رضا البطاوى المشرف المميز
عدد الرسائل : 4318 العمل/الترفيه : معلم نقاط : 19342 الشهرة : 3 تاريخ التسجيل : 07/03/2011
| موضوع: نظرات فى كتاب تسريح الطرف فيما ورد في فضل سورة الكهف الثلاثاء 3 سبتمبر - 11:40 | |
| نظرات فى كتاب تسريح الطرف فيما ورد في فضل سورة الكهف المؤلف فريح بن صالح البهلال وهو يدور حول الأحاديث الواردة فى سورة الكهف عن العصمة من الدجال وفى الفصل الأول من الكتاب استعرض نصوص الأحاديث ومن خرجها قال: "الفصل الأول فيما يعصم من الدجال عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله": من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال. أخرجه أحمد ومسلم وأبو نعيم وأبو عوانة وأبو عبيد وأبو داود والنسائي وابن الضريس.والحاكم والبيهقي والبغوي. من طريق همام بن يحيى، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي الدرداء به." والخطأ فى الحديث أن قراءة الآيات من سورة الكهف يعصمن الدجال ودعونا نتساءل ولماذا هذه الآيات وحدها أليس القرآن كله واحد إن عصم منه جزء عصم كل جزء أخر فيه ؟زد على هذا أن المعانى الواردة فى الآيات الثلاث وردت فى الكثير من السور الأخرى فلماذا تؤخذ هذه وتترك تلك أليس هذا عجيبا ؟ثم إن ليس هناك شىء اسمه المسيخ الدجال لسبب هو أن قاتله وهو المسيح (ص)لن يبعث مرة أخرى فى الدنيا لقوله تعالى بسورة الأنبياء "وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون "فهنا لا يمكن رجوع أحد للحياة الدنيا لتجريم الله هذا ونلاحظ هنا تناقضا بين رواية ثلاث وعشر. وزاد أبو عبيد: ومن حفظ خواتيم سورة الكهف كانت له نورا يوم القيامة. وتابع هماما هشام الدستوائي، وسعيد بن أبي عروبة، وشيبان بن عبدالرحمن أبو معاوية النحوي، عن قتادة. ورواه شعبة عن قتادة بالسند نفسه، عن ثوبان قال: قال رسول الله": من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف، فإنه عصمة له من فتنة الدجال. أخرجه النسائي وأبو بكر الخطيب والروياني وعزاه السيوطي لأبي يعلى وابن الضريس. قلت: حديث ثوبان عند ابن الضريس مخالف لهذا سندا ومتنا، وهذا نصه: قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل، قال: ثنا همام، عن قتادة، عن سالم ابن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن ثوبان، عن النبي" قال: من حفظ خمس آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال إسناده صحيح، موسى بن إسماعيل هو أبو سلمة التبوذكي ثقة ثبت. وجاء في جامع المسانيد للحافظ ابن كثير ما لفظه: حدثنا عبدالوهاب، حدثنا هشام بن عبيدالله، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان، عن ثوبان، عن النبي" قال: من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف، فإنه عصمة له من الدجال. ظاهره: أنه من حديث المسند للإمام أحمد. ورواه شعبة أيضا من حديث أبي سعيد الخدريقال: قال رسول الله": من قرأ سورة الكهف، كما أنزلت، كانت له نورا يوم القيامة، من مقامه إلى مكة، ومن قرأ عشر آيات من آخرها، ثم خرج الدجال لم يسلط عليه، ومن توضأ، ثم قال: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك، وأتوب إليك، كتب في رق، ثم طبع بطابع، فلم يكسر إلى يوم القيامة. أخرجه النسائي والحاكم والطبراني والبيهقي من طريق يحيى بن كثير أبي غسان، حدثنا شعبة، قال: حدثنا أبو هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد الخدري به. والخطأ هنا هو أن قارىء الكهف ليلة أو يوم الجمعة يعطى النور من مكانه لمكة وغفران 10 أيام ويعافى من الأمراض وفتنة الدجال وصلى عليه سبعون ألف ملك ويخالف هذا التالى : أن النور يعطى للمسلمين فى الأخرة مصداق لقوله بسورة الحديد "يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بأيديهم " -أن الغفران ليس بالأيام وإنما للسيئات مصداق لقوله بسورة هود"إن الحسنات يذهبن السيئات " -أن الملائكة تصلى على كل المسلمين سواء قرئوا الكهف أو لم يقرئوا وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب "هو الذى يصلى عليكم وملائكته ". -أن القراءة لا تمنع الأمراض لأنها لو كانت تمنع ما وصف الله عسل النحل كدواء وجه آخر: قال الإمام الترمذي: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي الدرداء، عن النبي" قال: من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال. حدثنا محمد بن بشار، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة بهذا الإسناد نحوه. وقال: هذا حديث حسن صحيح. وجه آخر: عن أبي سعيد الخدري قال: من قرأ سورة الكهف كما أنزلت، ثم أدرك الدجال لم يسلط عليه، ولم يكن له عليه سبيل. أخرجه عبدالرزاق والنسائي والحاكم. وجه آخر: عن النواس بن سمعان قال: ذكر رسول الله" الدجال ذات يوم غداة، فخفض فيه ورفع، حتى ظنناه في طائفة النخل، قال: غير الدجال أخوف لي عليكم، إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم، فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم. إنه شاب قطط، عينه قائمة كأنه يشبه بعبدالعزى بن قطن، فمن رآه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة أصحاب الكهف. أخرجه أحمد ومسلم والنسائي وأبو داود والترمذي وابن ماجة. وأخرجه أبو داود وابن ماجة والطبراني وعبدالله ابن الإمام أحمد من حديث أبي أمامة قال: خطبنا رسول الله" فكان أكثر خطبته حديثا عن الدجال، وحذرناه، فكان من قوله، أن قال: إنه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال، وإن الله لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال، وأنا آخر الأنبياء، وأنتم آخر الأمم، وهو خارج فيكم لا محالة، وإن يخرج وأنا بين ظهرانيكم، فأنا حجيج لكل مسلم، وأن يخرج من بعدي فكل امرئ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم، الحديث وفيه: وإن من فتنته أن معه جنة ونارا، فناره جنة، وجنته نار، فمن ابتلي بناره، فليستغث بالله، وليقرأ فواتح الكهف فتكون عليه بردا وسلاما... الحديث بطوله. هذا لفظ ابن ماجة. وفي لفظ للطبراني: فمن لقيه منكم فليتفل في وجهه، وليقرأ عليه بقوارع سورة أصحاب الكهف. والخطأ بعث عيسى (ص)بعد موته فى الدنيا لقتل الدجال وهو يخالف منع الله البعث وهو الرجوع للدنيا بقوله بسورة الأنبياء "وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون "ولو كان عيسى (ص)يبعث قبل القيامة لوجب بعث يحيى (ص)لأن القول بسورة مريم "والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا "فى عيسى (ص)قيل فى يحيى (ص)"والسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا "ولا ذكر ليحيى (ص)ومن ثم فهى كاذبة والعجيب أن البهلال أظهر التناقضات ومع صدق بعض ما قام به القدامى من التوفيق بينهما فقال : "الحاصل: أن الروايات قد اختلفت _ كما ترى _ فيما يعصم من فتنة الدجال، من حفظ أو قراءة آيات من سورة الكهف، وذلك فيما يزيد على عشر روايات، وإليك مجملها: 1_ من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال. 2_ من حفظ من خواتيم سورة الكهف... الخ. 3_ من حفظ خمس آيات من أول الكهف... الخ. 4_ من قرأ عشر آيات من آخر الكهف... الخ. 5_ من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف... الخ. 6_ فمن رآه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة أصحاب الكهف. 7_ فمن لقيه منكم فليتفل في وجهه، وليقرأ عليه بقوارع سورة أصحاب الكهف. 8_ من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال. 9_ من قرأ عشر آيات من سورة الكهف... الخ. 10_ من قرأ سورة الكهف كما أنزلت... الخ. هذا، وقد أشكل علي الجمع بين هذه الروايات، ورأيت بعض المتأخرين حكم بشذوذ رواية: من قرأ العشر الأواخر... الخ، وهذا نصه: حديث أبي الدرداء من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال أخرجه أحمد والنسائي وغيرهما، وهو بهذا اللفظ شاذ. والمحفوظ: من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف. والذي يظهر لي عدم الشذوذ فيها؛ لما يعضدها من الروايات المتقدمة. ولهذا ترجم الإمام ابن حبان بقوله: ذكر البيان بأن الذي يعتصم المرء بقراءتها من الدجال هي آخر سورة الكهف. ثم ساق حديث شعبة، عن قتادة: من قرأ عشر آيات من آخر الكهف عصم من الدجال. وترجم الإمام الحافظ ابن كثير لهذه الأحاديث بقوله: حفظ عشر آيات من آخر سورة الكهف حفظا عمليا يعصم من فتنة الدجال. ..وقال الإمام الشوكاني: ولا منافاة بين روايات الثلاث الآيات، والعشر الآيات؛ لأن الواجب العمل بالزيادة، فيقرأ عشر آيات من أولها. وأما اختلاف الروايات بين أن تكون العشر من أولها، أو من آخرها فينبغي الجمع بينهما بقراءة العشر الأوائل والعشر الأواخر. ومن أراد أن يحصل على الكمال ويتم له ما تضمنته هذه الأحاديث كلها فليقرأ سورة الكهف كلها يوم الجمعة، ويقرأها كلها ليلة الجمعة" وفى الفصل التالى ذكر الأحاديث فى فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة الفصل الثاني في فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة عن أبي سعيد الخدري قال: من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق. أخرجه أبو عبيد والبيهقي _ من طريق سعيد ابن منصور_ وابن الضريس وأبو بكر الخطيب من طريق أحمد بن خلف البغدادي، ثلاثتهم عن هشيم بن بشير، أخبرنا أبو هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد الخدري به، رمز لحسنه السيوطي. وقال البيهقي: هذا هو المحفوظ موقوف. قلت: الحديث موقوف صحيح، رجاله ثقات، رجال الشيخين، غير أبي عبيد القاسم بن سلام الإمام المشهور المصنف الثقة الفاضل، وغير أحمد بن خلف البغدادي، فقد قال فيه الخطيب البغدادي: هو شيخ غير مشهور. وقال الحافظ ابن حجر: حديثه مستقيم. وأخرجه الحاكم والبيهقي مرفوعا من طريق نعيم ابن حماد، ثنا هشيم به، ولفظه: من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين. قال الحاكم: صحيح الإسناد، وتعقبه الذهبي بقوله: نعيم بن حماد ذو مناكير. قلت: نعيم من رجال البخاري، وقد ذكر ابن عدي ما أنكر عليه من الأحاديث وليس هذا الحديث منها، ثم قال: وعامة ما أنكر عليه هو هذا