القائد الفلسطيني العملاق أبو داوود

حكايتنا مستمرة , لم ولن تتوقف فصولها أمام ما يصيبنا من مصائب و نكبات , هي حكاية الفلسطيني الأول منذ فجر التاريخ , منذ محاولاته الأولى لتعلم التعايش مع ما يحيطه من تناقضات و وعيه اللامحدود لأهمية بقاء النوع الفلسطيني و الهوية الفلسطينية , هي حكايتنا منذ الفلسطيني الأول الذي أدرك مبكراً أن عليه أن يتعايش مع محيط يرفض كينونته و وعيه و وجوده , هو الشعب الفلسطيني الذي لم يخجل شاعرنا الفلسطيني القدير مريد البرغوثي عندما وصفه بقوله :

منا حبيب دعي

و منا صديق عدوُ

ومن رجال البلاط

و منا يدٌ لاختبار السياط

هذا الوصف الذي لم أستطع نسيانه منذ أن قرأته لمرة و أنا في مقتبل العمر ولم أنساه حتى الآن ’ لما كان له من فضل تغيير الصورة المقدسة عن الفلسطيني المعصوم الذي لا يخطئ , هذه الحكاية التي سرقتنا من طفولتنا أول الأمر و من ثم عاشت في دمائنا و خلايانا , لتصبح همنا و شغلنا الشاغل و الوحيد , الذي ورثناه و سنورثه بدورنا لأولادنا و هم بدورهم سينقلون الحكاية لأولادهم جيلاً بعد جيل , منذ أيام استشهد القائد الفلسطيني العملاق أبو داوود و مشى خلف جثمانه كل أبناء شعبنا الفلسطيني بمختلف اتجاهاته السياسية و حملُ من كان يحمل فلسطين وهموم أبنائها إلى كل ساحات العالم على أكتاف أبنائه و( مريديه ) في مخيم اليرموك الذي لن ينسى عبر الأجيال القادمة هذا الرجل العملاق و لا دروسه التي أجدنا حفظها , هذا الرجل الذي لم يقدر التابوت على استيعاب قامته الشامخة ولم يأخذ حقه منا في جنازة تليق برفيق درب أبو إياد و شريكه السري في حماية أسرارنا المقدسة .

محمد داوود هو أستاذنا و شيخنا في طريقته لفهم الحقائق التاريخية و الحتميات التي ستتحقق في فلسطين مهما طال الزمن أو قصر , و يوماً بعد يوم سيدرك الجميع أن ما قام به أبو داوود و رفاق أبو داوود كان الشيء الأكثر إيلاماً لإسرائيل عبر حروبها التي خاضتها مع أمتنا العربية منذ نشوء كيانها المغتصب , و كان الشيء الوحيد الذي منع الأنظمة العربي من التمادي في تعاطيها مع ثورتنا و شعبنا الفلسطيني العظيم .

محمد داوود أبو داوود لم يكن رجلاً للمهمات الخاصة و العمليات النوعية بل كان سياسياً من نوع خاص بل و نادرٍ أيضاً حيث و على الرغم من إختلاف وجهات نظر البعض معه فقد كانوا يتفقون حول صحة رأيه و وجهة نظره , لقد كانت المشاركة ( التي لم يغب عنها أيٍ من الفصائل الفلسطينية ) رسالة الوحدة الوطنية الممكنة و الموجهة لكل أبناء شعبنا الفلسطيني و أمتنا العربية , بنفس الوقت كانت رسالة إقرار من الجميع بدور أبو داوود المتجدد لحظة استشهاده .

الكلمات التي ألقيت في تأبين القائد دلت على ذلك و أكدت على الرغبة الصادقة من الجميع بضرورة التخلص من كل ما يعيق قيام الوحدة الوطنية و توفير مظلة عربية لمصالحة وطنية فلسطينية تحميها إقليمياً و دولياً ,

و الآن بعد أن مضى شيخنا و أستاذنا الكبير أتوجه لرفيق درب أبو داوود المفكر المناضل ناجي علوش أبو إبراهيم - أصبحت الكتابة عن سيرة الشهيد أبو داوود مسؤولية فكرية و نضالية و ضرورة أخلاقية تفرضها عليك صداقتك للشهيد و عملك معه في مرحل حساسة من تاريخ الكفاح الثوري و التحرري للثورة الفلسطينية

موسى نافذ الصفدي ابو إياد

_________________
تحياتي:

العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..

والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..

والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..

مدونة /http://walisala7.wordpress.com/

مشكور كتير صلاح

تقبل مرووورري بلطف

» الروائي الفلسطيني موسى عليان يوثق التاريخ الفلسطيني الحديث بثلاثية "إلى الغرب من نهر الأردن"
» في يوم الأسير الفلسطيني بقلم: المحامي جواد بولس – كفرياسيف ، مدير الوحدة القانونية لنادي الاسير الفلسطيني
» رحيل الفدائي الصلب ابو داوود عن 70 عاما
» صور تشييع جثمان الشهيد المبعد عبدالله داوود في مقبرة الشهداء بمخيم بلاطة
» جوجل تطلق النسخة الفلسطينية من محرك البحث العملاق