سكان بركة الشيخ رضوان : الموت يحاصرنا فهل من مغيث
بركة الشيخ رضوان تمثل في هذه الأيام هاجسا
للسكان القاطنين حولها , خصوصا بحلول فصل الصيف القادم وانتشار البعوض موجهين
ندائهم للجميع بالتحرك وحل هذه المشكلة الخطيرة حيث تعتبر بركة الشيخ رضوان ، مجمع
مياه الأمطار ومياه الصرف الصحي القادمة من منطقة الزيتون والشجاعية مرورا بحي
التفاح ومنطقة الرمال والشيخ رضوان.
مراسل وكالة ميلاد في غزة " نصر أبو فول
" تجول في أنحاء مختلفة من البركة , وجلس مع المواطنين للحديث عما يدور بداخلهم حيث
يشتكون من هذه البعوض الخطيرة التي تمثل موتا بطيئا لهم ولأطفالهم , مطالبين بلدية
غزة إما بإزالة البركة بشكل نهائي أو تنظيفها من فترة لأخرى ، خصوصا أن أعداد حشرة
البعوض زادت عن العام الماضي.
فتحدث المواطن سالم أبو خوصة " أبو حامد " لـ
" ميلاد " بلغة ممتعضة من تقاعس البلدية عن حل هذه المشكلة وعدم الرد عليهم مؤكدا
أن تتحمل الجزء الأكبر عن هذه المصيبة لأنها المسؤولية الأولى والأخيرة عن بركة
الشيخ رضوان .
مضخات مسجلة لتحلية المياه
وأكد أبو خوصة أن "رائحة
السولار أفضل بكثير من لدغ البعوض لما تسببه من مرض يهددنا وعدم مقاومتها لعدم وجود
سولار لها ولايتم رش البركة بشكل يومي " , حيث أفاد أن " عشرة مضخات مقررة لبركة
الشيخ رضوان وفى البلدية مسجلة لأنها مصيدة لتحلية المياه وموجود في الخرائط في
الجهة الجنوبية لها " .
وردا علي ذلك نوه المهندس عبد الرحيم أبو القمبز
مدير عام إدارة الصحة والبيئة في بلدية غزة إلى أن المكافحة بالسولار من الوسائل
التي عفا عليها الزمن لأن هناك حلولا أفضل والمكافحة أصبحت
الكترونية.
البلدية تنفى
وكان أكد رئيس بلدية غزة رفيق مكي خلال جولة
للمجلس البلدي ورؤساء الإدارات المعنيين في بلدية غزة تفقدوا فيها البركة اطلعوا
فيها على بعض مشاكل المواطنين، وأجابوا على استفساراتهم في لقاء عقد في مسجد التقوى
بالحي أن لا علاقة لبركة الشيخ رضوان – تجمع تصريف الأمطار في المدينة – في مشكلة
البعوض، لافتاً إلى أن طواقم البلدية فحصت البركة ولم يظهر وجود ليرقات البعوض على
سطح البركة في ظل وجود الأسماك في البركة التي تهدف لمحاربة حشرة البعوض
بيولوجياً.
تغذية الخزان الجوفي
وشرح مكي سبب إبقاء البلدية على مياه
الأمطار في بركة الشيخ رضوان، حيث أشار إلى أن مشروع بركة الشيخ رضوان صمم في بداية
الثمانينات من القرن الماضي للاستفادة من مياه الأمطار لكن لم يتم الاستفادة منها،
لافتاً إلى أن البلدية بدأت مؤخراً من محاولة الاستفادة من مياه الأمطار بالإبقاء
عليها في البركة وترشيحها إلى الخزان الجوفي بعد أن كانت تضخ إلى البحر دون
الاستفادة منها.
وللتغلب على مشكلة البعوض أو الرائحة الكريهة التي يمكن أن
تنبعث من المياه الراكدة، أوضح مكي أن البلدية عملت على تربية أسماك تتغذى على
يرقات البعوض لمكافحه بيولوجياً. ووضعت مراوح خاصة في البركة؛ لتعمل على التحريك
المستمر للمياه، حتى لا تبقى راكدة فتتحول إلى بؤرة لتكاثر البعوض،
وذكر
إلى أن طواقم البلدية عملت على حفر بئر بالقرب من البركة لفحص المياه التي تترشح من
البركة وفحص المياه، ومدى تحليتها للمياه الجوفية، مبيناً أن البركة تعمل على ترشيح
ما يقارب 1500 متر مكعب يومياً للخزان الجوفي.
وذكر رئيس البلدية أن مياه
المدينة في معظمها باتت غير صالحة للشرب حسب المواصفات العالمية؛ للتناقص المتزايد
في الخزان الجوفي دون تعويض ذلك؛ " فبدأت البلدية تستدرك ذلك بإعادة ترشيح مياه
الأمطار إلى الخزان الجوفي، وفصل مصارف مياه الأمطار عن مصارف الصرف الصحي".
