجر ما يختزنه الانسان ضد هذه
الدولة التي تشكل سببا لكل ما يعيشه العربي والفلسطيني من قهر وظلم ، عدوانا
واحتلالا ، ولكن كان ما لم يكن بحساب فرحنا .. خسرت مصر حيث كان لابد لها الفوز ..
خسرت في غير مكانها وزمانها ، ليس مع أمريكا يا مصر ..
انتهت
المباراة محزنة ، حزينة ، نهاية ما كانت في الذهن ، خسارة أطاحت بفرح الانسان
البسيط ليسعد بهزيمة أمريكا ، وأطاحت بحلم عاشه الانسان العربي بوحدة وتوحد اياما
قلما شهدناها عبر فرح .. مصر رغم الخسارة .. شكرا لك اسعدتي امة من محيطها لخليجها
اياما ..
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/