الذي ذكرته وأرجو أن يكون باقي حديثه مستقيما وصححه الألباني. وقال ابن عراق: وقد صح الحديث في العصمة من الدجال بحفظ بعض سورة الكهف من غير تقييد بيوم الجمعة رواه مسلم من حديث أبي الدرداء. فالمستنكر من الحديث ما سوى ذلك والله أعلم. قلت: الحديث رمز لصحته السيوطي. وقال المناوي: قال ابن حجر في تخريج الأذكار: حديث حسن، وهو أقوى ما ورد في سورة الكهف. قلت: ولم يتفرد نعيم برفعه، فقد تابعه يزيد بن خالد ابن يزيد. قال البيهقي بعد إخراج حديث نعيم: ورواه يزيد بن مخلد بن يزيد ثم أسنده في موضع آخر: أخبرنا أبو عبدالرحمن السلمي، وأبو نصر بن قتادة، قالا: أخبرنا أبو علي حامد بن محمد الرفاء، حدثنا أبو منصور سليمان بن محمد بن الفضل بن جبريل البجلي بنهروان، حدثنا يزيد بن خالد بن يزيد، حدثنا هشيم، فذكره بإسناد مثله مرفوعا إسناده حسن لغيره. سليمان بن محمد بن الفضل قال فيه الدارقطني: ضعيف ويزيد بن مخلد هو يزيد بن خالد بن يزيد الرملي أبو خالد ثقة قاله الحافظ في التقريب. والموقوف منه له حكم الرفع؛ لأنه مما لا يقال بالرأي كما هو ظاهر، ويؤيده المرفوع منه. فهؤلاء خمسة من أصحاب هشيم بن بشير: أبو عبيد القاسم بن سلام، وسعيد بن منصور، وأحمد بن خلف، ونعيم بن حماد، ويزيد بن خالد بن يزيد الرملي رووا عنه هذا الحديث بقيد يوم الجمعة، وخالفهم أبو النعمان فرواه عن هشيم بقيد ليلة الجمعة عند الدارمي. وأبو النعمان هو محمد بن الفضل السدوسي الملقب بعارم، وهو ثقة ثبت إلا أنه تغير في آخر عمره. فتحصل من هذا رجحان رواية قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، لا ليلة الجمعة وذلك للأمور الآتية: 1_ كثرة عدد الذين رووا عن هشيم يوم الجمعة. 2_ سلامة كل واحد منهم من الخدش، ما عدى نعيما. 3_ تفرد أبي النعمان برواية ليلة الجمعة. 4_ كونه تغير في آخره ولم يتميز هل رواها الدارمي عنه قبل تغيره أم بعده؟. 5_ ورود أحاديث مرفوعة جاءت بقيد يوم الجمعة، منها حديث عبدالله بن عمر _رضي الله عنهما_ بلفظ قال: قال رسول الله": من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضيء له يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين رواه الحافظ أبو بكر بن مردويه والضياء المقدسي. قال المنذري: إسناده لا بأس به. وقال الألباني: إسناده لا بأس به. وقال الحافظ ابن كثير: إسناده غريب، وفي رفعه نظر، وأحسن أحواله الوقف. وقال المناوي: فيه محمد بن خالد تكلم فيه ابن منده وغيره، وقد خفي حاله على المنذري حيث قال في الترغيب: لا بأس به، ويحتمل أنه مشاه لشواهده. وذكر الإمام ابن القيم من خواص أعمال يوم الجمعة قراءة هذه السورة، فقال ما نصه: الخاصة العاشرة: قراءة سورة الكهف في يومها، فقد روي عن النبي": من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء، يضيء به يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين." والخطأ المشترك بين الأحاديث أن قارىء الكهف ليلة أو يوم الجمعة يعطى النور من مكانه لمكة ويخالف هذا التالى : أن النور يعطى للمسلمين فى الأخرة مصداق لقوله بسورة الحديد "يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بأيديهم " ونلاحظ أن الروايات بينهما تناقضات مكانية فمرة ما بينه وبين البيت العتيق ومرة من مكانه للسماء ونلاحظ أن الرواية تقول مرة ليلة ومرة يوم والخطأ أن قارىء الكهف ليلة