سؤال
عالماشي
ثعلبية
نتنياهو، والمستوطنون الصواعق
موفق مطر
هل وزع نتنياهو الأدوار ليتفادى حنق وغضب إدارة
أوباما الشخصي عليه، أم أنه ينتقم من المستوطنين لأنهم وضعوه في مواقف "
بايخة " أمام سيد البيت الأبيض الأسمر ؟! فالعرافون وليس المنجمون يقولون :
أنها " الثعلبية " التي ميزت حياة نتنياهو السياسة، فلن يكون نتنياهو هو
نتنياهو إن لم يراوغ، فالرجل خبير بالهجوم والانسحاب والتمركز
والتمويه فهذه "شغلته" السياسية كضابط وحدة خاصة في جيش تخرج من
ميادين حروبه معظم رؤساء حكومات إسرائيل.
فهو
يملك أنياباً تلزمه لحظة الانقضاض على خصومه، مثلما يملك حاسة شم تمكنه من العودة
من حيث أتى بأقل الأضرار، لكنه في النهاية لا يملك قلب " الملك الأسد ".
يرأس
نتنياهو حكومة تضم "عتاولة"
اليمين بإسرائيل، فهؤلاء لا يفكرون ولا يعملون إلا على فرض هدير الجرافات
ورفع الكتل الأسمنتية بالمستوطنات في القدس الشرقية المحتلة والضفة الفلسطينية،
يفعلون هذا وهم يعلمون أن أفعالهم تستدرج طوفان عنف في المنطقة قد لا ينج منه أحد.
لا
يهمنا الأناشيد والشعارات الدينية التي يبررون بها اعتداءاتهم على أراض وبيوت
الفلسطينيين، فالثابت أن هذه الإدعاءات مدحوضة وغير قابلة للنقاش في عالم بات فيه
عقل الإنسان وضميره حكماً ومصدراً للتشريع. فإن كان المستوطنون القادمون من قلب
مهد الحضارة المعاصرة من أوروبا لا يعملون
عقولهم في حل قضايا الصراع فهذه مصيبة،
أما إذا كانوا كذلك ولا تردعهم حكومتهم فالمصيبة أعظم تتحمل مسئوليتها حكومات
إسرائيل وآخرها الحالية برئاسة نتنياهو !.ففي سنة واحدة من عمر هذه الحكومة تجاوزت
اعتداءات المستوطنين المحروسين بقوات من جيش الاحتلال المألوف، حيث اتجهوا لتدفيع
المواطنين الفلسطينين ثمن تراجع حكومتهم
عن وعودها الانتخابية، فهم يعتدون أملاك المواطنين الفلسطينيين ويحرقون المساجد، ويقتلعون الأشجار المثمرة،
ويقطعون الطرقات، ويدهسون المارة، ويعطلون أنساق الحياة الطبيعية للمواطنين إلى جانب انتهاك الاحتلال لحقهم في الحرية والاستقلال
في الحياة.
أفلتت
حكومة نتنياهو ليبرمان العنان للمستوطنين، ظناً منها أنها ستفلت من انتقادات
المجتمع الدولي والإدارة الأميركية بالذات، خاصة إذا ما فاضت على الجميع بالمهدئات
متل الوعود لضبط الأمن وسلوك المستوطنين .
لا يقل
ارهاب المستوطنين خطورة عن الاحتلال، فنارهم التي يشعلونها بكل الاتجاهات لن
تحرقنا وحدنا نحن الفلسطينيين وحسب بل ستأتي على مقومات المجتمع في دولة اسرائيل.
فالسلام هو مصلحة للإسرائيليين كما هو
مصلحة للفلسطينيين، ونعتقد أن الرد يجب أن يكون من داخل المجتمع الإسرائيلي أولاً،
وما دعوة عمدة تل أبيب لانتفاضة على المتطرفين المتدينين إلا احدى علامات الخطر
التي يستشعرها المجتمع الإسرائيلي المنحاز للعقلانية، المكافح ضد التطرف الديني .
على
محبي السلام بإسرائيل توسيع خانتهم وإلا فإن المستوطنين المتطرفين لن يتركوا لهم
أية مساحة، هذا إذا لم ينفذوا تهديداتهم التي بلغت حد الإعلان عن الاستعداد لسفك
الدماء إذا لم تتراجع حكومتهم عن ايقاف الاستيطان، فأيهود باراك قد وصلته رسالة
جماعة :" يوسف مازال حيا ".. لكن ليس من الواضح برسالة التهديد من الذي
سيدفع الثمن دما !! الفلسطينيينون أم
الإسرائيليون ؟!
تفجير
محادثات التقارب ( غير المباشرة ) ستكون على أيدي المستوطنين هذه المرة بعد أن
فعلها وزير الداخلية الإسرائيلي ايلي يشاي في آذار الماضي، لكن الحكومة
الإسرائيلية مسئولة مباشرة أمام المجتمع الدولي عن تصرفات وأعمال المستوطنين
العدائية الاستفزازية، وإن لم تفعل ما
يكفي لردعهم، فهي تنقض تعهداتها التي قدمتها للإدارة الأميركية، فإذا كانوا
يعتبرونها مجرد مشاغبات فهذا فيه ما يكفي من انتقاص واستصغار للمجتمع الدولي، لأن
الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي قد أخذ علماً من القيادة الفلسطينية أن أعمالاً
كهذه ستكون أعمالاً عدائية ضد الشعب الفلسطيني، اعتماداً على المفهوم الفلسطيني
لمعنى الاستفزازات التي وافقت عليه إدارة أوباما التي بات واجباً عليها الآن اثبات
قدرتها على تنفيذ رؤاها لحل الدولتين في المنطقة
وحرصها على حفظ مصالحها بالمنطقة.
على
ميتشل أن يكون حذراً وهو يتنقل بين الطرفين، فهو ليس " ساعي البريد " هو
المفاوض الأساس الذي يتحدث معه الطرف الفلسطيني وعليه أن يعلم أين يزرع المستوطنون
الصواعق ألغامهم، وأن يتنبأ بمواعيد تفجيرها، لكن عليه أن يعلم أولاً أن ريموت
التحكم بالتفجير بيد نتنياهو وعلى إدارته انتزاع المفجر من يديه قبل فوات الآوان .
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/