رضا البطاوى المشرف المميز
عدد الرسائل : 4320 العمل/الترفيه : معلم نقاط : 19352 الشهرة : 3 تاريخ التسجيل : 07/03/2011
| موضوع: قراءة فى كتاب الزرياب الإبريز في وفاء النبي العزيز السبت 19 أكتوبر - 11:45 | |
| قراءة فى كتاب الزرياب الإبريز في وفاء النبي العزيز مؤلف الكتاب هو على بن عبد الخالق القرنى وهو يدور حول وفاء النبى(ص) للخلق سواء ناس أو غيره والكتاب من النوع الذى لا يبحث سوى عن جمه روايات فى موضوع الوفاء بالعهد ومما لا شك فيه أن النبى(ص) والمسلمون يوفون بالعود كما قال تعالى : " وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ" والكتاب يذكرنا بكتب تنسب لعصور قديمة حيث يتم الاسهاب فى الكلام الشعرى والنثرى دون مناقشة الأحاديث هل هى صحيحة وهل تتفق مع القرآن أم لا ؟ معظك الكتاب مدح فى الرسول(ص) وفى الصحابة قليلا وهو ما يخالف أنه لا يجب على المسلامين مدح بعضهم البعض كما قال تعالى : " فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى" الرسول (ص)والذين آمنوا معه ليسوا بحجة لمدحهم من بشر بعد أن مدحهم الله لما لا مجال فوقه لبشر فقال فيهم : " رضى الله عنهم ورضوا عنه " تحدث عن معنى الزرياب فقال : "الزرْياب، ما الزرْياب؟ الذَّهب وماؤه زرياب. وطائر غرَّادٌ ذو صوت حسن جميل زرياب. وكل لامع مع صفرة زرياب. وزرْيابُنا أسمى من الذَّهب الخالص الخلاَّب، يأخذ بالألباب، ويستدرُّ الإعجاب، ويملأُ الإهاب، كالسكر المذاب، ورشْف الثَّنايا العِذاب. إنَّه: "الزرياب الإبريز في وفاء النبي العزيز"." ونلاحظ فى العبارة السابقة والتالية الأسلوب الذى لا يفيد مسلما فى دنياه : "هَوَاهُ قَدْ غُذِيتُ بِهِ صَغِيرًا وَهَلْ لِلنَّفْسِ صَبْرٌ عَنْ غِذَاهَا إنَّه نفحة عنبريَّة يطوف طائفُها على القلوب الكليمة ينضحها بالروح والرَّيحان، ويطْرِبُها بأرقِّ الألحان، ويحدوها لمراقي الكمال؛ لتحذُوَ إذا حذت على خير مثال. أَعْنِي بِهِ خَيْرَ خَلْقِ اللَّهِ مَنْ لَمَعَتْ غُرُّ الصِّفَاتِ بِهِ كَمِثْلِ زِرْيَابِ صلَّى عليه بارئُ العباد، ما جرت الأقلام بالمداد، وأمطرت سحبٌ وسال واد. كان (ص)أوْفى النَّاس. وَفًا تَنْجَلِي الظَّلْمَا بِأَنْوَارِ وَجْهِهِ فَمَهْمَا بَدَا لَمْ يَفْقِدِ البَدْرَ فَاقِدُ خِلالٌ لَوَ انَّ الحُسْنَ نِيلَ بِمَطْلَبٍ لأَصْبَحَ تَسْتَمْلِيهِ مِنْهَا الخَرَائِدُ يلتزم بعد شخص أخذ على بعض أصحابه ليعظِّم عهد الله وميثاقه، ويرسم صورة حية جذابة للدخول في دين الله. وَالدُّرُّ يَزْدَادُ حُسْنًا فِي تَأَلُّقِهِ إِذَا تَحَلَّتْ بِهِ اللَّبَّاتُ وَالجِيدُ" وتحدث عن حديث تيجعل مسلمين يفيان بعهدهما مع الكفار فى عدم قتالهم مع النبى(ص)فقال "ثبت في صحيح مُسلم من حديث حُذيفة بن اليمان قال: "ما منعني أن أشهد بدرًا إلاَّ أنِّي خرجتُ أنا وأبي فأخذَنا كفَّارُ قريش، وقالوا: إنَّكم تريدون محمَّدًا، قلنا: ما نُريده، ما نُريد إلاَّ المدينة، فأخذوا منَّا عهد الله وميثاقَه لننصرفنَّ إلى المدينة ولا نقاتل مع رسولِ الله (ص)فأتينا رسولَ الله (ص)وأخبرناه الخبر، هو أحوجُ ما يكون لزيادة فردٍ في جيشِه، ومع ذا يقول مقالاً من بدائع لفظِه، سحبانُ عند بيانِه فئفاءُ: ((انصرِفا، نَفِي لَهم بعهْدِهم ونَستعين الله عليهم)) " لم يتخلَّف وفاؤه - صلى الله عليه وسلَّم - لأعدائه وقد جهدوا لإطفاء دعوتِه، وكادوا له ولصحابته، فأرغمهم على الاعتراف بفضله وهم في أوج عداوته، يقول مكرز لرسول الله (ص)"ما عُرفتَ بالغدْر صغيرًا ولا كبيرًا؛ بل عرفتَ بالبِرِّ والوفا"." وتحدث عن تسمية الكفار له بالأمين واعتراف الكفار بعدم غدره فقال : "لَقَّبْتُمُوهُ أَمِينَ القَوْمِ فِي صِغَرٍ وَمَا الأَمِينُ عَلَى قَوْلٍ بِمُتَّهَمِ أبو سفيان عدوٌّ آن ذاك، على إبداء المثالب لو وجدها، وطمس الحقائق لو قدَرَ عليْها، ومَعَ بالِغ حرْصِه على مَطْعَنٍ يُدْخِله في إجابتِه، لمَّا سألَه هرقل الرُّوم: أيغدُر محمَّد؟ لم يستطع إخفاء شمس وفائِه - صلى الله عليه وسلَّم - فقال: "لا". أيعمى العالمون على الضياء؟! فقال هرقل: وكذلك الرُّسُل لا تغدُر" وحديث هرقا مع أبو سفيان لا يصح للتالى : الخطأ الأول فيه تحميل هرقل إثم الآرسيين إن تولى ويخالف هذا أن لا أحد يتحمل وزر أحد مصداق لقوله تعالى بسورة الإسراء "ولا تزر وازرة وزر أخرى "والخطأ الثانى هو بعث الرسل (ص)فى أحساب قومها ويخالف هذا بعث لوط(ص) لقوم لم يكن منهم أبدا سوى بالسكن وبعث موسى (ص)لقوم فرعون ولم يكن منهم وتحدث عن الوفاء بصلح الحديبية فقال : "ومن أعظم صور وفائه لأعدائِه: وفاؤه بعقْد الحديْبية الَّذي امتعضَ منه بعض أكابر الصَّحابة لبالغ قسْوته بادي الرَّأي؛ نتيجة إصرارِ قريشٍ على إملاء شروط عنجهيَّة يعظم على قلوب الأحْرار الَّتي لم يؤيِّدها الوحي قَبُول ذلك، ومنها: أنَّ مَن جاء مسلمًا رُدَّ عليهم، وما كاد عقْد الصُّلح يَمضي حتَّى جاء أبو جندل بن سُهيلٍ مفاوضِ قريشٍ يرصف في قيودِه مستصرخًا، فقام أبوه وأخذ بِتلابيبِه وقال: يا محمَّد، قد لجَّت القضيَّة بيْني وبيْنك قبل أن يأتيَك هذا، هذا أوَّل ما عليه أُقاضيك، فقال له (ص)((صدقتَ، وردَّه إليه))، وأبو جندل - رضي الله عنه - يُنادي بصرخاتٍ تهزّ الجَنان وتحلْحل الأرْكان، أشدّ على القلْب وأثْقل من رضوى وثهلان: يا معشر المسلمين، أأُردُّ إلى المشركين ليفتِنوني عن ديني؟! ورسولُ الله (ص)أرْسى من ثبيرٍ، ومن كلِّ جبلٍ كبير، يُبقي منارَ وفاءٍ باعث في نفْس صاحبِه الأمل والرَّجاء: ((يا أبا جندل، اصبِر واحتسِب؛ إنَّ الله جاعلٌ لك ولمَن معك من المستَضْعَفين فرجًا ومخرجًا، إنَّا قد عقدْنا مع القوم صلْحًا وأعطيْناهم على ذلك عهْد الله، وإنَّا لا نغدر بهم))، فإن حال دون