لماذا التصعيد الآن يا حماس
بقلم: وليد ظاهر – الدنمارك*
التصعيد الاخير على قطاع غزة، والذي يتمثل في اطلاق الصواريخ من غزة على المستوطنات الاسرائيلية، والغارات والقصف الجوي الاسرائيلي، ونشر الدبابات الاسرائيلية في محيط غزة، ينذر بشن عدوان اسرائيلي جديد على غزة، وان العدوان اصبح مسألة وقت، فالقرار الاسرائيلي قد اتخذ، بالرغم مما ذكره روبرت سيري المنسق الخاص للامم المتحدة بأن اسرائيل وحماس تريدان خفض التوتر، والذي يدفعنا الى ترجيح هذا الاعتقاد العوامل التالية:
بالنسبة لاسرائيل:
- تصدير ازمتها الداخلية، فاسرائيل اليوم تعاني من عزلة دولية وارباك داخلي، بسبب اختيارها للاستيطان على السلام، وايصالها مفاوضات السلام الى طريق مسدود.
- محاولة الضغط على القيادة الفلسطينية برئاسة محمود عباس باحراجها امام شعبها، باثارة مشاعر الشعب الفلسطيني للمطالبة بالرد على العدوان الاسرائيلي.
- المراهنة على اشتعال الجبهة الشمالية في لبنان، بعد صدور الحكم الظني بخصوص اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، وان يتم الاعتماد عليها، لكن الاتفاق السوري-السعودي في لبنان نزع ولو مؤقتا فتيل الانفجار.
- تصاعد التصريحات والتهديدات المتتالية على السنة السياسيين والعسكريين بحرب مدمرة على غزة.
- تقديم شكوى الى الامم المتحدة، بخصوص اطلاق الصواريخ من غزة، وبأن امن اسرائيل ومواطنيها مهدد.
- تحريك ماكينة الاعلام الاسرائيلي للتهويل، تارة بان حماس تمتلك ترسانة صاروخية، يصل مداها الى تل ابيب، وجود تنظيم القاعدة ومنظمات ارهابية في غزة، وصول خبراء عسكريين من ايران وسوريا الى غزة لتدريب الفصائل الفلسطينية.
- امتلاك حماس والفصائل الفلسطينية في غزة صواريخ كورنيت، التي تخترق الدبابات الاسرائيلية، وذلك لانه تم اطلاق صاروخ كورنيت من غزة واخترق دبابة اسرائيلية في السادس من ديسمبر.
- لن تدخل في مغامرة عسكرية كبيرة، فان ردة الفعل العسكرية من جانب الفصائل الفلسطينية في القطاع لن تهدد جبهتها الداخلية.
- ترويض حماس وتأديبها، وليس القضاء على حكمها.
- اعادة الثقة والاعتبار للجيش الاسرائيلي.
- تجسيد وترسيخ الانقسام الفلسطيني-الفلسطيني.
- لن تخشى شيئا من ردة الفعل الامريكية على غزة، حيث ان هذا العدوان لن يتطور الى جبهات اخرى، ولا لجهة ردة فعل المجتمع الدولي.
بالنسبة لحماس:
- راهنت بعد العدوان الاسرائيلي على غزة في 27 ديسمبر (كانون الاول 2008)، ان يتم الاعتراف بانقلابها، لكن ذلك لم يحدث، وترى بانها غير قادرة على مواجهة القيادة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، التي تحظى بالتأييد الفلسطيني والعربي والاسلامي والدولي، وتتمسك بالثوابت الفلسطينية.
- تخفيف الحصار واعادة الاعمار، ولم يتحقق اي منهما.
- مواجهة الضغوط التي تتعرض لها من انصارها، بانها كانت تدعي المقاومة للوصول الى السلطة، والآن تخون من يقوم بها.
- اسكات الاصوات التي تدعو الى المقاومة، وخصوصا الفصائل الاسلامية التي لا تعتبر نفسها ملزمة بالهدنة، التي تلتزم بها حماس من طرف واحد.
- الرغبة في التذكير بأنها موجودة، وباستطاعتها تغيير قواعد اللعبة وقلب الاوراق على الطاولة، وخاصة في ان قيادة الجيش الاسرائيلي في المنطقة الجنوبية سوف يتم تغييرها.
يتبين لنا مما سبق ذكره ان اسرائيل ستكون المستفيد الوحيد في حالة شن عدوان جديد على غزة، وفي المقابل سيدفع شعبنا في غزة ثمنا باهظا، نتيجة لحسابات حماس الخاطئة والغير دقيقة للوضع السياسي، وهنا نطرح تساؤل لماذا التصعيد الآن يا حماس ؟؟؟
*المدير والمشرف على المكتب الصحفي الفلسطيني – الدنمارك (فلسطيننا)
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/