خطة فياض وإسقاط ذرائع حماس

حسن عصفور / منذ أن برزت قضية ' إعادة إعمار غزة ' الى حيز الواقع وهناك حرب خاصة تدور على الجهة التي عليها تحمل مسؤولية ذلك ، فحماس تخوض حرب ضروس كي تكون هي صاحبة اليد الطولى في هذا الملف ، كما ملف المساعدات الإنسانية ، لأنها تريد أن تستخدم الإعمار والإغاثة جسر عبور لترسيخ خطف غزة و' إقامة سلطة لها' ، وهذا لم يعد قولا تحليليا كما السابق بل هو ما أعلنه مشعل رسميا من الدوحة عند التأكيد على أن' حكومة غزة ' هي الشرعية القائمة .

وتوالت حرب حماس في هذا السياق على حساب المرجعية الوطنية التاريخية للشعب الفلسطيني باختراع تسمية جديدة بعد هزيمة تسميتها الأولى ، لكن هدفها لا زال هو ذاته ، وترتبط كل هذه المحاولات المتلونة الأسماء والأغراض بملف الاعمار والإغاثة .

ومنذ اللحظات الأولى أعلنت حماس بوضوح لا غبار عليه أنها لن تسمح بأي حضور للرئاسة الفلسطينية وحكومتها برئاسة د. فياض ، وتمادوا في التهم والأقاويل المغرضة التي لا تعبر عن روح انتماء لحالة تضامن وطني – سياسي اثر حرب غزة ، ورفعت شعارها ' الهزيل ' أن من فشل في العودة على ظهر دبابة لن نسمح ه بالعودة عبر خلاطة ، كلام يفتقر أي حس بالمسؤولية التي يتحلى بها الناس في ظل أزمة وطنية عاصفة .

وتواصلت ' الحرب ' عندما أعلن السيد خالد مشعل أنهم لا يريدون أن يستلموا مالا ( رغم طهارة اليد والنزاهة التي يتمتعون بها كما يقول - رغم أن وقائع الحال في غزة لا يشير الى تطابق القول مع الفعل ) وأنهم فقط يرمون الى رفع معاناة أهل غزة ودعم صمودهم واعمار كل ما دمرته الحرب ، ومع ذلك فحماس رفضت اقتراحا قدمته قوى وفصائل وشخصيات من داخل غزة لتشكيل ' هيئة إشراف على ملف الاعمار ' فكان الجواب ولكن يجب أن تكون تحت قيادة وإشراف ' حكومتهم ' ، وتبين أن كلام مشعل ليس سوى خطاب تلفزيوني .

وهو ذات منطق التصرف في ملف المساعدات والإغاثة الإنسانية حيث تصر حركة حماس أن يكون ذلك عبر ابوابها فقط ، حتى مساعدات الأمم المتحدة يجب أن تخضع لشروطها وقانونها الخاص وآليتها التي تحددها هي للتوزيع ، فكانت قضية الاستيلاء على سيارات وكالة الغوث نموذجها ، فكانت فضيحة على مستوى دولي رغم كل تكذيب حماس لها .

ويبدو أن رؤية حماس الخاصة لتسييس ملف الإعمار وتحويله جسرا لمشروعها ومحورها ، كان سببا يقف وراء ' المشروع القطري ' لعقد مؤتمر خاص للإعمار في التخاصم والتعاكس مع مؤتمر القاهرة ، والذي دعمته قمة الكويت الأخيرة وأيضا المجتمع الدولي ، لكن حماس وأطراف ' محور الدوحة ' لهم رأي آخر ، فالقضية ليست إعمار غزة بل في الاستخدام السياسي لملف الإعمار ، وهو ما يسقطه مؤتمر القاهرة .

وجاءت خطة د. سلام فياض عن خطة ' إعادة إعمار غزة ' والتي تحدث عن ملامحها العامة ،وترتكز بالابتعاد عن الصراع على سلطة المال القادم ، واقترح بوضوح آلية التواصل مع صاحب الشأن مباشرة المواطن المتضرر ، وأيضا عبر وكالات دولية للبنية التحية ومن يختار الحكومة ليختارها ، مقترحات تشكل انطلاقة عملية وتمثل ابتعادا عن ' التحزب ' في هذا الملف الذي يبدو أنه فتح مزيدا من عناصر التقسيم الوطني . ملامح ' خطة فياض ' ورغم عدم اكتمالها لكنها تمثل جسرا للعبور نحو حل يقطع الطريق على خلاف يزيد من معاناة أهل قطاع غزة .

هل تقبل حماس بذلك ، وهل توافق على أن يكون صلة المواطن الفلسطيني مع مقدم الدعم بلا وسيط حزبي أو حكومي ، هل تصدق في قولها السابق ، أم أنها سترى في هذه ' الخطة ' دبابة جديدة لإسقاط سلطنها في غزة ...

ملاحظة : سلوك قطر لمؤتمر مواز لمؤتمر مصر لخدمة أهل القطاع أم لغرض آخر ، والله من وراء القصد ...

hasfour@amad.ps

_________________
تحياتي:

العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..

والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..

والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..

مدونة /http://walisala7.wordpress.com/

مشكووووورن..... على العرض الرائع والمميز
***********88

تقبلوا تحياتي

» كتاب (أفكار من ذهب للدكتور : كفاح فياض)
» الى الرئيسين مبارك وعباس ومعهما فياض
» دموع الورد بقلم : رشاد فياض
» فياض الأكثر تمسكا بالثوابت الفلسطينية
» فياض وحماس وكهرباء غزة! ... مصطفى إبراهيم