أو يوم الجمعة له غفران 7 أيام ويخالف هذا التالى -أن الغفران ليس بالأيام وإنما للسيئات مصداق لقوله بسورة هود"إن الحسنات يذهبن السيئات " ثم قال : ومنها: حديث علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله": من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة فهو معصوم إلى ثمانية أيام من كل فتنة تكون، فإن خرج الدجال عصم منه. أخرجه الضياء المقدسي وابن مردويه. من طريق عبدالله بن مصعب بن منظور بن زيد بن خالد الجهني أبي ذؤيب، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب به. وفيه رواية أخرى عند الضياء: قال عبدالله بن مصعب: عن أبيه، عن جده، وحدثنا علي بن الحسين به. قال الضياء المقدسي: عبدالله بن مصعب، لم يذكره البخاري، ولا ابن أبي حاتم في كتابيهما. وقال أبو الحسن بن القطان: مصعب وابنه غير معروفين. وقال الذهبي: عبدالله بن مصعب بن خالد الجهني: عن أبيه، عن جده، رفع خطبة منكرة، وفيهم جهالة." ومع تناقض المدة بين جمعتين وبين ثمانية أيام حاول التوفيق بينهما فقال : "قلت: وعلى فرض ثبوت رواية ليلة الجمعة فيجمع بينها وبين روايات يوم الجمعة بأن المراد: اليوم بليلته، والليلة بيومها. قاله الحافظ ابن حجر. لكن الصحيح عندي هو قراءتها يوم الجمعة لا ليلتها؛ لما تقدم، والعلم عند الله." وفى الفصل عاد لحديث أبو سعيد فذكر رواية مختلفة فقال : "الفصل الثالث عودا على حديث أبي سعيد الخدري تقدم بعض ألفاظ هذا الحديث في الفصلين السابقين، وبقي فيه لفظ آخر، من المناسب ختم هذا البحث به، وذلك ما يلي: عن أبي سعيد الخدري قال: من قال إذا فرغ من وضوئه: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك، وأتوب إليك، ختمت بخاتم، ثم رفعت تحت العرش، فلم تكسر إلى يوم القيامة. أخرجه النسائي وابن أبي شيبة والحاكم وأبو القاسم الأصفهاني من طرق، عن سفيان الثوري، عن أبي هاشم الواسطي، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد الخدري به. وهذا حديث موقوف، صحيح، رجاله رجال الشيخين. ...قال الحافظ ابن حجر: قلت: رواه أبو إسحاق المزكي في الجزء الثاني، تخريج الدارقطني له من طريق روح بن القاسم، عن شعبة. وقال: تفرد به عيسى بن شعيب، عن روح بن القاسم اهـ. وقال الحافظ في موضع آخر: ووجدت لحديث أبي سعيد المذكور قبل طريقا أخرى مرفوعة أخبرني أبو العباس أحمد بن الحسن المقدسي أنا أبو العباس أحمد بن منصور بن الجوهري، قال: قرئ على فاطمة بنت علي بن القاسم بن عساكر، ونحن نسمع، عن عمر بن محمد بن معمر سماعا، قال: أنا هبة الله بن محمد بن عبدالواحد، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو إسحاق بن محمد بن يحيى، ثنا أبو الأزهر، ثنا إسماعيل بن بشر بن منصور، ثنا عيسى بن شعيب، ثنا روح بن القاسم، عن أبي هاشم الرماني عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن قتادة، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله": من قال حين يفرغ من وضوئه: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، كتب في رق وطبع بطابع، ووضع تحت العرش، حتى تدفع إليه يوم القيامة. قال الدارقطني بعد تخريجه في فوائد المزكى: تفرد به عيسى بن شعيب عن روح بن القاسم." والخطأ فى الجديث كتابة ذلك الذكر وحده فى رق ويخالف هذا أن كل كلام الإنسان يكتب ثم يسلم للإنسان يوم القيامة وإنما