شكرا لفرقة العاشقين / بقلم منير الجاغوب
توجهت انا وبعض الاصدقاء الى قصر الثقافة لم يكن يوما عاديا وهناك شاهدت فرقة العاشقين التي سمعت عنها وحفظت اغانيها طوال حياتي ، وكان كالحلم أن اشاهد نجومها ، بكت الفلسطينيات وجال فرح في شوارع رام الله ، وعندما بدأ الحفل شعرت أن شاعرنا الكبير محمود درويش يستمع لكل كلمة من اغاني العاشقين من داخل قبرة قرب قصر الثقافة ، وأخذ قلبي ينبض فرحا وبهجة والفرقة تغني لبيروت وحصارها ومر بخيالي طيف القائد الشهيد المؤسس ياسر عرفات ،ياه !!! شعور لا يوصف شعرت نفسي وكأنني في ساحة المعركة وان ابو عمار يتفقدنا رغم ان سني وذاكرتي لا تذكر تك الايام الا أن صوت ابو علي طغى على كل شيئ شدني بطريقة جنونية ورائعة كم انتي جميلة يا فرقة العاشقين .
بعد توقف مدة عشرة اعوام هاهي فرقة العاشقين تعود من جديد لتغني للفتح والثورة وبيروت هذه الفرقة التي أسست عام 1979 في دمشق وكانت صوت الثورة الفلسطينية الصداح المعبر تعود من جديد الى فلسطين لتبث الحماسة والامل فينا رغم كل الغصات التي تكبدناها والويلات التي نعانيها من الاحتلال. جاءت فرقة العاسقين لتبث الامل من جديد ولتغني لنا وتمسح جراحنا النازفة. طائر الحياة المدنية يبسط جناحيه فوق ديارنا من جديد وبراعم التطور تعم الأركان. ثمة أنغام للحياة يبنى على إيقاعها وطن يصير دولة ذات كيان.
وهنا لا بد من التذكير ان فرقة العاشقين واكبت قضايانا ولامست همومنا الوطنية بكل صدق واخلاص. وكتبت تاريخ ثورتنا ودرستة للاجيال وذلك ابتداء من اغنية أبو إبراهيم ودع عز الدين ثم اغنية ثورة البراق من سجن عكا طلعت جنازة محمد جمجوم وفؤاد حجازي وهي من قصيدة للشاعر الفلسطيني نوح ابراهيم وهي بمناسبة إعدام ثلاثة مجاهدين محمد جمجوم و فؤاد حجازي و عطا الزير ومن بعدهم يوسف حافظ نزال من قباطيةعلى يد الانجليز وحتى اغنية اشهد يا عالم علينا وعلى بيروت والتي لاقة نجاحا لافتا لالقائها الضوء على أسطورة الصمود الفلسطيني ابان اجتياح لبنان عام 1982 .
وقاد الفرقة الفنان حسين المنذر (أبو علي) والذي امتاز بصوته القوي والمجلجل ، ولحن اغانيها الملحن حسين نازك وقد اختار حسين عدداً من نصوص شعراء فلسطينين مثل محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وأبو الصادق صلاح الحسيني و يوسف الحسون لتكون مواد غنائية رائعة تعبر عن شعور كل فلسطيني اصيل محب لوطنة .
وفي تاريخ 11 _11_ 2010 في ذكرى استشهاد الرمز الخالد ياسر عرفات استطاعت فرقة العاشقين بالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية الدخول لاول مرة الى فلسطين واحياء أول حفلة لها على ترابنا الفلسطيني في قصر الثقافة في مدينة را الله بحضور الرئيس محمود عباس وحشد كبير من الجمهور
وبعودة فرقة العاشقين إلى أرض الوطن، لاحياء ذكرى من رعاها واحتضنها تكرس بذلك مفهوما كبيرا وهاما، هو أن الثورة تبني الإنسان قبل أن تبني أي شيء آخر .
ومن هنا نقول لفرقة العاشقين شكرا لأنك أعدت للأغنية الوطنية قيمتها وروعتها بعد أن كدنا ننساها. الموسيقى كانت وستظل روح الثورة الفلسطينة ووقود النفوس القوية التي اقتحمت حدود المستحل وجعلت منه ممكنا تراه العين. موسيقى الثورة الفلسطينية بصمة من روح الشعب الفلسطيني صاحبت الفلسطيني في هوية منفاه حتى عاد لمنفى هويته كما قال محمود درويش. هويتنا تبقى المستند الشرعي لتميزنا الوطني الذي نستقي منه مشروعية مطلبنا في التحول إلى أمة سيدة تختلف عن الكل. للعاشقين فضل في هذا. ونقول: ألف شكر!
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/