في سياق مواصلة التمكين الاقتصادي
للنساء
24 أسرة غزية تقهر قسوة ظروفها
الاجتماعية بالعمل في أول مطبخ نسوي في حي الشجاعية يحمل اسم "
سرود"
غزة – تقرير
"سرود " لم يأت الاسم جزافا
ولا عبثيا ولكنه يحمل معني وهو الغطاء أو الغلاف الأنيق المصنوع من سعف النجيل والمستخدم
بشكل واسع في دول الخليج العربي في تقديم الوجبات الشعبية الشهيرة ، ارتأت إدارة
جمعة زاخر لتنمية قدرات المرأة الفلسطينية أن تطلق على مطبخ زاخر النسوي ( سرود ) ،
وهو المطبخ النسوي الوحيد الموجود في حي
الشجاعية أكثر الأحياء اكتظاظا بالسكان ، يجمع بين الأكلات الشعبية ذات العلاقة
بالتراث والأصالة الفلسطينية ، وبين الأكلات الغربية ليلبي طلبات الجمهور بشرائحه وأمزجته
المختلفة بأسعار في متناول الجميع وبجودة عالية .
24 أسرة معيلة يستهدفها المطبخ الممول من صندوق المرأة العالمي ، من
ذوات الدخل المحدود ومن المعيلات لأسر من الأرامل والمطلقات ، ليساهم في تحسين أوضاعهن المعيشية ويوفر لأسرهن
حياة كريمة تقيهن من غول الفقر وسؤال الحاجة .
القدس تجولت داخل مطبخ زاخر النسوي
وسجلت أحاديث وقصص مختلفة حول تجارب النساء اللواتي يعملن داخل المطبخ في تحضير
وطهي ألذ وأطيب الأكلات الشعبية وسط جو أسري حميمي ، يتبادلن أطراف الحديث ويبثون
همومهن ومشاكلهن المختلفة ، ليكون المطبخ بمثابة ملتقى و داعم اقتصادي ونفسي
واجتماعي في آن واحد .
مديرة المصنع دولت مهنا قالت "
أن عملها في المطبخ ساهم بشكل كبير في تحسين وضع أسرتها المعيشي المكونة من 13
فردا ، وتلبية بعض احتياجاتهم الضرورية فضلا ، عن أنه ساهم في خروجها من أجواء
الكبت والخمول داخل البيت فتشعر بالسعادة والراحة حينما تأكل من عرق جبينها ومن
تعبها .
وتضيف مهنا أن العمل في المطبخ يمتد
على مدار ست ساعات يوميا وأكثر من ذلك في حالة زيادة نسبة الطلبات من قبل الجمهور
، معربة عن رضاها عن عمل المطبخ رغم أنه لم يتعد الشهر والنصف من عمره ، وأصبحت الآن
هناك طلبات عديدة من قبل المؤسسات والجمعيات والأفراد والمحلات .
أم هيثم وهى أرملة تعيل أسرة مكونة من
أربعة أفراد عبرت عن سعادتها البالغة للعمل في المطبخ والذي أخرجها من جو المرض
حيث تعاني من السكر والضغط وأن الفراغ كاد أن يقتلها ويزيد من مرضها ولكن العمل
ساهم في تحسين معنوياتها وتأكيد ذاتها ، عدا على أنه يعتبر بالنسبة لها ملتقى تفريغ نفسي للنساء اللواتي يعملن ، فنسمع
قصة هنا وقصة هناك وتجربة هنا وتجربة هناك فهو قاتل للفراغ .
وتتابع أم هيثم ويداها مشغولتين بلف
ورق العنب الشهي " أن العمل مجدي نفسيا واقتصاديا في آن واحد وأن المرأة تشعر
بالسعادة حين تنجز العديد من الأصناف داخل المطبخ ، وهو دور مرتبط بالمرأة
الفلسطينية التي تعتبر الطهي جزءا أساسي من حياتها حسب وجهة نظرها الشخصية .
ويحدو أم هيثم الأمل أن يتوسع المطبخ
ويساهم في توفير العديد من فرص العمل للنساء المعيلات وأن يصبح للمطبخ فروعا في كل
مكان مثل الجمعية .
الحاجة مدللة الكل يعرفها بنشاطها
ولياقتها العالية رغم أنها قاربت على العقد السابع من عمرها ، تجدها تعمل كسيارة
متنقلة فهي تهوى توصيل الطلبات للزبائن سواء داخل البيوت أو في المؤسسات ، تعشق
العمل بروح عالية وهمة خفيفة تجدها أكثر حيوية من شابات اليوم وفق قولها .
وتضيف الحاجة مدللة بعيون ملؤها
الحيوية والأمل " لا استطيع الجلوس بلا عمل فلقد اعتدت على ذلك منذ افتتاح
جمعية زاخر منذ عشر سنوات وإذا جلست أشعر بالتعب ، واعتدت أن أصلي الفجر وأبقى
مستيقظة و العمل في هذا السن نشاط وحيوية عدا على أنه يكفيني لقمة عيشي بدل من
سؤال الحاجة ، وأعيل نفسي ".
وراء كل انجاز وعمل عظيم أيادي خفية
تعمل في الميدان كالجندي المجهول إيمانا برسالتها تجاه مجتمعها المحيط بها ، هذه
هي نموذج للمرأة الفلسطينية المناضلة المعطاءة المتميزة والمبادرة إنعام حلس رئيسة
مجلس إدارة جمعية زاخر قالت للقدس أن فكرة المطبخ كانت حلما قديما ولكنه تحقق الآن
رغم الصعوبات التي واجهتنا ، موضحة أن المطبخ الخيري يهدف إلى دعم الأسر المعيلة
وتوفير فرص عمل لهن ولتحقيق ذواتهن ، لافتة أنه جرى تدريب طاقم العاملات في المطبخ
على أيدي أشهر المدربين في الفنادق من جميع محافظات القطاع حيث تلقت العاملات
تدريبات حول كيفية إعداد الأكلات الشعبية والغربية والسلطات والمعجنات
بأنواعها .
وأشارت أن هناك عدة معيقات تواجهنا في
عمل المطبخ وهو عدم توفر جميع مواد الخام
اللازمة لبعض الأكلات فضلا عن وجود نقص في الأجهزة موضحة أنه جرى إتباع معايير
الجودة العالمية في خطوط الإنتاج وفي تقديم الوجبات .
وتعرب عن أملها أن يخدم المطبخ جميع
الشرائح والفئات المجتمعية وأن يساهم في تعزيز وترسيخ هويتنا الفلسطينية عبر
الأكلات ذات الطابع الشعبي فضلا عن ترويج
وتسويق بعض الأكلات الشرق أوسطية التي تلقى القبول من الجمهور .
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/