الشَّمس سدٌّ من السحب، سيبقى نهار الصِّدْق أبيض مبصرًا، والسَّيف يشرق مغمدًا أو منتظرًا، وما أن وصل (ص)المدينة حتَّى أفلتَ أبو بصير وقدِمَ المدينة، فأرسلتْ قُرَيْش في طلَبِه رجُلين تقولُ: العهدَ الذي جعلت لنا، وفي مثالٍ عالٍ من الوفاء بالعهْد والحرص على سُمعة المسلمين الأخلاقيَّة، قال (ص)((يا أبا بصير، إنَّا قد أعطيْنا هؤلاء القومَ ما قد علِمْتَ، وإنَّه لا يصلح في دينِنا الغدر، وإنَّ الله جاعلٌ لك ولِمن معك من المستضعفين فرجًا ومخرجًا، فانطلِق مع القوْم))، ثمَّ دفعه إلى الرجُلين. خرج أبو بصير بلا أسًى؛ فقد وعَدَه بالفرج مَن لا ينطق عن الهوى، ولمَّا بلغوا ذا الحُليفة ونزلوا يأْكلون من تمرٍ لَهم، جاء الفرَج والمخرج ولا حرج. قَدْ قَيَّدُوهُ فَمَا أَطَاقَ قُيُودَهُمْ وَالحُرُّ يَأْبَى أَنْ يَعِيشَ مُقَيَّدَا رجل حربٍ من الدرجة الأولى. فَتًى لا يَنَامُ عَلَى ذِلَّةٍ وَلا يَشْرَبُ المَاءَ إِلاَّ بِدَمْ بَطَلٌ لَمْ يُطَأْطِئِ الرَّأْسَ إِلاَّ فِي رُكُوعٍ لِرَبِّهِ وَالسُّجُودِ بَطَلٌ يَرْكَبُ الصِّعَابَ بِنَفْسٍ تَأْخُذُ العِزَّ مِنْ جِبَاهِ الأُسُودِ يقول: يا رسول الله، قد أوفى الله بذمَّتك ورددتَني إليْهم، أنجاني الله منهم. دهاءٌ وبطولة تستحقّ أن تكون مشعلاً لخِدْمة الإسلام، وإزْعاج الكفَّار، يدْفَعُها (ص)ملمِّحًا لا مصرِّحًا: ((ويل أمِّه مسعرَ حربٍ لو كان له أحد)). وبالإشارة اللبيبُ يفهمُ. عرف أنَّه سيردُّه، فخرج إلى سيْف البحْر ولحِق به أبو جندل وكلُّ مَن أفلت من المشْركين، فكوَّنوا عصابةً تعترِض عير المشْركين وتقطع طريقَهم إلى الشَّام، وتفوِّت عليهم مصلحة الصُّلح مع المسلمين ليأْتوا خاضعين ذليلين منكّسي رؤوسِهم، يتنازلون عن شرْطهم ويستشْفعون برسولِ الله (ص)أن يأوي كلَّ مَن خرجَ إليْه من المسلمين، تلْكم والله عاقبة الوفا" وكل أحاديث صلح الحديبية كاذبة لا أصل لها فلا يوجد عهد أو صلح يسمى الحديبية وإنما الموجود تعاهد عند المسجد الحرام داخل مكة وليس خارجها فى الحديبية وهو قوله تعالى : "كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ" وتحدث عن وفتائه فى شرائه وبيعه فقال : "أخرج الإمام أحمد وصحَّحه الألباني، عن عائشةَ ما مُخْتصره: اشترى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلَّم - من رجُلٍ من الأعراب جَزورًا بوسقٍ من تَمر العجوة، ورجع به النَّبيُّ (ص)ليعطيَه حقَّه، التمس التمرَ له فلَمْ يجِدْه، فخرج وقال: ((يا عبد الله، التمسْنا التمر فلم نجِدْه))، فقال الأعرابي: واغدراه واغدراه! فنهنه النَّاس وانتهروه وقالوا: قاتلك الله! أتغدِّر رسولَ الله (ص)فقال رسولُ الله: ((دعوه؛ إنَّ لصاحب الحقِّ مقالاً))، فلمَّا رآه لا يفقه عنْه قال لرجُل من أصحابه: ((اذْهَب لخولة بنت حكيم وأوْفِه الَّذي له))، فأوْفاه حقَّه كاملاً، فزال