فرنسا : فتح تحاور حركة التضامن
اختتمت
حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ـ إقليم فرنسا ـ ورشة العمل في العاصمة
الفرنسية باريس حول واقع حركة التضامن الفرنسية مع فلسطين والتي استمرت
على مدار يوم كامل ، والتي شارك بها الدكتور نبيل
شعت، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومفوض العلاقات الدولية، يرافقه وفد
رفيع من مفوضية العلاقات الدولية للحركة قدم من رام الله وبلجيكا ، كما
شارك بها رؤساء الجمعيات التضامنية، عدد من أعضائها ، لفيف من الإعلاميين
الفرنسيين والفلسطينيين ، أعضاء الاتحاد العام لطلبة فلسطين وعدد من كوادر
حركة فتح على الساحة الفرنسية .
عمر ابوسمور ، أمين سر إقليم فرنسا لحركة فتح أكد في كلمته الافتتاحية أن هذه الورشة تنسجم مع الخط الذي أرساه رواد العمل النضالي الفلسطيني
في فرنسا الشهداء محمود الهمشري وعزالين القلق بتوطيد العلاقات مع حركة
التضامن الفرنسية بوصفها الجبهة الرئيسية المساندة للثورة الفلسطينية في
أوروبا مضيفا أن هدفها هو خلق
حوار صريح ومباشر يجيب على الأسئلة المطروحة حول تطورات القضية
الفلسطينية، وتوجهات الحركة والخط السياسي الذي تبنته خاصة بعد مؤتمرها
السادس،والاستماع إلى الانتقادات والتعليقات والاقتراحات من قبل حركة
التضامن ، بالإضافة لتحدد محاور العمل المشترك بين حركة فتح وحركة التضامن
الفرنسية .
في
الجلسة الأولى المخصصة لواقع حركة فتح غداة مؤتمرها السادس ، نقل الدكتور
نبيل شعت في بداية مداخلته تحيات اللجنة المركزية لفتح لهذه الورشة
وتقديرها العالي لمجمل حركة التضامن العالمية وفي طليعيتها الجمعيات
الفرنسية ، كأحد الدعائم الإستراتيجية الأربعة التي اعتمدها حركة فتح غداة
مؤتمرها السادس ، منتقلا إلى توطئة تاريخية للمحطات الرئيسية لتاريخ
القضية الفلسطينية على مدار قرن والتي أنتجت الظروف الموضعية لولادة حركة
فتح والتي اعتمدت منذ انطلاقاتها الأولى للكفاح المسلح كوسيلة رئيسية في
نضالها الثوري ضمن استراتجيه الحرب الشعبية طويلة الأمد .
وقدم
شعت عرضا تحليليا لمسار الثورة الفلسطينية بشكل عام وحركة فتح بشكل خاص من
محطات تاريخية من النضال الفلسطيني في المحيط العربي وصولا إلى إنشاء أول
سلطة وطنية فلسطينية على جزء من الأرض الفلسطينية وما
افرزه ذلك من وقائع جديدة في مجمل المشهد الفلسطيني أثرت بشكل رئيسي على
طبيعة حركة فتح ومهامها الجديدة داخل الوطن ، وتوقف مطولا أمام معضلة فتح
/حركة تحرر وطني أم حزب حاكم، شارحا إستراتجية فتح في
برنامجها السياسي وبرنامج البناء الوطني ، والتي حاولت أن تعطي الإجابة
للشعب الفلسطيني وللأمة العربية وأصدقاء فلسطين بان فتح تبقى حركة تحرير
وطني وفية لتاريخها ، لشعارها العاصفة ولشهدائها ولأهدافها ولا
تتنازل عن هذا التاريخ المجيد ، ولكنها بنفس الوقت حزب سياسي يسعى لبناء
مؤسسات الدولة الفلسطينية القادمة وبناء المجتمع الفلسطيني على قواعد تحترم الحقوق والمواثيق الإنسانية والمجتمعية الدولية .
وفي
حوار صريح معمق مع الحضور تناول عضو مركزية فتح المشهد السياسي الفلسطيني
الحالي وتعقيداته من جهة استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل والبدائل
المطروحة ومن جهة الانقسام الفلسطيني الداخلي مؤكدا على الثوابت الوطنية
الفلسطينية وعلى ضرورة وضع حد للمزق الفلسطيني وإرساء شراكة سياسية بين قطبي الحركة الفلسطينية من فتح وحماس .
