أسواق غزة المكدسة..أسعار جنونية ومواطن لا يشتري سوى الأساسيات ..شاهد الصور
علاء الحلو
تتكدس الأسواق الغزية بكافة أنواع وأشكال البضائع استقبالاً لشهر رمضان, حيث الحلويات والمكسرات والخضروات والفواكه والعطارة واللحوم والأجبان والتمور, وسط افتقاد البهجة التقليدية في هذا الشهر, بسبب الأزمة المالية التي يمر بها أهالي قطاع غزة نظراً للأوضاع الاقتصادية الصعبة, واستمرار الحصار الإسرائيلي عليهم.
واستقبل أهالي قطاع غزة "ببرود" قدوم شهر رمضان لأنه يأتي في ظروف غير اعتيادية بفعل الحصار الإسرائيلي المستمر منذ ما يزيد عن خمسة أعوام, وسط حالة من الفقر وقلة الإمكانيات المادية التي تمكنهم من شراء ما يلزمهم.
ويقول أبو العبد إنه طوال سنوات عمله كبقال في سوق فراس الشعبي وسط مدينة غزة لا يذكر حلول شهر رمضان على نحو تخيم عليه القتامة كما هو حاصل هذا العام, وبدت أسواق قطاع غزة ممتلئة بالبضائع من سلع وأصناف شهر رمضان في ظل انخفاض رواد السوق على حد سواء في دليل على مستوى التدهور الاقتصادي في القطاع المحاصر.
انخفاض المبيعات
وقال موسى وهو يحدق بدكانه "يحل علينا شهر رمضان هذا العام وكل شيء بالنسبة لنا على غير ما يرام, فالوضع يزداد سوءاً, لقد انخفضت مبيعاتنا إلى أكثر من الثلثين بسبب عدم تقاضي الموظفين رواتبهم, والأحوال الاقتصادية السيئة العامة في البلد".
أما الحاج أبو محمد وهو بائع فواكه في سوق الزاوية القديم, فيقول: "منذ خمس سنوات لم يمر علينا رمضان مثل رمضان الحالي, حيث أن البضائع متوفرة وبشكل كبير جدا, ولكن لا يوجد أي ملامح رمضانية أو رغبة شرائية عند الزبائن, وذلك لقلة إمكانياتهم, رغم أنهم يحتاجون غالبية البضائع المعروضة".
من جهته يقول الشاب محمد خالد وهو بائع خلف إحدى البسطات في سوق الزاوية وسط غزة، وعلامات الضيق تظهر على وجهه نقمةً على انعدام حركة الرواد وضعف الحركة الشرائية في السوق, "نحن نعيش في سجن كبير فكيف لنا أن نعتاش ونتاجر,الواقع أننا نعيش كارثة إنسانية حقيقة والأوضاع هنا لا تحمل سوى الفقر والكساد".
ويشتكى عبد الرحمن حمد أحد رواد سوق الزاوية الشعبي من غلاء الأسعار في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعيشها سكان غزة, ويقول: "أنا موظف وراتبي انتهى بعد أيام, لذلك لا آتي إلى السوق إلا لشراء بعض الحاجيات المهمة جدا, وغالبيتها يكون دين لعدم تمكنني من دفع ثمنها".
الأسعار "جنونية"
أما أم خليل الكرد "55عاماً" من سكان غزة ولها ثمانية أبناء أغلبهم يعيلون صغارا، قالت بعد تنهيدة عميقة: "وضعنا الاقتصادي صعب جدا، فنحن لا نستطيع شراء كافة ما يلزمنا لأن زوجي عاطل عن العمل وأبنائي كذلك لا يجدون أي فرصة لتوفير المال نظرا للحصار الظالم الذي أثر وبشكل كبير على نفسية الجميع وعلى نفسيتي شخصيا, عندما أرى أبنائي وأحفادي محرومين من كل شئ حتى من الفرحة باستقبال شهر رمضان الكريم كباقي مسلمي شعوب المعمورة".
وتابعت حديثها قائلة: "إغلاق المعابر أثر بشكل كبير على كافة مناحي الحياة، فالأسواق ممتلئة بالبضائع, خاصة مستلزمات شهر رمضان، ولكن الأسعار مرتفعة بشكل جنوني مما يصعب ذلك الأمر علينا فتلك الأسعار لا تتناسب مع وضعنا الاقتصادي السيئ".
أما المواطن سعيد كرم 38عاماً فيقول: "في ظل ارتفاع الأسعار فإننا نضطر لعدم شراء كل ما يلزم من مستلزمات الشهر الكريم ونكتفي بشراء بعض الحاجيات الأساسية التي تساعد على سد رمق أبنائي الخمسة الذين ينتظروا عودتي بعد أن أسلم السيارة التي أعمل عليها لصاحبها وأشتري لهم الطعام".
وتفرض إسرائيل حصارا مشدداً على قطاع غزة الذي يقطنه مليون ونصف فلسطيني منذ منتصف حزيران/يونيو لعام 2007 اثر سيطرة حركة حماس عليه, مما أثر وبشكل كبير على كافة نواحي غزة التي لا تتجاوز مساحتها 360 كم2.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/