تأبط الشاب ذراع الجد وأخذه للتنزه في الحديقة،
سار بجوار جده في فترة من الصمت قبل أن يواجهه بهذه الأسئلة:
لماذا
لا يعلم الانسان ما سيحدث في مستقبله ؟
لما لا نعرف ما تدخره لنا الحياة من أفراح وأتراح؟
ولما لا يكون
لي كامل الحرية في تسيير حياتي بالشكل الذي أراه مناسبا دون أن يتحكم في
القدر؟
ويكون مصيرى غيب مجهول؟
نظر الجد لحفيده وارتسمت على
وجهه ابتسامة لم يفهمها الشاب الحائر، ترك ذراع الشاب ومشي بضعة خطوات
متأنية ليعود ببرعم وردة أعطاه لحفيده وطلب منه أن يفتح أوراقه دون أن
يمزقها
نظر الشاب نظرة تعجب ولسان حاله يقول ما دخل هذه الوردة فيما سألتك عنه
يا جدى ... ألا يأخذنا الكبار علي محمل الجد أبدا؟؟
حرك الجد رأسه
بإيماءة حانية أن افعلها من أجل جدك الكهل
حاول الشاب رغم امتعاضه
وتمزقت اول ورقة
حسنا سأكون أكثر حرصا ... و تتمزق الورقة الثانية ... والثالثة ....
تتمزق الوردة وينظر الشاب لجده بمزيد من الحيرة.
وهنا يقول له الشيخ
الكبير: إن كنت قد عجزت عن تفتيح اوراق هذا البرعم الصغير، فكيف تريد أن
تقوم بتفتيح أسرار مستقبلك و تسبر أغوار الغيب المجهول دون أن تلحق بنفسك
الضرر .. كما تضررت هذه الوردة من أصابعك رغم محاولاتك الحثيثة في الحفاظ
عليها؟؟؟
اترك حياتك و مستقبلك بين يدي الله لتتفتح بلطفه و رحمته..كما تتفتح
هذه البراعم رويدا رويدا لتصير ورودا جميلة..