مجنون يحكي وعقل يسمع

[right]مجنون يحكي وعقل يسمع : .. : هكذا قال العرب قبلنا ليحال القول الى مثل يردده الناس كلما حل بهم خطب أو ألمت بهم مصيبة كحالنا نحن الفلسطينيين في هذه الاوقات بعد الانتصار المزعوم في غزة .. انتصار ادعه عدونا اللئيم قابله انتصار زعمه ابناء جلدتنا دون احرار في وجناتهم بفعل البرد أو الخجل من استعمال كلمة في غير مكانها أو زمانها . كنت اول المصفقين والمهللين لهذا الانتصار العظيم لو: زحفت جحافلنا شرقا أو غربا أو شمالا باتجاه اراضينا المحتلة ولو سنتيمترا واحدا , أو لو منعنا طائرة استطلاع صغيرة كالزنانة مثلا من التحليق في سماء سمائنا , أو لو فجرنا دبابات العدو وآلياته التي اخترقت شوارعنا وسهولنا وعاثت في الارض فسادا , أو لو وفرنا للهاربين من بيوتهم امام قوات العدو ملجأ يقيهم نار العدو وقنابله الفسفورية , أو لو تكنا من اخراج واحد يستغيث تحت انقاض منزل او مسجد او مدرسة , أو لو وفرنا علاجا سريعا للطفل لؤي الذي فقد عيونه بفعل القصف , أو لو كان عندنا بقية من اخلاق الحرب التي تمنعنا من نصب ماسورة اطلاق الصواريخ بجانب هذا البيت او ذاك لتأتي بهدها طائرات العدو لتحيل ذلك المبنى أثرا بعد عين ...... كم لو يمكن ذكرها هنا لتثبت أن هذا الانتصار الذي يتحدثون عنه ليس أكثر من انتحار دفع الاطفال ثمنا باهظا له , لياتي قادة النضال الحديث على شاشاتهم المهزومة ويتباهى ان المقاومة بخير , .

ان هؤلاء الذين يعتقدون ان التاريخ بدأ من عندم لم يقرأو التاريخ جيدا ولم تتفتح عيونهم الا بعدما سمعوا أزيز الرصاص ينطلق من بنادق غيرهم .. لم يقرأوا عن معركة الكرامة شيئا ولم يعرفوا أن القادة في الكرامة كانوا بين المقاتلين ولم يعرفوا أن عدد الشهداء كانوا 93 شهيدا وكل شهيد يساوي وقتها العشرات قياسا بعدد المقاتلين الذين اشتركوا في المعركة . أي قائد هذا الذي يقيس نتائج المعركة بعدد الذين يسقطون من قادتها دون أي اعتبار لأنسانية الانسان طفلا كان أو امرأة أو شيخ .. هؤلاء ليس لهم قيمة في عرف القائد الفذ فلان بن علان طيب الله ثراه ... ويتحدثون عن الانتصار . اما اذا اعتبرنا ان الانفاق بقيت صالحة ولم يصبها ما أصاب بني البشر انتصارا فهذا صحيح يحق لحماس ان تتباهى بانتصارها ومبروك لها الفوز ورحمة الله على من مات أو رحل , وموش مهم فنساؤنا على استعداد للحمل والولادة مرة أخرى , لكن أين الرجال , أم أن هناك فتوى عند مشايخ حماس جاهزة لتزويج الأرامل من النساء الماجدات . أما الأطفال فهم في جنات الخلد . والشباب الذين قضوا تحت الانقاض فلهم الحور العين . مبروك . ان قادة من امثال هؤلاء الذين استدعوا العدو ليضرب الناس ويخرب البلاد ويقتل العباد دون ان يكون بمقدورهم رد الصاع بصاعين , ان هؤلاء قد استهانوا بدماء رعيتهم , ولهذا فانهم سيقفون أمام الله يوم القيامة ليسألهم عن امانتهم التي ائتمنوا عليها وعن رعيتهم التي استرعوعوها , فهل حافظوا على امانتهم ورعيتهم , اليس بالامكان تجنب ما حدث أم أن الدماء الزكية هي طريقهم الوحيد للوصول الى القمة ؟؟؟؟؟؟