مصر تؤكد علمها بدقائق الأمور في غزة وتكشف التفاصيل الكاملة لمقتل 4 أشخاص في أحد الأنفاق برفح
حصلت «الشرق الأوسط» على التفاصيل الكاملة لحادث
مقتل أربعة فلسطينيين منذ أربعة أيام في نفق حدودي يربط بين قطاع غزة
الفلسطيني ومدينة رفح المصرية حيث ذكرت حماس أن السلطات المصرية وضعت
غازات سامة لقتلهم.
وأكدت مصادر مصرية مطلعة تحدثت لـ«الشرق الأوسط» أن النفق الذي وقع به
الحادث يمتلكه مواطن فلسطيني ينتمي لحركة حماس ويدعى إبراهيم محمود
الشاعر.
وأوضحت المصادر أن عمق النفق يبلغ 18 مترا وطوله 850 مترا وتم حفره منذ
عامين لاستخدامه في تهريب مواد البناء ولكن النفق حدث به تصدع جزئي، مما
اضطر صاحبه للدفع بعشرة عمال لترميمه ولكن النفق انهار عليهم مساء
الأربعاء الماضي الموافق 28 أبريل (نيسان) أثناء عملية الترميم وأسفر
الحادث عن مقتل أربعة وإصابة ستة عمال.
وقد رفض مالك النفق تحمل أي مسؤولية عن وفاتهم وتهرب من دفع التعويض
لذويهم، ثم أشاع أن مصر وضعت غازات سامة أدت إلى مقتل أربعة عمال، وبدورها
استغلت حماس الحادث وساعدت مالك النفق في نقل الضحايا إلى مستشفى يوسف
النجار وطلبوا من رئيس قسم الجراحة إصدار تقرير يفيد بأن الوفاة حدثت
نتيجة تأثير غاز سام لكنه رفض.
وتحت ضغط حركة حماس على إدارة المستشفى صدر تقرير يقترب من ادعاء حماس، نص
على الآتي: «ادعاء انفجار غاز داخل النفق أدى إلى الوفاة»، وبالتالي فإن
هذا التقرير يؤكد أن الوفاة ليست بسبب غاز سام وأنه «ادعاء»، وقد أبلغت
إدارة المستشفى النيابة لكن حركة حماس قامت بدفن الجثث عصر يوم 29 أبريل
في الحال ودون العرض على الطب الشرعي أو السماح للنيابة بإجراء التحقيقات،
فيما أبلغ الأطباء في مستشفى النجار الذين شاهدوا الجثث أنهم اشتموا رائحة
تِنَرْ وهى مواد تستخدم في البناء وهذه حقيقة ما حدث ولكن حركة حماس وظفت
على الفور هذا الحادث إعلاميا كمكيدة ضد مصر.
وأضافت المصادر: «لقد أعطت حماس الضوء الأخضر لسامي أبو زهري المعروف
بكرهه لمصر وهو ممنوع من دخولها وبالتالي أخذ قصة مختلقة وبدأ يسوقها
إعلاميا»، وأشارت المصادر إلى أنه على الأرجح أرادت بعض القيادات في حماس
مضايقة مصر من خلال هذه الواقعة عبر اختلاق رواية كاذبة ولكن الحقيقة
تختلف عن ذلك تماما وهي كما ذكرتها المصادر المطلعة.
وجزمت المصادر بأن «مصر تعلم دقائق الأمور في قطاع غزة ولا يمكن لأحد أن
يروج الأكاذيب ويلعب معها بهذا الشكل المفضوح والواضح للعيان. وتقول
المصادر إن حماس خلقت من وراء الواقعة قصصا ساذجة في إطار الضغط على مصر
لما تريد ووفق أجندتها.
وبالتوازي مع اتهامات حماس لمصر تقدم نائب جماعة الإخوان المسلمين في
البرلمان الدكتور حمدي حسن بطلب إلى رئاسة البرلمان لإلقاء بيان عاجل حول
الواقعة موجه لكل من الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء المصري وأحمد أبو
الغيط وزير الخارجية.
وحمل حسن الحكومة المصرية مسؤولية مقتل الفلسطينيين الأربعة داخل النفق
الحدودي، معربا عن أسفه لأن تصل الأمور إلى هذا الحد مع الأشقاء
الفلسطينيين إلى حد «سفك دمائهم» الذي وصفه بالمتعمد، على حد تعبيره.
واتهم النائب في طلبه لرئيس البرلمان المصري الحكومة المصرية باتباع
سياسات عدائية تجاه جيرانها العرب بشكل غير مسبوق في الوقت الذي تتقارب
فيه مع إسرائيل وهو ما اعتبره النائب قلبا للموازين والبديهيات، على حد
ذكره.
واتهم النائب وزارة الخارجية المصرية بافتقاد الحكمة والعقل في تقدير
المصالح العليا للبلاد، كما وصف أداء الوزارة بالسيئ، وحذر حسن من أن
استمرار وزارة الخارجية المصرية في انتهاج هذه السياسات من شأنه أن يعرض
المصالح المصرية للخطر، على حد قوله.
واختتم النائب طلبه البرلماني بإلقاء بيانه العاجل بالمطالبة بفتح الحدود
وكسر الحصار على الفلسطينيين، واصفا ذلك بأنه السبيل الوحيد للقضاء على
الأنفاق الحدودية المشتركة بين مصر وقطاع غزة.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/