حالهم لا يرضي عدو..عمال غزة ..غير قادرين على إعالة أسرهم.. وتهميش متواصل..وبالله المستعان

كعادتي وفي أثناء تجوالي كثيراَ،
استوقفتني مناظر الناس وهم يقضون طوال ساعات النهار يجالسون علي جنبات
الطريق, فكنت في البداية متردد من سؤالي لهم , فقررت أن أسألهم وأعرف
لماذا يقضون تلك الساعات جالسين علي جنبات الطريق.



ولتسليط الضوء كان لمراسل وكالة قدس نت جمال غيث هذا التقرير..



في البداية التقيت بالمواطن أبو محمد(48 عاماً) من معسكر الشاطئ، وأب
لعشرة أطفال، فسألته لماذا تقضي معظم وقتك تجلس علي جنبات الطريق ؟؟ فقال
:"أنا كنت أعمل داخل إسرائيل وبعد الحصار المفروض علي القطاع لا يوجد لي
الآن عمل أعمل به فلماذا لا أجلس هنا؟ مع العلم أن جلوس البيت أصبح ممل
لأني غير قادر علي توفير معظم احتياجات أطفالي العشرة.



غير قادر علي تلبية النفقات...



أما المواطن أبو إبراهيم (50عاما) يسكن في حي النصر وهو أب لاثني عشر طفلا
، هو أيضا أحد العاطلين عن العمل وخصوصاً بعد الإغلاق المستمر للمعابر
ومنع دخول الاسمنت ومواد البناء علي القطاع قال أنا أجلس بالشارع وذلك
لسببين الأول: هو الهروب من الطلبات المتكررة للنقود والتي لا أقدر علي
تلبيتها والأخر هو بسبب انقطاع التيار الكهربائي المتواصل بين الفينة
والأخرى , فعندما تأتي الكهرباء أذهب إلى البيت وأشاهد التلفاز ثم أنام
وهكذا أقضي معظم أوقاتي علي هذا الحال.



وقال لي علي(28عاما) وهو من سكان الشيخ رضوان كنت أعمل خياط فبعد الإغلاق
المستمر لمعابر القطاع لا أمارس أي نوع من الأعمال , وحتى ألان أنا: غير
قادر علي الزواج بسبب ارتفاع الأسعار وغلاء المهور فأنا أهرب من خنقه
البيت لأتحدث مع الأصدقاء والجيران عن كافة المواضيع والإحداث اليومية
وغيرها.



نصيبي السيئ...

أما حسام (عاما26) من سكان جباليا ويعمل في أحد نجار في غزة , قصته تختلف
عن سابقها فيقول لقد أحببت فتاة حبا شديد لدرجة أني تقدمت لخطبها وبالفعل
تمت الموافقة , ولكن الأسف فبعد 4شهور من الخطوبة ونتيجة لقلة النقود معي
والاني غير قادر علي إتمام مصاريف العرس , كان نصيبي سيئ وذلك الاننا
انفصلنا لتتزوج من شخصا أخر يعمل ويملك النقود اكتر مني .



لا أحد يشعر بنا...



من هنا تحدث أبو علاء ( 45عاما) عن دور المؤسسات في مساعدة العمال فقال:
لا أحد يشعر بنا نحن العمال فلماذا لا نجلس في الشوارع ونلتقط أنفاسنا
ونتحدث مع بعضنا .


ويتابع حديثة فيقول "هناك بعض المؤسسات التي تعطي لجزئ صغير من
العمال 100دولار كل فترة فهل هذه تكفي لنفقة أسرة مكونة من أحد عشر شخصا
.وكنت أعمل داخل إسرائيل وأتلقى راتب 500دولار شهرين أما ألان فلا أتلقي
أي راتب من أي أحد , وأتدبر نفقات أسرتي من الاقتراض من إخوتي" .



وناشد أبو علاء عبر "وكالة قدس نت الأنباء" الجهات المعنية بالنظر لهذه
الفئة المغلوبة علي أمرها علي حد تعبيره لأنهم بحاجة ماسة لمن يقف بجانبهم
ويساعدهم لكي يسدوا رمق أبنائهم .



ويبقي السؤال الذي يطرح نفسه هنا إلي متي سيبقي حال العاطلين عن العمل علي ما هو علية ؟؟

وهل ما تقدمة بعض المؤسسات لمساعدة هؤلاء العمال هو كافي لسد احتياجاتهم ؟؟ ...