عائلة الحسنات... العيد مؤجل لخمس سنوات أخرى
رحل النعاس من عينيها مستأنسة بطيفه المنتفض بين النجوم الذي يأبي الانفكاك عن سماء سحبه التي لم تبرح مكانها منذ أن ابصرت بغيماتها السوداء على حرية حدقاته قبل 3 سنوات.
هي زوجته ام ضياء الحسنات الذي يعسكر أسيرها في مواطن قلبها وروحها، فتراه مع كل طرفه عين أو سهوة جفن والمحكوم عليه بـ "8 "سنوات تقتنص وتستذكر اللحظات التي كانت تجمعها بزوجها عندما كانوا يقومو بالتجهيز للعيد أستعدادا لقدومه بقولها " كنا نذهب سويا إلي السوق ونقوم بشراء ملابس العيد لأبنائنا وشراء حاجياتهم الأساسية التي تلزم كل طفل ليفرح بقدوم لنشعرهم بلحظات فرحة العيد ولكن منذ أن غاب عنا أبو ضياء فأصبحنا لا نعرف طعما للعيد ".
وبلحظة شوق لتلك اللحظات ام ضياء وبنظرة منها تجاوزت بها كل الحواجز الحديدية التي تمنعها من فرحة عيدها في غيابه والتي اعتادت طوال اسره، أن تفعل ما بوسعها لتشعر أطفالها ببهجة العيد رغم الالم ورغم المعاناة.
وتقول أم ضياء بألم يعتصر قلبها "يأتي عيد الفطر على المسلمين، ويأتي عيد الأضحى، وتأتي أعياد وأعياد، ويبتهج الأطفال ويفرح الناس، لكن الأسرى وذويهم لهم حال أخرى وقصص أخرى مع الأعياد، حيث المعاناة حارقة وحاضرة، ولا فرح في الأعياد بل حرمان وحزن وفراق، لتكون الأعياد مؤجلة إلى أجل غير مسمى ".
وتتابع " غابت عنا ملامحه لمدة 3 سنوات فلم نزره ولم نراه منذ أن وقع أسيرا في سجون الاحتلال الإسرائيلي فكنت أنتظر أنا وأطفالي الرسائل التي كان يرسلها الصليب الاحمر لنا كل عيد لنهنأ بخبر أنه بخير".
وبتنهيدة ملؤها الألم تقول منذ أن أسر أبو ضياء كانت المهمة لي صعبة لأن أكون أما وأبا لأربع أولاد أولاد وبنتين بتوفير كل الاحتياجات الاساسية لأبنائي قبل قدوم العيد .
وتتابع ام ضياء "ابني الاصغر لا يعرف تفاصيل ملامح وجه أبيه الذب اعتقل قبل ان يولد وفي كل عيد حنينه لأبيه يدفع بأن يأتي بصورته ويقبلها شوقا لرؤياه ".
وئام وهي أحد أبناء الاسير جابر الحسنات "أبو ضياء" كانت ككل أطفال العالم متشوقة ومتهيأة لاستقبال العيد السعيد كأي طفل يحلم بالغد الآت ولكنها تقول "منذ أن سجن والدي لم أعد أعرف للفرحة طريق كبقية الاطفال من جيلي فأنا افتقد رؤية والدي الذي لطالما اصطحبنا معه لشراء ملابسنا وحاجياتنا وتوفير كل ما يلزم لنا أما الأن وبغياب والدي أصبح العيد بالنسبة لنا مثله مثل أي يوم من أيام السنة".
أما نسمة أبنته الكبرى والتي تبلغ من العمر 14 عاما تقول " والدي سوف يعود إن شاءالله وسيحظي بحريته ..فكل شئ في العيد يذكرني به حيث كان يأتي لنا بالحلويات وكل ما نطلبه يوفره لنا متمنية أن يكون العيد القادم بينهم ".
فالعيد مناسبة تحمل ذكريات وحنين مؤلمً لذوي الأسرى، الذين بات حُلمهم في عيد الفطر ليس التوجّه للأماكن العامة والمتنزهات وقضاء ساعات جميله مع أبنائهم وأحبتهم وأحفادهم؛ وإنما انحصر حلمهم في عودة أبنائهم وأبائهم الأسرى إلى أحضانهم ، أوأن يُسمح لهم بالتوافد على بوابات سجون ومعتقلات الاحتلال لرؤية أبنائهم وأحبّتهم المحتجزين هناك.
فهناك المئات من بين آلاف من ذوي الاسرى الفلسطينيين قد استقبلوا عشرات الأعياد وأحبائهم داخل السجون الاسرائيلية، ومنهم من فقدوا الأمل وإلى الأبد في إحياء الأعياد مع آبائهم وأمهاتهم، لأنهم فقدوهم وهم في السجن، فكيف يمكن لهؤلاء أن يستمتعوا بفرحة العيد وبهجته؟!.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/