الوضع سئ جدا ولا يحتمل
والتقت " ميلاد " بالمواطن أحمد الأستاذ " أبو
طلعت " ذو السن الكبير الذي بدأ حديثه بقوة كلامه وصراخه حيث أكد أن الوضع سئ جدا
ولا يعفى أحدا من مسؤولياته حيث البعوض في بيوتهم تعيش معهم , وأشار لوجود بعض
أبناءه لوجود لدغات وقرصات على أجسامهم حيث رأى مراسل " ميلاد " هذه اللدغات على
أجسادهم .
وجدد الأستاذ مطالبته بحل جذري لمشكلة البعوض الذي يخرج من "
المياه الراكدة " الموجودة في البركة, مفيدا أن وضعه الصحي تأثر بعد هذه المشكلة
حيث يعانى من عدة ألام وأمراض.
إدارة الصحة والبيئة تطمئن المواطنين
أما
المهندس عبد الرحيم أبو القمبز مدير عام إدارة الصحة والبيئة في بلدية غزة فذكر لـ
" ميلاد " أن البلدية ركبت "جهازي" إدخال الأكسجين لتحريك المياه الراكدة لأن حشرة
البعوض لا تستطيع وضع بيضها في المياه المتحركة , وأوضح أن فريق الصحة الوقائية في
البلدية دائم التواجد لمعالجة أي توالد لحشرة البعوض داخل البركة أو الوسط المحيط
بها ولتوعية المواطنين حول الأمور الواجب اتخاذها للحماية من هذه
الحشرة.
بعيدين عنها وتصلهم البعوض
ويرى المواطن محمد الفرانى " أبو طه "
من سكان شارع الجلاء البعيدة تقريبا عن البركة أن البعوض تتواجد في يته اثر مشكلة
مياه بركة الشيخ رضوان .
وأفاد لـ " ميلاد " أن ابنه يعاني من قرصات ولدغات
هذه البعوض لما لها من أخطار صحية عليه .
خبير بيئي يحذر
من جانبه أكد
الخبير البيئي زكي زعرب على ضرورة أن تتخذ كافة الإجراءات الوقائية لتكون البركة
كما خصص لها بحيث تستخدم في الزراعة وتسهل مرور مياه الأمطار وداع المسئولين عنها
مراقبة التلوث وإزالته ، ووضع جهاز التهوية حتى لا يتجمع البعوض ".
الزراعة
ترفض وتعتبره معرض للتلوث
حيث أكد م. نزار الوحيدي نائب مدير عام التخطيط
والسياسات في وزارة الزراعة أن وزارته ترفض مشروع زراعة جوانب البركة بشجر الجوافة،
موضحاً أن محصول الجوافة عالي الاستهلاك للمياه والتي تقدر ب950 مترا
مكعبا.
وأشار الوحيدي لـ " ميلاد " إلى وجود مشروع استثماري آخر وهو
الاستزراع السمكي داخل البركة، مبيناً أن السمك معرض للتلوث بسبب البيئة الملوثة
التي يستزرع فيها , مفضلة الوزارة زراعة البركة بسمك القرموط لأنه قادر على العيش
في أعماق البرك بعكس سمك البلطي, ونوه الوحيدي إلى أن شجر الكينياء من الأشجار التي
لا تسكنها الحشرات والفطريات وتمتص المياه من الترب الغدقة وأخشابها جيدة على عكس
شجر الجوافة الذي يستقطب ذبابة الفاكهة..
وتخشى البلدية من "خلل ميكانيكي"
غير محسوب، وانهيار في البرك، يؤدي إلى قتل الناس والمواشي وتدمير الأرض والزراعة،
وإن كانت تعمل ما بوسعها لدرء هذه الأخطار.
أمراض خطيرة قد تصيب السكان مثل
( التيفود - والكوليرا - والوباء الكبدي) بحيث تكثر التصريحات ويبقى المواطن يعاني
ما بين رائحة المياه العادمة، وعدم مقدرته على إيجاد حل جذري، فيلتزم الصمت كاتماً
أنفاسه تحت ضغط تلك الرائحة، ويوجِّه قائمة بأسئلة لا تنتهي، على رأسها:"إلى متى
سيستمر الحال على ما هو عليه؟! بينما تبقى برك المياه العادمة متخفيةً تحت مسميات
يصفها المسئولون بأنها برك تجميع مياه الأمطار، بينما الواضح أنها "برك للمجاري
والصرف الصحي"، لتبقى شكاوى المواطنين مرفوعةً لأصحاب الأمر تنتظر
الإجابة.