كل لفظ يسجل ويكتب وفى هذا قال تعالى بسورة ق"ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "وكل كلام أو عمل يكتب أى يسطر وفى هذا قال تعالى بسورة القمر "وكل شىء فعلوه فى الزبر وكل صغير وكبير مستطر " وكعادته يحاول الرجل أن يوفق بين المتناقضات ناقلا من بطون الكتب حيث قال : "وقال الحافظ أبو بكر الخطيب: اختلاف الروايتين في الرفع والوقف، لا يؤثر في الحديث ضعفا لجواز أن يكون الصحابي يسند الحديث مرة، ويرفعه إلى النبي" ويذكره مرة أخرى على سبيل الفتوى، ولا يرفعه. فحفظ الحديث عنه على الوجهتين جميعا، وقد كان سفيان بن عيينة يفعل هذا كثيرا في حديثه، فيرويه تارة مسندا مرفوعا، ويقفه مرة أخرى قصدا واعتمادا. وإنما لم يكن هذا مؤثرا في الحديث ضعفا، مع ما بيناه؛ لأن إحدى الروايتين ليست مكذبة للأخرى...." واختتم الرجل كتابه بخاتمة يؤكد فيه التوفيق بين المتناقضات رغم معرفته بها فقال : "الخاتمة اعلم أيها المسلم الكريم أن الأحاديث الواردة في فضل سورة الكهف اشتملت على مبحثين هامين: الأول: الاعتصام بها من الدجال. والثاني: قراءتها يوم الجمعة. أما الأول: فقد جاء عن الرسول" أخبار بأن من حفظ وفي رواية: من قرأ عشر آيات من أول سورة الكهف، فإنه يعصم من الدجال إلا أن النقلة لتلك الأخبار اختلفوا في قدر الآيات المحفوظة أو المقروءة فقد نقل بعضهم أنها عشر آيات، وبعضهم نقل أنها خمس، وبعضهم نقل أنها ثلاث. وروى بعضهم قراءة كامل السورة كما أنزلت، وروى بعضهم أن العشر من أولها، وبعضهم روى أنها من آخرها، ونقل بعضهم عشر آيات منها، ونقل بعضهم أن من رآه فليقرأ عليه فواتح السورة، وبعضهم نقل أن من لقيه فليتفل في وجهه، وليقرأ عليه بقوارع سورة أصحاب الكهف. والجمع بين هذه الروايات لا يتأتى إلا بحفظها كاملة؛ لأن من حفظها كلها صدق عليه أنه قرأ عشر آيات من أولها، وعشر آيات من آخرها، وصدق على أقل من ذلك. فإذا خرج الدجال ولقيه المسلم فقرأها عليه صدق عليه أنه قرأ بفواتحها، وخواتيمها وقوارعها. وأما المبحث الثاني فقد ورد فيه حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا وموقوفا والموقوف له حكم الرفع _بلفظ: من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق، وفي رواية: أضاء له من النور ما بين الجمعتين. صححه جمع من أهل العلم وحسنه بعضهم، رواه خمسة من أصحاب هشيم بن بشير عنه بقيد يوم الجمعة، وهم: أبو عبيد القاسم بن سلام، وسعيد بن منصور، وأحمد بن خلف، ونعيم بن حماد، ويزيد بن خالد بن يزيد الرملي, وخالفهم أبو النعمان محمد بن الفضل الملقب بعارم فرواه عن هشيم بقيد ليلة الجمعة وقد تغير في آخر عمره. ومما يقوي رواية الجماعة أيضا مجيئه مقيدا باليوم في حديث ابن عمر وعلي بن أبي طالب _رضي الله عنهم_. فائدة: جاء في حديث أبي سعيد المذكور زيادة: من قال إذا فرغ من وضوئه: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك، وأتوب إليك، ختمت بخاتم، ثم رفعت تحت العرش، فلم تكسر إلى يوم القيامة." وكل ما روى فى سورة الكهف كله كذب بسبب تعارضاته مع القرآن ومع نفسه ولا أدرى كيف يوفق أحدهم بين فواتح السورة وبين خواتمها ولا بين خمس وثلاث وعشر آيات .... وكل ما كتب فى التوفيق بين الروايات أدخل فى الإسلام ما ليس منه وجعله مثار سخرية أهل الأديان الأخرى الروايات بحر من الضلال يبدو فيه الحق كنقطة مجهولة | |
|