ماذا تقرأ لـ'حماس' هذا المساء؟! بقلم // حسن عصفور

ماذا تقرأ لـ'حماس' هذا المساء؟!

اتأجيل 'تقرير
غولدستون' والنشوة اللا محدودة في تصريحاتهم وصلت الى رميه باوصاف لا تعبر
عن روح انتماء لوحدة قادمة ، لم تأخذ أن المسألة تنتهي بما انتهت عليه ،
حيث كان مخطط آلة الحرب الاعلامية لقيادة حماس ، خاصة الخارجية منها، أن '
العبور' قادم لكسر شوكة التوافق الوطني والهروب من المصالحة عبر ' ثغرة
غولدستون' وهو ما لم يصمد كثيرا أمام استجابة الرئيس عباس لصوت العقل
والمنطق . وهو بذلك قام بتوجيه ضربتين في آن واحد ، الاولى لحكومة اسرائيل
نتنياهو ليبرمان براك التي أطلقت تهديدات بلا حدود لـ' كشف تآمر السلطة'
معها في الحرب على غزة ، وصل الأمر بالحديث عن ' شريط فيديو' روجت له حماس
و' محطة الفتنة والكراهية' أكثر كثيرا من اسرائيل ، فكان اعادة التصويت
ضربة ساحقة لهؤلاء .

والثانية
، لاستراتيجية حماس الاعلامية التي اعتقد صانعوها أنها سجلت سبقا لا رجعة
عنه ، فقامت بما قامت به في قطاع غزة ، وبعده خطاب مشعل ' الجولاني' الذي
أرسل عبره تهديده الشهير بخلق فتنة سياسية ودعوة خلق بديل جديد ( حلم جماس
واخوانها التاريخي) ، ولذا ما ان عاد الصواب الى المشهد السياسي حتى وقع '
المحظور داخل حماس' ، بداية من الخروج عن التفاهم الذي حدث بين مشعل ومصر
في آخر زيارة له هناك وبشر من هناك الى أن المصالحة قادمة لامحالة ( كان
معتقدا ان اعتراض فتح وفصائل المنظمة على الورقة كبيرا ولن توقع ) ، لكن
ذلك انقلب راسا على عقب فتحدث عبر ناطقيه ، من الخارج تحديدا ، الى أن
حماس لن توقع على الوثيقة دون اجراء تعديلات عليها..

ومن
هذا الباب تحديدا فتحت حماس بازارا غير مسبوق في التناقض والتباين لتنظيم
فلسطيني في فترة زمنية قياسية لا تتجاوز اسبوعا واحدا ، فمن الرفض الصريح
،الذي عبر عنه عزت الرشق أولا من دمشق، للتوقيع على الوثيقة لأن بها
مسائل جوهرية لا توافق عليها حماس ، ثم جاء بيان تحالف حماس الدمشقي
برفضها باعتبارها أسقطت ' الثوابت الوطنية' كحق العودة و' حق المقاومة'
وغيرها ، وانطلق محمود الزهار ليتحدث بصراحته المعهودة بل وبرؤيته الخاصة
منذ حرب اسرائيل على قطاع غزة ، أن حماس ستوقع عليها بلا تعديل ولكن
التنفيذ شيء آخر ، وأضاف أن مصر هي الراعي الرسمي والوكيل الوحيد للاتفاق
( رد على سفر مشعل للدوحة وتغييره موقف متفق عليه) ، ولكن محمد نصر رد
سريعا على الزهار بأن هناك تحفظات جوهرية لحماس ولن تصادق ما لم تتغير .

ودخل قطاع غزة دخولا هو الأول من نوعه على خط النقاش – الخلاف الحمساوي
السياسي العلني ، حيث أعرب خليل الحية أن حماس ستوقع الورقة خلال الساعات
القادمة ولا تعديلات تمس جوهر ما تم التوافق عليه ، فجاء الرد ' برقيا'
على ذلك ليس من ' نزال ونصر ورشق' بل من كتائب القسام التي دخلت للمرة
الاولى على خط النقاش السياسي العلني لتعلن بوضوح تام أنها ترى في الوثيقة
اسقاط للمقاومة وأنها لن تسمح بتمريرها ، تدخل غير مسبوق من الجناح
العسكري لحماس في نقاش سياسي ، ويبدو أن التدخل لا صلة له بما هو في نص
الوثيقة بقدر ما هو رسالة لقيادة حماس السياسية في قطاع غزة التي جاهرت
برأيها المخالف للباب العالي في دمشق ، ما استوجب الاستنجاد بالقوة
المسلحة التي ترتبط برئيس الحركة مباشرة لاعتبارات مالية ومصالح نفوذ ظهرت
بعد الانقلاب وخطف قطاع غزة..

ما
يحدث في حماس لم يعد سري أبدا ، فهناك فروقات واضحة جدا بين قيادة حماس
السياسية في القطاع ، التي تدرك جيدا عمق ومغزى ' الغضب المصري ' وانعكاس
ذلك على موقف سكان القطاع والذين هم أصلا مبتعدين عن حماس ، وبين من لا
يرى ضررا في بقاء الحصار والانقسام ما دام يخدم رؤية خاصة ، تحالف بين
غالبية قيادة حماس في دمشق و'وكتائب القسام' حيث يعتقد 'مجلسه العسكري
برئاسة الجعبري' أن ضرر الوحدة وانهاء الانقسام أخطر كثيرا عليهم من ضرر
الانقسام ذاته ..

هي صورة لما تشهده حماس .. لكن ماذا سنقرأ لها هذا المساء .. سؤال جوابه مجهول ومجهول مجهول يا ...مواطن .

ملاحظة: تشتكي حماس من اعلام 'فتح' باعتباره لا يبحث عن الوحدة .. كلام من كوكب غير كوكب الارض .. استمعوا لفضائية ' الاقصاء' وحليفتها ' الصفرا' ... لكن شكوى حماس مؤشر يستحق ...

_________________
تحياتي:

العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..

والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..

والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..

مدونة /http://walisala7.wordpress.com/