إسرائيل ليست
سويسرا ترجمة / توفيق أبو شومر
جورسلم بوست 9/4/2010 مقال ليعقوب كاتس(المقال الأكثر قراءة)
علق
أحد مسؤولي الجيش ساخرا على قصة الصحفي يوري بلاو والمتهمة عنات كام
المتهمين بالجوسسة وقال:
أتعرفون
كاندي الشقراء التي أغرت عام 1986 مردخاي فعنونو الموظف في المفاعل النووي
الإسرائيلي ، لقد اقتادته من بريطانيا إلى إيطاليا حتى اختطافه وعودته
للوطن !
هناك
إحباط شديد في قطاعات الجيش ويعود السبب لرفض بلاو تسليم مئات الوثائق التي
يظن أنها بحوزته، والتي استلمها من المجندة عنات كام.
إن
المشكلة المستعصية في هذه القصة هي المزج بين الصحافة والجاسوسية والأمن
الوطني.
عنات
متهمة بسرقة أكثر من ألفي وثيقة بالغة السرية منذ عام 2005-2007 من مكتب
اللواء يائير نافيه، وقامت بوضعها على إسطوانة سي دي وسلمتها إلى بلاو.
ووفق
الشين بيت فإن دوافع الفتاة هي دوافع فكرية أيدلوجية .
إن
وجودها في مكتب مسؤول كبير يطرح أسئلة خطيرة بشأن فحص خلفيات الجنود، ومنع
تسلل الجواسيس إلى قطاعات الجيش .
عنات
كام تواجه عقوبة السجن خمسة وعشرين عاما إذا أُدينت بالتهمة .
أما
عن بلاو فقصته مختلفة ، فقد كتب قصصا صحفية مبنية على الوثائق ، وقد
أجازتها الرقابة العسكرية ، وعندما طلب منه الناطق باسم الجيش تسليم
الوثائق رفض بلاو هذا الطلب ، استنادا إلى القانون الصحفي الذي يحظر على
الصحفي تسليم الوثائق، وهو حقه في حماية مصادر معلوماته.
ووقع
بلاو اتفاقا مع الشين بيت في يوليو 2009 أقر فيه بتسليم الوثائق.
فلماذا لم يفعل حتى الآن؟
ما
يزال الشين بيت يعتقد بأن في حوزته مئات الوثائق التي لم تُسلم ، وهو يدعي
بأن خمسين وثيقة قد أتلفت بعد أن سلم كمبيوتره الشخصي للشين بيت .
إن
عناده يدعو للشك، فهو سيواصل تسويق صورته في الخارج كصحفي إسرائيلي مضطهد.
إن
المهم الآن هو حماية أمن إسرائيل وإرجاع الوثائق ، وليس الحصول على جوائز
بوليتزر للصحافة.
إن
أكبر أخطاء الشين بيت هو السكوت عن القصة حتى أعلنها محامي بلاو هذا
الأسبوع .
لقد
وفق يوفال ديسكن في ملاحقته للوثائق التي يُعتقد بأنها ما تزال في يد
بلاو.
إن
إسرائيل ليست سويسرا ، كما أن سرقة عنات كام للوثائق لا بد أن تعيد النظر
في الخطط التي يجب تطبيقها في الجيش، فالوثائق السرية تحتوي على أنواع
الأسلحة، ومعلومات عن التدريب، ومعلومات استخبارية خطيرة وحساسة تطمع دول
الشرق أوسط في الحصول عليها، فهي كنزٌ من الكنوز!
كتب أوري بلاو مقالا في هارتس اليوم يقول:
"استولى
الشاباك على محتويات مكتبي، وراقبوا هاتفي، وداهموا منزلي، وكنتُ قد سافرت
مع عشيقتي إلى الصين ، وأبلغتني كام بخبر اعتقالها، كما أن صحيفة هارتس هي
التي أمنت لي مكانا في لندن، ولم أتوقع عند مغادرتي إسرائيل أن أتحول إلى
جاسوس، إنها ليست قضية شخصية ، ولكنها قضية شخصية الدولة.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/