حمود ومالك وإسلام أطفال قضوا في قصف إسرائيلي وذويهم يتساءلون هل أطلقوا صواريخ؟
- اضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الطبيعي
سيطرت مشاعر الحزن على أم الطفل إسلام قريقع إلى درجة الصمت وكأن لسانها انعقد عن الكلام لعدة دقائق، قبل أن تنفجر في موجة طويلة من البكاء، خلال وداع ابنها الذي استشهد في قصف إسرائيلي قبل يومين، بينما كانت نظراتها تلاحق زوجها الذي قضى في نفس الغارة الجوية الاسرائيلية، حتى أصبحت حائرة إلى أيهما تنظر وعلى أيهما تبكي.
حيرة الأم المكلومة لم تستمر طويلاً، القت نظرة الوداع الأخيرة على الاثنين قبل أن تقبلهما، ليكمل المشيعون المسير نحو مقبرة الشهداء في مدينة غزة حيث ووريا الثرى، لكن دماء إسلام التي خضبت منديل الأم باللون الأحمر جعلتها أكثر التصاقاً بفلذة كبدها الذي لن تراه بعد الآن.
قالت لـ: "خرج إسلام للعلاج في مستشفى الشفاء ليعود محمولاً وقد تمزق جسده بصواريخ الاحتلال". وأضافت بحسرة: "لم أتخيل أن يكون مصير زوجي وابني الطفل البريء الموت، كنا ننتظر حياة مختلفة في المستقبل القريب".
وتساءلت: "هل حمل إسلام السلاح أم كان يطلق الصواريخ على إسرائيل؟ ما الذنب الذي اقترفه حتى يستشهد بهذه الطريقة البشعة؟ أليس لأطفالنا حقوق كباقي أطفال العالم؟". وأجابت والدموع لم تغادر مآقيها: "لم يحمل السلاح كان مجروحاً في يده ونبحث له عن علاج، كان طفلاً لا حول له ولا قوة".
وفي زاوية أخرى من المنزل وجه عم إسلام رسائل عديدة إلى العالم، موجهاً سؤاله إلى وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود بارك ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو "ألا تعلمان أن إسلام طفل لم يكمل عامه الثاني بعد؟ ألم تشاهد طائراتكم جسده الصغير؟ ماذا لو كان طفلا يهودياً؟ هل ستصمتون؟".
وناشد العالم أن يتوقف عن الكيل بمكيالين، في الوقت الذي يطلب فيه الرئيس السوداني للمحكمة الجنائية الدولية، لا يكلف المدعي العام في تلك المحكمة لويس مورينو أوكامبو نفسه عناء استدعاء مجرمي الحرب الإسرائيليين رغم أن حقائق الجرائم تتحدث عن نفسها، حسب قوله.
حالة والد الطفل الشهيد محمود أبو سمرة (13 عاماً) لا تختلف كثيراً عن سابقتها، إذ أن معالم الألم والمرارة خيمت على أفراد العائلة الذين فجعوا باستشهاد محمود خلال قصف طائرات الاحتلال لمنزل مجاور في منطقة السودانية.
وكرر الوالد تساؤلات ذوي الضحايا من الأطفال حول الجريمة التي عاقبت عليها قوات الاحتلال محمود بقتله بدم بارد: "ألم تكن تعرف أن المنزل المستهدف تحيط به منازل تقطنها عائلات وفيها الكثير من الأطفال؟".
قال في حديثه مع : "سأظل أشعر بمرارة في نفسي ما بقي المجرم حراً طليقاً، هل كان محمود عضواً في المقاومة؟ ألم يكن يجلس في المنزل بعيداً عن كل هذه الأحداث؟". وأضاف: "لكنه الاستهتار الإسرائيلي بأرواحنا وأرواح أطفالنا الأبرياء".
وفي رفح جنوبي قطاع غزة تلعثمت أم الطفل الشهيد مالك شعث وهي تتذكر الدقائق الأخيرة قبل استشهاد ابنها وزوجها، إذ نزل الطفل الذي يم يكمل عامه الثاني للتو إلى حديقة المنزل ليجلس في حضن والده قبل أن تسقط الصواريخ عليهما ويستشهدا.
ورغم محاولاتها الظهور بصورة الأم والزوجة المتماسكة، إلا أنها سرعان ما انهارت خلال حديثها مع حول تعلق مالك الصغير بها وتعلقها به، مشيرة إلى أنه كان دائماً موجوداً معها غير أنه هذه المرة بدل رغبته وطلب الذهاب إلى والده ليلقى مصيره، على حد قولها.
أما جدة مالك فكانت رسالتها للمقاومة الفلسطينية هي الانتقام لدماء الشهداء خصوصاً الأطفال الأبرياء وقالت: "اللهم أذقهم من نفس الكأس الذي ذقنا مرارته". وأضافت: "أنا على استعداد أن أقدم روحي فداء لهؤلاء الأطفال الأبرياء لأنفذ عملية يمكن أن توقف الصهاينة عن حدهم وتثأر منهم".
وتابعت وقد تحشرج صوتها: "صورته محترق في حضن والده لم تغادر مخيلتي ولن تغادرها ما حييت حتى أرى من المقاومين من يشفي غليلي باستهداف الاحتلال".
الجدير بالذكر أن الاحصاءات تشير إلى ارتفاع نسبة الأطفال بين الشهداء والجرحى منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 وحتى عمليات القصف الإسرائيلي الأخيرة.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/