هل أكلت فتح شبابها وساد صمت؟
إين جمال نزال و مقداد وأبو شنب؟
بقلم: منير الجاغوب
تساءل كاتب في صحيفة الحياة الجديدة يوم الإثنين الموافق ل 26 كانون ثاني: أين فتح؟
ما فيش فتح تقريبا هذه الأيام. ويقول إبراهيم: اختفى الناطقون الرسميون واختفت اللجنة المركزية والاكثر اختفاء (هو) المجلس الثوري للحركة والكوادر يطرحون السؤال ذاته على انفسهم وكأنهم خارج المساءلة...!!!
. طيب .. حماس تضمحل على الأرض ولكنها رغم ذلك تظهر في الإعلام كما يتجلى القمر. تدمر البلاد وتجني الثمار. تتولى أمر الناس وتغفل عن الناس. ولكنهم يصفقون! تهزم حماس وتفر من الميدان بمدني اللباس ويصفق لها العربان. ما السبب؟ السبب سببان:
الأول: حماس تملك 20 فضائية تروج لها في الأوقات وهذا حظ أبناء الأغنياء فبأي آلاء ربكما تكذبان؟ ولكن الدحاميس لا يكتفون بالحظ الوافر بل يستعينون بالنونو وحمدان. وبذلك هم مستعدون وهنا السبب الثاني: حماس لديها متحدثون. والسلطة لا متحدثون عندها ولا كلام. يا تعبنا ويا شقاءنا في العام 2006 في ميدان تجديد حركة فتح! فتح طردت متحدثيها واعتبرتهم "مرضا دحلانيا" أو بدعة ما! فالعياذ! لا أحد بفتح يصرح الآن بشيئ. تم تسريح الناطقين ومنع بقية الشباب من الحديث. لا صوت لفتح بعد أن كانت فتح في يوم راح هي صوت فلسطين. أتصلت بأحد أعضاء لجنة قيادة الساحة التي تم حلها بعد الإنقلاب (وهي التي كانت شكلت كإطار تجديدي إلتفافي على الوضع المتكلس بفتح) وقلت له: أين الشباب؟ فقال لي والآهات تقطر من صدره المكلوم: بقلك بدهمش شباااااااااااب! إفهموها بقى ما بدهم شباب في هذه الحركة. حماس تعربد وتزغرد وتغرد في الإعلام وتستعرض مسيلماتها المناحيس وتحلق في الفضائيات كالخفافيش أو الطواويس لا فرق - المهم أنها حاضرة في الإعلام رغم انتكاستها الخائبة على الأرض. السلطة تتجذر في الضفة وتعود عبر المعبر "مرفحه" وبجناحين. ميمونة تعود ولكنها في الإعلام نيلة على طين. لا خطاب ولا متحدثين.
المفارقة قائمة إذن على هذا النحو: حماس خسرت حرب المعبر وربحت القلوب والفضائيات والإعلام.
السلطة قد تكسب المعبر بعد أن خسرت الإعلام وطلقت المتحدثين.
وحيثما ذهبت يتساءل الناس: ألا تملك السلطة سوى فلان وعلان ليتحدث باسمها؟ أين الوجوه الجديده؟ لماذا كل هذا الخوف العجيب من المتحدثين والقيادات الشابه؟ متوسط أعمار متحدثي حماس من أيمن طه والمصري وأبو زهري وأبو عبيده هو 33 عاما. مجتمع فلسطين شباب. الشباب بدها شباب. لم نقل هنا أن الناس ترفض المجربين والقدماء ولكن لا بد من تطعيم. وقد كان لفتح وللسلطة تجربة ناجحة مع المتحدثين.
اليوم هناك غياب موحش لصوت قيادي يبين الطريق ويصوغ الخطاب ويقنع الجماهير. دائرة القرار (إن جاز الإفتراض أن هناك قرار) لم تكن أضيق مما هي عليه اليوم. هناك فقر في الإفكار وفي آليات طرحها وأساليب إدارة النقاش العام حولها وأنماط صوغ الخطاب الإعلامي وخلل في مقبولية القائمين عليه. الإعلام هو عورة السلطة. وفي حماس هو نقطة القوة الأساسية. وهذا فرق جوهري لا يعالج بالأسبرين.
يتوجب:
أولا: إسقاط فكرة ما تسميه السلطة "التهدئة الإعلامية" والإستكانة الخطابية التي تميز روحية تعامل السلطة وفتح مع الإنقلاب ورموزه. السكوت علامة الرضى وعندما يقول حمدان أن السلطة خائنة فيجب على السلطة أن ترد بالمثل وأن تعري هؤلاء المحمومين.
وثانيا عليها أن تمتلك الآليات الكفيلة بتحقيق هذا الهدف وأن تستهدي بتجربتها الناجحه مع المتحدثين. فتح والسلطة لا يفتقران إلى الكادر الشاب القادر على الوصول لعقل الناس وقلوبهم. ما تفتقر إليه السلطة وفتح هو الثقة بقدرتها هلى مواجهة استحقاق التجديد ووهب الثقة للشباب القادر على تمثيل وجه أكثر مقبولية من سواه.
وثالثا ورابعا وخامسا: فضائية لفتح.
هذا كله لن يتحقق بسهولة خصوصا في ظل العقلية الماشية حاليا. ولقد تأكد عندنا أن السلطة عامدة متعمدة قد اتخذت مؤخرا من سياسة إسكات متحدثيها نهجا تم تبنيه واحتضانه رغم كل التحذيرات التي وجهها من قال: نحن مقبلون على ما كان يسمى استحقاق 9 كانون ثاني 2009 المتصل بولاية الرئيس. فكيف يعقل أن تأمر متحدثيك بالسكوت وخذلان القاعدة وانت على موعد مع التصعيد وأعداؤك يزحفون؟ وكذلك لم تفارق السلطة هذه السياسة الكسيحة رغم أن العدوان الإسرائيلي على غزة قد وفر مناخا جهنميا سهل على الإنقلاب أن يصور السلطة برداء لحد اللعين. السكوت هو خيار السلطة وقمع الشباب هو السبيل. وهذه الندبة محفورة في قلوب شباب فتح الذين لا يروق لهم ان يعربد جهابذة الإنقلاب في الفضائيات بينما تختار السلطة أن تسكت على الإعدامات وتتكتم عليها وتمنع تداول وقائعها حرصا على أجواء الوحدو الوطنية!!!ّ
ألجماهير لا تسير باختصار وراء الخاسرين. والخاسر خاسر ولو كان على حق. العربيد يكسب الأضواء والجمهور صعيدي في عقله يحب الفهلوة والجدعنة ولا يروق له أن يرى ممثليه يطلون أظافرهم بالأحمر وريرفلون بتناننير الإناث مؤدبين بينما يجعر فوق رؤوسهم الأعداء.
نداء: فارقوا سياسة الصمت. الآن!
مطلوب وجوه شابة وجديده. القديم خلص ما عليه ولا ننادي بإقصائه ولكن لا بد من جديد. الآن.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/