غضبُه وتغيَّرت لهجتُه، وأتى رسولَ الله (ص)فقال: جزاك الله خيرًا؛ فقد أوفيتَ وأطيبت. فقال النَّبيُّ (ص)((أولئِك خيرُ عباد الله الموفون المطيّبون))، وهو خيرُهم" الحديث السالف الذكر يتهم الرسول (ص) بكونه رجل لا يعرف ما فى بيته من مال ومن ثم يشترى ويستلف من غيره دون كتابة عقد دين كما أمر الله فى قوله " "وليكتب بينكم كاتب بالعدل " والمصيبة أنه لم يذهب لمن أعطته المال ليكتب كما أمر الله والحديث يتعارض مع أحاديث أخرى كثيرة أنه كان يقعد بالشهور لا يذوق إلا الخبز والماء وهنا يشترى جزور وهو جمل أى ناقة وهو لا يجد مالا أمر غريب والأغرب منه أن الجالسون معه بدلا من ان يقوم واحد منهم ويحضر المال لم يتعهد ايا منهم بذلك فهل تركوه لسب الرجل وهم صحابته ؟ كلام لا يعقل ثم ذكر رواية أبا رافع فقال : ثبتَ في السنن: أنَّ أبا رافع قال: بعثتْني قريش إلى رسولِ الله (ص)فلمَّا رأيتُ رسولَ الله ألْقِي في قلبي الإسلام. قلتُ: يا رسول الله، إنِّي والله لا أرجِع إلى قرَيش أبدًا، لكنَّ الرسالة تقتضي جوابًا، والجواب لا يصل إلاَّ مع الرسول، فكأنه عقدٌ عقد، فقال (ص)((إنِّي لا أَخيس بالعهْد ولا أحبِس البُرُد، ولكن ارجِع فإنْ كان في نفسِك الذي في نفسِك الآن فارجع إليْنا))، قال: فذهبت إلى قريش فبلَّغتُهم ثمَّ أتيتُ النَّبيَّ (ص)فتشهدْتُ وأسلمت" وتحدث عن فتح مكة ومفاتيح الكعبة المزعومة فقال : " السُّلطة آنذاك بيدِه كاملة، وباستطاعتِه أن يمنحَ بني هاشمٍ شرَف الحجابة مع السِّقاية، وهُم لذلك أهل، ولكنَّه (ص)لَم ينزِعْه من قومٍ توارثُوه، مع أنَّ عثمان بن طلحة قد أغْلظ عليْه قبل الهجرة حينما أراد أن يدخُل البيت ذات يوم، فقال له النَّبيُّ (ص)آنذاك: ((لعلَّك ترى هذا المِفتاح بيدي أضعُه حيثُ شئْتُ))، وأصبح المفتاح في يده، على هذا كلِّه قال: ((هاك مِفتاحك يا عثمان، اليومُ يومُ برٍّ ووفاء)). رُوي أنَّه لمَّا ولَّى عثمان دعاه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلَّم - وقال: ((ألَم يكُن الَّذي قلتُ لك؟)) فقال: بلى، بأبِي أنتَ وأمِّي، وأشهد أنَّك رسولُ الله، فقال (ص)((خذوها خالدةً تالدةً، لا ينزِعُها منكم إلاَّ ظالم))" الخطأ فى الأحاديث أن الإسلام يقرر مبدأ التوارث فى الوظائف وهو تخريف لأن الإسلام ليس دين يميز طائفة من المسلمين بشىء زد على هذا أن مواريث الكفر تزول كلها إذا حكم الإسلام زد على هذا أن الكعبة الحقيقية ليس لها مفاتيح فهى مفتوحة لمن دخلها من عرفات وهو بالطبع ليس جبل ولكنه الحد الخارجى للكعبة ومنه يتم الذهاب للمشعر وهو المذبح داخل الكعبة وفيه قال تعالى" فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ" وتحدث عن افشاء سر من صحابى هو حاطب وهو حادث لم يقع لأنه حادث خيانة عظمى وحكمه القتل وليس ترك الرجل طليقا حرا فقال : يفشي أحد الصَّحابة سرًّا وهو يتهيَّأ لفتْح مكَّة، وعذْرُه أن تكون له يدٌ يدفع الله بِها عن أهلِه ومالِه، فصدَّقه النَّبيُّ (ص)في اعتذارِه، ولمَّا استأْذن عمرُ في ضرْب عنُقِه نظرَ (ص)في رصيدِه الماضي فوجده شهِد بدرًا - ولم يشهدْها إلاَّ مؤمنٌ صادق الإيمان - فقال وفاءً لصاحبِه قولاً يأخُذ سامعَه ما يأخذ النشْوانَ على نقر العيدان: ((يا عمر، وما يدريك؟ لعلَّ الله اطَّلع على أهل بدرٍ فقال: اعملوا ما شئتُم فقد غفرتُ لكم))" والخطأ هو أن الله أمر أهل بدر بعمل ما يريدون وهو يخالف أن الله يأمر الناس بأمر واحد هو عمل ما يريد الله لا ما يريدون هم ولذا قال فى آيات عدة" اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم "و "أطيعوا الله "كما أن العمل السابق لا يغفر سوى السيئات الماضية مصداق لقوله تعالى "إن الحسنات يذهبن السيئات" وتحدث عن عدم قتله للمنافقين بزعم كونهم اصحابه فقال : "ويطَّلعُ على منافقٍ يجهد في هدْم الإسلام وإيذاء أصحابِه، فيُراودُه عمر على قتلِه فيمنعه وفاءً لاسم الصُّحبة، ولجهل النَّاس بحقيقته: ((دعْه يا عمر؛ لا يتحدث النَّاس أنَّ محمَّدًا يقتل أصحابه))" وهو ما يخالف أن الله أمره هو والمسلمين بقتل المنافقين لتكرار خياناتهم فقال : "لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا" وتحدث عن وفائه لجعفر فى حياته وبعد مماته فقال : ويفِي لجعفرٍ في حياته وبعد مماتِه، فحين استشهد بمؤتة حزِن عليه النبي (ص)وطلب أبناءَه فشمَّهم، وذرفت عيناه عليْه، وأوصى أصحابَه ألا يغفلوا عنهم وأن يصنعوا الطَّعام لهم، فقد أتاهم ما شغلهم، ثمَّ جاءهم بعد ثلاثٍ فقال: ((لا تبْكوا على أخي بعد اليوم))، ودعا بني جعفر فجاؤوا كالأفراخ، فأمر بِحلقِ رؤوسِهم ثمَّ دعا لهم: ((اللَّهُمَّ اخلف جعفرًا في أهلِه، وبارِكْ لعبدالله بن جعفر في صفقة يمينِه))، وقال لأمِّهم لما ذكرتْ يُتْمَهم وجعلت تحزنُه عليهم: ((العيلة عليهم تَخافين وأنا وليُّهم في الدنيا والآخرة؟!))" فى الحديث نلاحظ خبلا فهو يتحدث عن تعدد أولاد جعفر " فجاءوا كالأفراخ" بينما هو دعا لواحد " وبارِكْ لعبدالله بن جعفر في صفقة يمينِه" وأحاديث استشهاد الثلاثة ومنهم جعفر فى مؤتة تخالف أن النبى(ص) لا يعرف الغيب فكيف عرف بمقتل الثلاثة وهو بعيد عن القوم بمئات الأميال وليس معه هاتف ؟ وهو من قال الله على لسانه : " ولا أعلم الغيب" قطعا حديث أخر لم يحدث وتحدث عن أبو بكر فقال : أبو بكرٍ أحبُّ الرِّجال إليه صاحبه في الغار شيْخ المهاجرين والأنصار. مَنْ قَالَ قَوْلَتَهُ الغَرَّاءَ يَرْفَعُهَا كَالسَّيْفِ فِي وَجْهِ مَنْ خَارُوا وَمَنْ ثَارُوا الدِّينُ كُلٌّ وَلَيْسَ الدِّينُ تَجْزِئَةً بَعْضٌ صَحِيحٌ وَبَعْضٌ مِنْهُ أَصْفَارُ أَعَادَ لِلمُسْلِمِينَ الفَجْرَ مُبْتَسِمًا مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَمْحُو