حسنا فعل الأخ أبو مازن حين صرح
بأن ما أقترفه المستوطنون من حرق مسجد اللبن وتدمير مسجد الدهنية يهدف الى
تعطيل أستئناف المفاوضات.. وهذا يجعله في موقع غير المستعجل ولا المتلهف
رغم قناعته بأهمية المفاوضات السياسية, بل ونلاحظ أن مسؤولين سياسيين
وعسكريين أسرائيليين يدقون طبول الحرب في تصريحاتهم , ويتوعدون أنزال
ضربات مدمرة سواء لقطاع غزة أو للبنان أو لسورية .. ورغم أنه في هذا
المناخ وصل ميتشل للمنطقة للقيام بمهمته ويمهد لأستئناف محادثات التقارب ,
الا أن التهديدات لم تتوقف من الجانب الأسرائيلي وملغومة بخطة بناء عشرات
الآلاف من الوحدات الأستيطانية في القدس الشرقية
من
المهم أن يتفطن الجانب الفلسطيني وعلى رأسه اللجنة التنفيذية لم.ت.ف. أنه
ليس من الحكمة أتخاذ قرار بأستئناف المفاوضات غير المباشرة في أجتماع
اللجنة المتوقع عند قدوم الرئيس الى مقره في رام الله وأنتظار ما ستسفر
عنه مقبل الأيام على الرغم من التوصية والتوجه العربي في لجنة المتابعة
بدعم توجه ونوايا الرئيس أوباما في العودة للمفاوضات بوساطة الولايات
المتحدة الأميركية
أن الحكومة الأسرائيلية على
أستعداد أن تعلن موافقتها على المفاوضات - وقد أعلنتها - لكسب ود العالم
الحريص على قيام المفاوضات, وأن توافق م.ت.ف. على هذه المفاوضات , وأثناء
التفاوض في أيامه الأولى تقوم أسرائيل بأفتعال مبررات تؤدي بها الى شن حرب
عسكرية على غزة أو على سورية أو على لبنان أو على هؤلاء جميعا فماذا يكون
موقف القيادة الفلسطينية حينئذ.. صحيح أنها ستوقف عملية التفاوض ولكنها
ستتهم من أطراف فلسطينية وعربية وأقليمية بأنها عملت على تغطية هذه الحرب
وشاركت في الخدعة الأسرائيلية.. ويجب أن لا ننسى في هذا المقام أن الغارة
الأسرائيلية
على المفاعل النووي العراقي " المزعوم " في السبعينيات من القرن الماضي
كانت بعد زيارة رئيس حكومة أسرائيل الى مصر.. كما أن العدوان الأسرائيلي
على القطاع قبل عام ونصف حصل بعد زيارة ليفني للقاهرة والكل يعرف التهم
والسهام التي تم رميها على حكومة مصر.. وأذا كانت مصر قادرة أن تصد وتتحمل
فأن المنظمة والسلطة لا تملكان هذه القدرة الأمر الذي يمكن أن يسبب فلتان
جماهيري منظم وغير منظم وهيجان وفوضى تطال المؤسسات والأفراد مما يفرح
اسرائيل ويعود بالضرر الكبير والسمعة غير النظيفة على القيادة الفلسطينية
والمجتمع الفلسطيني بشكل عام
أنني أدعو الرئيس
واللجنة التنفيذية الى التروي في أتخاذ قرار المشاركة بالمفاوضات غير
المباشرة والقيام باتصالات جديدة عربية ودولية - حتى لو أخذت وقتا - بغرض
التأكد أن لا نية حقيقية لأسرائيل بشن عدوان على فلسطين أو على بلدان
عربية شقيقة.. أن الأطمئنان لهذا الأمر الجلل أهم من أستئناف المفاوضات
لأرضاء أوباما.. واذا كان أوباما جادا في عملية التفاوض بغرض التوصل الى
تسوية سياسية تؤدي الى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة فأن عليه أن يلزم
حكومة اسرائيل بالتوقف عن التهديدات ويمنعها من شن الحرب العدوانية حتى
يطمئن الجانب الفلسطيني ويقرر أستئناف مفاوضات التقارب
زكريا عبد الرحيم
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/