واصل المنتخب البرازيلي مشواره الناجح في مونديال 2010 بصعوده الى دور الـ8 لمواجهة هولندا بعدما تخطى المنتخب التشيلي بنتيجة 3-0 بعد مباراة جميلة بين الطرفين أقيمت على ملعب إيليس بارك في مدينة جوهانسبرج الجنوب أفريقية وأدارها الحكم الدولي الإنجليزي هاوارد ويب.
المنتخبان دخلا المباراة بعدد من التغييرات المهمة والإجبارية، فقد شارك الثنائي دانييل ألفيس وراميريس في الفريق البرازيلي بدلًا من الثنائي المصاب فيليبي ميلو وإيلانو، فيما أبعد الإيقاف الثلاثي بونسي وإسترادا وميديل عن دفاع ووسط تشيلي ليلعب بدلًا منهم الثلاثي كونتريراس وفوينتيس وفيدال والجديد في تشكيل مارسيلو بيلسا كان كذلك تواجد النجم أمبيرتو سوازو على حساب فالديفيا.
المنتخب التشيلي بدأ الشوط الأول مبادرًا بالضغط والهجوم متسلحًا بسلاح الحماس والطموح وفي المقابل تميزت البداية البرازيلية بالهدوء والثقة وكأن الفريق كان يُفرغ نجوم تشيلي من حماسهم ودوافعهم، وقد بدأ تدريجيًا يُسيطر على اللقاء في وسط الملعب لكن دون فعالية كبيرة حتى بدأت المحاولات الهجومية الخطيرة بعد الدقيقة 20 وكانت الأبرز كرة ثابتة واشتباه في اعاقة لمدافع السامبا "لوسيو" لكن الحكم أشار لتواصل اللعب دون احتساب شيء.
الترجمة المطلوبة للسيطرة البرازيلية لم تتأخر كثيرًا حيث شهدت الدقيقة 35 الهدف الأول حين تعامل المدافع جوان جيدًا مع التمريرة العرضية الناتجة عن ركلة ركنية باطلاق الكرة رأسية قوية في مرمى الحارس برافو الذي لم يكن يمتلك أي فرصة للتصدي لها، وليُعلن المنتخب البرازيلي عن تقدمه بالهدف الأول
3 دقائق فقط هي ما احتاجها أبناء دونجا ليؤكدون تفوقهم ويُسجلون الهدف الثاني بعد هجمة ممتازة انتهت بتمريرة رائعة من كاكا الى فابيانو الذي راوغ الحارس وأرسل الكرة للمرمى الخالي معلنًا تقدم فريقه بالهدف الثاني واقترابه من دور الـ8.
الدقائق التالية شهدت بعض المحاولات من الجانب البرازيلي وسط استمرار للغياب التشيلي على أرض الملعب فيما يبدو كأنه تأثير صدمة الهدفين السريعين لينتهي الشوط الأول بتلك النتيجة.
الشوط الثاني بدأ باندفاع للأمامي من جانب نجوم التشيلي خاصة مع التغييرات الهجومية للمدرب بيلسا، وفي المقابل تمركز نجوم البرازيل جيدًا في وسط ملعبهم والجزء الدفاعي منه واعتمدوا على الهجمات المرتدة السريعة في الحالة الهجومية خاصة عبر انطلاقات الثنائي كاكا وروبينهو ودعم راميريس ودانييلي ألفيس وتحركات فابيانو داخل منطقة الجزاء، أما الهجوم التشيلي فقد اعتمد على تحركات سانشيز في الجانب الأيمن وفالديفيا في العمق تواجد سوازو داخل المنطقة.
الفريقان حاولا كثيرًا صناعة الهجمات لكن لم ينجح أي منهما في الوصول لمرمى المنافس بالخطورة اللازمة حتى نجح روبينهو في الدقيقة 59 حين سجل الهدف الثالث للبرازيل بعد لمسة رائعة استغل بها المجهود الفردي الممتاز من زميله راميريس وهو الهدف الذي حسم الأمور بالكامل لصالح أبناء دونجا.
رغم التأخر بالثلاثية إلا أن المنتخب التشيلي حاول كثيرًا الوصول لمرمى جوليو سيزار وقد صنع بعض الهجمات الخطيرة بالفعل خاصة عبر سوازو وفالديفيا إلا أن تألق حارس مرمى الإنتر حافظ على مرماه خاليًا، وفي المقابل لعبت الفردية دورًا مهمًا في توقف رصيد البرازيل من الأهداف عند الرقم 3 رغم بعض الفرص الخطيرة التي لاحت له.
لا نقول في النهاية إلا أن البرازيل استحقت التأهل للدور القادم وتشيلي وخاصة المدرب بيلسا استحق الإشادة الكبيرة بعد أدائه المميز خلال أكثر فترات المباراة وتهديده المرمى البرازيلي جيدًا، ويُمكن الجزم بأن اللا روخا كان سيمر للدور التالي لو قابل منتخبًا أقل قوة وتنظيمًا من نظيره البرازيلي.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/