الفَجْرَ فُجَّارُ يفي له (ص)ويبين للأمَّة مكانته؛ ليعرفوا قدره ومنزلَتَه، حيث قالَ (ص)((ما لأحدٍ عندَنا يدٌ إلاَّ وقد كافَأْناه بها، ما خلا أبا بكرٍ فإنَّ له يدًا يُكافِئُه الله بها يوم القيامة، ومَا نفعنِي مالٌ قطّ ما نفعنِي مالُ أبي بكْر، ولو كنتُ متَّخذًا خليلاً لاتَّخذتُ أبا بكرٍ خليلاً))" الخطأ عدم وجود خليل بشرى للنبى(ص) أو غيره وهو ما يخالف أن الخلة ثابتة لكل المسلمين كما قال تعالى : "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين " وتحدث عن وفائه للأنصار فقال : "وفى (ص)للأنصارِ حين بايعوه بيعة العقبة، وخشِي بعضُهم إذا ظهر أن يعود لقومه، فتبسم (ص)وقال: ((بل الدَّم الدَّم، والهدم الهدْم، أنا منكم وأنتم منِّي، أحاربُ مَن حاربتم وأُسالِمُ مَن سالمتُم)). ثمَّ أوصى بهم (ص)في مرض موتِه؛ كما ثبت في الصَّحيح أنَّ أبا بكرٍ والعبَّاس مرَّا بمجلسٍ من مَجالس الأنصار وهم يبْكون، فقالا: ما يُبكيكم؟ فقالوا: ذكرنا مجلِس رسولِ الله (ص)منَّا. لَوْ مَلَكْنَا فِدَاءَهُ لَبَذَلْنَا مَا مَلَكْنَا مِنْ طَارِفٍ وَتَلِيدِ فِدَاهُ كُلُّ مَا حَمَلَتْهُ أُمٌّ وَمَنْ لَبِسَ العِمَامَةَ وَالرِّدَاءَ فدخلوا على النبي (ص)فأخبروه بذلك فخرَج وقد عصبَ على رأْسِه حاشية برد، فصَعِدَ المنبر ولم يصعدْه بعد ذلك، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ((أُوصيكم بالأنصار فإنَّهم كَرِشي وعيْبتي - يعني: بطانتي وخاصَّتي - وقد قضوُا الَّذي عليْهِم وبقِي الَّذي لهم، فاقبلوا من مُحْسِنهم وتَجاوزوا عن مسيئِهم)). كَلِمَاتُهُ بَيْنَ الجَوَانِحِ طَعْمُهَا كَالزَّنْجَبِيلِ بِعَذْبِ مَاءٍ سَلْسَلِ ثمَّ واعدَهم الحوْض: ((أما إنَّكم ستلقَون بعدي أثرةً، فاصبِروا حتَّى تلْقَوني على الحوْض))." وكل أحاديث الحوض كاذبة لتناقضها مع وجود حوضين أى نهرين أو عينين لكل مسلم كما قال تعالى: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49) فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ" وتحدث عن وفائه لصهره أبو العاص فقال : " وفَى لصهره أبي العاص زوْج ابنتِه زينب، وهو أبو أمامة التي كان يَحملها في صلاته؛ حيثُ أطلقه بلا فداءٍ بعد بدْر لما عرف له من كفِّ يدِه ولسانه، فما سُمِعَ له صوتٌ في بدر، وما شُوهد له جولة، وما علم له موقف قطّ في مقاومة الدَّعوة. قَدْ سَمَا عَنْ كُلِّ أَخْلاقٍ تُشَانْ تَاقَ لِلقُرْآنِ يُتْلَى وَالأَذَانْ بعثتْ زينب في فدائه بقلادة قلَّدتها بها أمُّها خديجة يوم زفَافِها، فلمَّا رآها رسولُ الله (ص)رقَّ لها رِقَّةً شديدة، وفي مظهرٍ من مظاهر الرَّحْمة بابنتِه وتذكّر لصاحبة القلادة يَحمل في طيِّه مقصدًا دعويًّا، وهو تألّف أبي العاص على الإسلام، قال: ((إنْ رأيتُم أن تُطْلقوا لها أسيرَها وتردُّوا عليْها الَّذي لها)) فقالوا: نعم ونعمةُ عين. وَرَاضُوا عَلَى حُبِّ الحَبِيبِ نُفُوسَهُمْ فَكَانَ لِوَجْهِ اللَّهِ ذَاكَ التَّقَرُّبُ فأخذ عليه النبي (ص)أن يُخلي سبيل زينب إليْه ووفى بوعده، وأثْنى عليْه النَّبيُّ (ص)قال: ((حدَّثني فصدقني ووعدَني فوفى لي))، كان يتاجرُ بأموال قريش فاعترضته رجال أبي بصير في هدنة الحديْبية، فأخذوا ماله وفرَّ إلى المدينة، واستجار بزيْنب فأجارتْه وقالتْ لرسول الله (ص)إنَّه يطلب مالَه، فأرسل النَّبيُّ (ص)إلى أصحابِه رسالة قال فيها: ((إنَّ هذا الرَّجُلَ منَّا حيث قد علِمْتم، وقد أصبتُم له مالاً فإنْ تُحْسِنوا وتردُّوا عليه الَّذي له فإنَّا نحبُّ ذلك، وإن أبيتُم فهو فيءُ الله أفاءَه عليْكم وأنتم أحقّ به))، فقالوا في تجرُّدٍ لله: بل نردُّه عليه، وردّوا عليه مالَه لا يفقِد منه شيئًا. رجَع لأهل مكَّة وردَّ أموالهم، وقال: هل بقي لأحدٍ منكم عندي مالٌ لم يأخذه؟ قالوا: لا، ولقد وجدناك وفيًّا كريمًا، قال: فإنِّي أشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ الله، وأنَّ محمَّدًا رسولُ الله، والله ما منعني من الإسلام عندَه إلاَّ أن تقولوا إنَّما أردت أن آكُلَ أموالكُم. فَارْتَقَى مِنْ دَرَجِ العَلْيَاءِ مَرْقًى عَلَّمَ الجَوْزَاءَ مَا مَعْنَى العَلاءِ ثم خرج فقدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - والحال: إِلَيْكَ إِلَيْكَ نَبِيَّ الهُدَى رَكِبْتُ الجِمَالَ وَجُزْتُ القِفَارَ وَلَوْ كُنْتُ لا أَسْتَطِيعُ السَّبِيلَ لَطِرْتُ وَلَوْ لَمْ أُصَادِفْ مَطَارَا فردَّ عليْه النَّبيُّ (ص)زينبَ زوجَه" قطعا زواج بنات الرسول(ص) الكبار لم يحدث فى مكة لأن بناته كن جميعا دون زواج فى بيته حينما نزل قوله تعالى فى المدينة : " قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهم من جلابيبهن" وتحدث عن وفائه لعمه أبو طالب فقال : "وفى لعمِّه أبي طالب الذي ربَّاه حتَّى بلغ أشدَّه وأعانه على إبلاغ رسالة ربِّه، ومنعه من سُفهاء قومه، فلم يخلصوا إليْه بسوء في حياتِه، لمَّا حضرتْه الوفاة اهتزَّت مشاعر الوفاء في قلْب النَّبيِّ (ص)فحرصَ كلَّ الحرصِ على نفعِه في إنقاذه، وجعل يناشده: ((أيْ عمّ، قُلْ: لا إله إلاَّ الله، أُحاجُّ لك بها عند الله))، وكاد يستجيب لولا أن حالَ بيْنه وبيْنها قُرناء السُّوء الَّذين ما زالوا به حتَّى فارق الحياة على ملَّتهم، فوجد عليْه النَّبيُّ - صلَّى الله عيه وسلَّم - وجدًا شديدًا لما يعلم من مصيرِه، وهمَّ بسؤال الله المغفِرة له: ((لأستغفرنَّ لك ما لَم أُنهَ عنْكَ))، فنهاه اللهُ، فلَم يزِد - عليه الصَّلاة والسَّلام - على أن قال بقول الله: {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ} [القصص: 56]." ويشفع له في تَخفيف العذاب عنْه، فحين قال العبَّاس ما أغنيتَ عن عمِّك؛ فقد كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: ((هو في ضحْضاحٍ من نارٍ، ولولا أنا لكان في الدرْك الأسفل من النَّار))." والحديث لم يحدث والخطأ أن النبى كان يريد الاستغفار له ولم يستغفر بينما النبى(ص) والمسلمون استغفروا للمشركين حتى نهاهم الله معلما أنه لا يجوز لهم الاستغفار لكونهم أعداء الله فقال : " مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ" وتحدث عن وفائه لمرضعته وأخته الشيماء مثبتا أن المسلمين يسبون النساء فى الحرب فقال : "وفَى لأقاربِه من الرَّضاعة وفاءَ كمالٍ وعظمة، ففي يوم حنين سبى المسلِمون النساء والذراري والأموال من هوازِن وثقيف، ومنهم بعض من تنتسِب إليْهم مرضعتُه حليمة السعديَّة، وجاء وفد هوازن متأخِّرًا وقد تملَّك الصَّحابة الغنيمة، فقالوا: يا رسولَ الله، إنَّما في الحظائِر عمَّاتك وخالتُك وحواضنُك، فلوْ أنَّنا أرضعْنا للحارث أو النعْمان لرجونا عطفَهم وعائدَتَهم، وأنت خير المكفولين.... وجيء في السبايا بأخته الشيماء، فعرفت بنفسها محمَّدًا وذكرته يوم أن عضَّ اليدَ، فوسع النَّبيُّ في العطاء لأخته السعديَّة الشَّيماء، هشَّ وبسط رداءَه لها وقام يسأل عن حالها، ثمَّ خيَّرها بين أن تُقيم عنده مكرمة محبَّبة وذاك أحب له، أو ترجع لقومِها ويمتعها، فاختارت قومها، فمتعها بأجزل العطاء من جوارٍ ونعمٍ وشاء، فهو أحقّ النَّاس بالوفاء." والخطأ وجود السبى فى الإسلام والسبى وهو استحياء النساء بسوء العذاب فهلا يبيح الله ما وصفه بأنه عذاب شديد من البشر للبشر فى قوله تعالى: " وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ" وكيف يبيح سبى النساء وهو يطلق سراح الأسرى بقوله تعالى : فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا"؟ وتحدث عن وفائه لأم أيمن فقال : "ووفى لحاضنتِه أمّ أيمن وقال فيها: ((أمّ أيمن أمّي بعد أمّي))." وتحدث عن وفائه للجذع الذى حن فقال : "هذا جذعٌ لا يعقِل كان يخطُبُ عليْه، وفي يوْم الجمعة صعِدَ منبرًا صُنِع له وترك ذلك الجذع، فصاح الجذع صياح الصبيِّ حنينًا إلى الذِّكْر وحزنًا على رسولِ الله (ص)وفي لمسة وفاءٍ ينزل ويضمُّه إليه، ويلتزِمه حتَّى سكن، ثمَّ قال: ((والَّذي نفسُ محمدٍ بيده، لو لم ألتزمْه لما زال يحنُّ إلي يوم القيامة))." والخطأ وجود آية أى معجزة هى جنين الجذع أمام الناس وهو ما يناقض منع المعجزات وهى الآيات عن الناس فى عهده بقوله تعالى : " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون " ونصح الجيل بالوفاء بالعهد فقال : "أيها الجيل: الوفاءَ الوفاء، مَن أعطى بالله ثمَّ غدَر فالله خصمه، يُنصَب لكلِّ غادرٍ يوم القيامةِ لواء يقالُ: هذه غدرة فلان. الوفاءَ الوفاء. وفاءً مع الله بتوْحيده وإخلاص العبادة له. " قطعا هذا النقد ليس نفيا لوفاء النبى(ص) الثابت بالقرآن وإنما نفى للروايات الكاذبة التى قيلت فى الوفاء | |
|