الجلسة
الثانية تناولت واقع حركة التضامن مع الشعب تمثلت في أربع مداخلات لرؤساء
ابرز الجمعيات التضامنية وقد أدار الجلسة المؤرخ والصحفي دومينيك فيدال والذي قدم توطئة لتطور وتوسع حركة التضامن في ظل معطيات فلسطينية جديدة
المداخلة
الأولى كانت لبرنار رافنيل رئيس تجمع المؤسسات من اجل فلسطين حيث استعرض
بداية إنشاء التجمع غداة اتفاقيات اوسلو عام 1993 والذي يضم قرابة 48 مؤسسة فرنسية مجتمعية من الحركات الاجتماعية ، النقابية ، والمعادية للعنصرية بالإضافة لجمعيات
حقوق الإنسان وجمعيات خيرية وأحزاب سياسية تلتقي جميعها حول فلسطين ، حيث
يقوم بعمل تنموي تجاه الأراضي الفلسطينية في مجالات متعددة بالإضافة
لحملات سياسية ضد الجدار والاستيطان من القدس وغيرها من القضايا عبر عرض
الأفلام الوثائقية ، كما يعمل التجمع على استجواب المرشحين الفرنسيين
للانتخابات بكافة انواعها حول موقفهم من القضية الفلسطينية
المداخلة الثانية كانت لجان كلود لفور رئيس جمعية التضامن الفرنسية الفلسطينية والذي شرح بان الجمعية قد تأسست في
مطلع التسعينات كاتحاد بين أهم جمعيتين مؤيدتان لفلسطين في فرنسا في
السنوات الماضية , وركز على نشاطها المتعدد في مختلف المدن الفرنسية
ولنشراتها الاليكترونية وللحملات الإعلامية التي تقوم بها بشكل الدائم
المداخلة الثالثة كانت لنهاله شهال منسقة الحملة المدنية لحماية للشعب الفلسطيني والتي أعطت نبذة عن الحملة التي تأسست
مع بداية الانتفاضة الثانية واشتداد القمع الإسرائيلي وغياب الحماية للشعب
الفلسطيني عبر إرسال وفود مختلفة من شرائح من المجتمع الفرنسي لتعيش عن قرب واقع الشعب الفلسطيني وخاصة في مواقع القمع من هدم بيوت ، حواجز
.... وقد تم إرسال ما يزيد عن 170 بعثة بإعداد مختلفة لاقت في مجملها نجاح إعلامي وصدى شعبي واسع وهذه الجمعية
المداخلة
الخيرة في هذه الجلسة كانت لعمر سومي رئيس جمعية جيل فلسطين حيث استعرض
خصوصية الجمعية بأنها مزيج من الشباب الفرنسي والعربي المغاربي الملتزم
بفلسطين ، وهذه المجموعة منتشرة بشكل واسع بين الشباب والطلاب في الجامعات
ونظمت العديد من الزيارات الناجحة لفلسطين ولها حضور واسع مع الاتحاد
العام لطلبة فلسطين في المظاهرات .
وقد
دار نقاش معمق وصريح حول العلاقة بين حركة التضامن ومجمل العمل السياسي
الفلسطيني وتفاعل حركة التضامن بإشكال مختلقة مع تفاعلات الوضع الفلسطيني
الداخلي وحول أهمية توافر المعلومات بشكل دائم من الطرف الفلسطيني وأهمية
التفاف حركة التضامن على دعم القضية الفلسطينية بعناوينها العريضة الموحدة
لكل الشعب الفلسطيني
الجلسة
الثالثة تناولت كيفية تأثير المتضامنين مع فلسطين بوسائل الإعلام الفرنسية
بوصفها مشكل رئيسي للرأي العام وقد ادارتها المؤرخة الفلسطينية ساندرين
منصور حيث قدمت توطئة عن تأثير الدول الكبرى في الإعلام ومحاولة حرف مساره
باتجاه عملية الاتصال وهو مصطلح يغطي الوظيفة الحقيقية المراد لها وهي
الدعاية
تحدثت في الجلسة الصحفية الفرنسية فرانسواز جيرمان روبان من صحيفة لومانيتية عن تطور وسائل الإعلام وإشكال التأثير الجديدة المباشرة والتي أصبحت متاحة بفضل التقنيات الحديثة لعدد واسع من الجمهور وأشارت إلى أن الفلسطينيون كانوا يجيدون وقت الانتفاضة الأولى وعبر اللجان التي شكلوها إيصال المعلومات عن الواقع
الفلسطيني أكثر من الآن في وفت لديهم مؤسسات سلطة
المداخلة الثانية كانت للصحفي الفرنسي لدينيس سيفيررئيس تحرير مجلة بوليتيس والذي
تحدث عن قوة اللوبي المؤيد لإسرائيل في الإعلام الفرنسي والأوروبي وأشار
إلى الجاهزية العالية للطرف الإسرائيلي بتسويق الرواية الإسرائيلية
الكاذبة في الوقت الذي لا يستطيع فيه الجانب الفلسطيني تقديم الحقيقة بشكل
مهني وفي الوقت المناسب وطالب بأهمية متحدثين فلسطينيين للإعلام
الفرنسي يفهمون الواقع الفرنسي ويدركون قواعد اللعبة الإعلامية لإيصال الرسالة الفلسطينية بشكل واضح
فتحت
هاتين المداخلتين الباب أمام نقاش معمق طرحت فيه تجارب ناجحة في مجال
الإعلام وفي اقتراح لإنشاء وسائل إعلامية حديثة لإيصال الرسالة
الفلسطينية.
الجلسة الأخيرة تناولت
أفاق العمل المشترك والتحركات القائمة حاليا من اجل فلسطين على الساحة
الفرنسية وقد أدارها حسان البلعاوي حيث قدم ابراهيم سنوسي عن مبادرة محكمة
روسيل للرأي العام لمحاكمة قادة اسرائيلين لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبوها ضد الشعب الفلسطيني وخاصة في حرب غزة الأخيرة، المخرج سمير عبدالله تحدث عن الجهد
السينمائي لفلسطين عبر افلام متعددة اتجت ويتم انتاجها وطالب المؤسسة الفلسطينية بدعم هذا الجهد والترويج له
مفوض
فتح للعلاقات الدولية اختتم الجلسة بتاكيده عزم حركة فتح تكثيف التعاون
والتفاعل مع حركة التضامن كونها جبهة أساسية في دعم النضال الفلسطيني نحو
الحرية والاستقلال .
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/