كلمة الأخ القائد مروان البرغوثي من زنزانته للمؤتمر الثامن في برلين قامت بتلاوتها
الأخت المناضلة فدوى البرغوثي حرم الأخ القائد أبو القسام
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوات والإخوة أعضاء مؤتمرفلسطينيي أوروبا الثامن المنعقد في برلين ألمانيا،،
الأخوات والإخوة الحضور الضيوف،،
أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم،،
أبناء امتنا العربية والإسلامية،،
يشرفني
ويسعدني أن أخطابكم اليوم من زنزانتي الصغيرة المظلمة ومن وسط آلاف الأسرى
والمعتقلين وأن أتوجه لكم بأسمى آيات التقدير والاحترام وأن أحييكم في
اليوم المشهود في تاريخ شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات، وأشد على
أياديكم وأتوجه من خلالكم بتحية الإجلال والإكبار لشعبنا العظيم الصامد
المرابط والمقاوم في الوطن وفي المنافي وفي الشتات وبتحية العز والفخار
لشهداء شعبنا وأمتنا الأكرم منا جميعا يتقدمهم الشهيد الرئيس القائد ياسر
عرفات والشيخ الجليل الأمام أحمد ياسين والقائد الكبير أبو علي مصطفى
والقائد د. فتحي الشقاقي ونعاهد شهداء شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية على مواصلة طريقهم لتحقيق الأهداف النبيلة والمشروعة التي ناضلوا واستشهدوا من أجلها.
الأخوات والإخوة ،
ينعقد
مؤتمركم هذا تعبيراً عن حالة الاستنهاض التي يشهدها شعبنا في كل مكان
وخاصة الجاليات الفلسطينية في أوروبا وأمريكا وفي العالم بأسره، وتعبيراً
عن أصالة هذا الشعب وعن تمسك أجياله الجديدة بحق العودة المقدس الذي يشكل
جوهر قضيتنا الفلسطينية، وهذا الحق غير قابل للمساومة مهما
طال الزمن، وإن من شاهد مسيرات أبناء شعبنا في الجليل والمثلث والنقب
يعقدون الكوفية الفلسطينية ويرفعون علم فلسطين يدرك مدى عمق وتجذر حق
العودة في وجدان وقلوب وعقول الفلسطينيين جميعاً.
الأخوات والإخوة ،
ينعقد
مؤتمركم هذا العام في ظل استمرار العدوان الصهيوني على شعبنا ومقدساته
الإسلامية والمسيحية وفي ظل استمرار سياسة التهويد لمدينة القدس المحتلة،
بل وزيادة وتيرة هدم البيوت وتوسيع الاستيطان ومصادرة الأراضي والبيوت
وزيادة الضرائب وتضييق الخناق على سكان المدينة، وكذلك في ظل مواصلة
الحصار الظالم على قطاع غزة الصامد وحرب التجويع التي يتعرض لها القطاع
الحبيب، وفي ظل استمرار انتشار مئات الحواجز العسكرية في الضفة الغربية
المحتلة ومواصلة بناء جدار الفصل العنصري واستمرار حملات الاعتقال اليومية
إضافة إلى استمرار اعتقال آلاف الأسرى الذين يعانون من كل أشكال التعذيب
والتنكيل والقهر من قبل العدو الصهيوني.
الأخوات والإخوة،
إن
ما تشهده الساحة الفلسطينية من انقسام منذ عدة سنوات يلقي بظلاله الثقيلة
على صمود شعبنا ومقاومته ونضاله ومكتسباته ويلحق ضرراً بالغاَ بالمصالح
الوطنية العليا لشعبنا، وإن استمرار هذا الانقسام لا يخدم سوى أعداء
شعبنا، ولذلك فإننا ننتظر من مؤتمركم صرخة مدوية بالدعوة إلى المصالحة
الوطنية ووحدة الصف وإنهاء الانقسام، ونذكركم أننا قادة الفصائل في السجون
الصهيونية نجحنا في التاسع من أيار 2006 في إصدار وثيقة الأسرى للوفاق
الوطني التي عبدت الطريق لاتفاق مكة ولإقامة أول حكومة وحدة وطنية في
تاريخ شعبنا. إننا ومن خلالكم نتوجه بالنداء إلى شعبنا العظيم في الوطن
والشتات والمنافي لرفع صوته رفضاً للانقسام والدعوة للمصالحة الوطنية على
قاعدة اعتبار وثيقة الأسرى للوفاق الوطني الجامع التي تحفظ الحقوق الوطنية
الثابتة وتحافظ على حق شعبنا في مقاومة الاحتلال هذا الحق الذي لا يمكن
المساومة عليه والتنازل عنه، وفي بناء وتطوير م.ت.ف من جديد بمشاركة كافة
الفصائل على أساس انتخاب مجلس وطني جديد في الوطن والشتات وإقامة حكومة
وحدة وطنية وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومحلية جديدة، وقد أكدنا
مراراً ونكرر ذلك أمامكم ونقول أن الوحدة الوطنية هي قانون الانتصار
للشعوب المقهورة ولحركات التحرر الوطني، وهي كما الماء والهواء في الحالة
الفلسطينية، كما يهمنا أن نؤكد أن الأولوية الأولى لشعبنا هي الخلاص
والتحرر من الاحتلال الذي يشكل إنهاءه ورحيله عن أرضنا وإقامة الدولة
الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف وممارسة
اللاجئين الفلسطينيين حقهم في العودة لديارهم طبقاً للقرار 194 وتحرير
جميع الأسرى والمعتقلين شرطاً لنجاح أي جهد دولي وإن أية مشاريع أو حلول
أو خطط لا تقود لإنجاز هذا الهدف مصيرها الفشل وإن الرهان على أن معاناة
شعبنا وعذاباته ستقوده لتقديم تنازلات هو رهان خاسر لأن الشعوب تزداد
تمسكاً بحقوقها بسبب المعاناة والتضحيات وليس العكس.
الأخوات والإخوة
مرة
أخرى نشد على أياديكم ونحييكم ونعاهدكم على مواصلة النضال والمقاومة حتى
الحرية والعودة والاستقلال وأقول لكم أن شعبنا لم يكن في أي وقت أقرب من
اليوم من تحقيق وانجاز حقوقه الوطنية بفضل صموده ومقاومته وتضحياته
وإرادته وإيمانه اللامحدود في حقه في ارض الآباء والأجداد وسيحتفل شعبنا
في شوارع القدس وأزقتها وفي ساحات المسجد الأقصى وكنيسة القيامة بحريته
وبعودته واستقلاله قريباً إن شاء الله.
أتمنى لمؤتمركم النجاح والتوفيق.
عاشت فلسطين .... عاشت منظمة التحرير الفلسطينية
طوبى لشهدائنا العظام... والحرية لأسرانا البواسل
أخوكم
مروان البرغوثي
سجن هداريم / زنزانة رقم (28)
4/5/2010
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/