أهلا وسهلا بك

في بيت شباب فلسطين الثقافي

نتائج توجيهي يوم الاحد...أسرة' بيت شباب فلسطين الثقافي تتمني لكافة الطلاب النجاح والتوفيق

البيت بيتك وفلسطين بيتك

وبشرفنا تسجيلك
أهلا وسهلا بك

في بيت شباب فلسطين الثقافي

نتائج توجيهي يوم الاحد...أسرة' بيت شباب فلسطين الثقافي تتمني لكافة الطلاب النجاح والتوفيق

البيت بيتك وفلسطين بيتك

وبشرفنا تسجيلك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بيت شباب فلسطين الثقافي ...يرحب بكم ...اهلا وسهلا
مكتبة الصور
قرية صفورية Empty
المواضيع الأخيرة
» نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير
قرية صفورية Icon_minitimeأمس في 12:38 من طرف رضا البطاوى

» الغرق فى القرآن
قرية صفورية Icon_minitimeالخميس 25 أبريل - 13:02 من طرف رضا البطاوى

» نظرات في مقال أمطار غريبة
قرية صفورية Icon_minitimeالأربعاء 24 أبريل - 12:04 من طرف رضا البطاوى

» نظرات فى بحث النسبية
قرية صفورية Icon_minitimeالثلاثاء 23 أبريل - 11:55 من طرف رضا البطاوى

» حديث عن المخدرات الرقمية
قرية صفورية Icon_minitimeالإثنين 22 أبريل - 12:02 من طرف رضا البطاوى

» قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد
قرية صفورية Icon_minitimeالأحد 21 أبريل - 12:13 من طرف رضا البطاوى

» نظرات فى كتاب علو الله على خلقه
قرية صفورية Icon_minitimeالسبت 20 أبريل - 11:57 من طرف رضا البطاوى

» قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة
قرية صفورية Icon_minitimeالجمعة 19 أبريل - 12:24 من طرف رضا البطاوى

» نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي
قرية صفورية Icon_minitimeالخميس 18 أبريل - 12:06 من طرف رضا البطاوى

تابعونا غلى تويتر
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
لبيد الحكمة ملخص غافر تفسير الأولى شهداء التوبة سورة الحرب والغباء كتاب اقوال الانتفاضة اخترع
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
sala7
قرية صفورية Vote_rcapقرية صفورية Voting_barقرية صفورية Vote_lcap 
رضا البطاوى
قرية صفورية Vote_rcapقرية صفورية Voting_barقرية صفورية Vote_lcap 
خرج ولم يعد
قرية صفورية Vote_rcapقرية صفورية Voting_barقرية صفورية Vote_lcap 
rose
قرية صفورية Vote_rcapقرية صفورية Voting_barقرية صفورية Vote_lcap 
أحلى عيون
قرية صفورية Vote_rcapقرية صفورية Voting_barقرية صفورية Vote_lcap 
البرنسيسة
قرية صفورية Vote_rcapقرية صفورية Voting_barقرية صفورية Vote_lcap 
Nousa
قرية صفورية Vote_rcapقرية صفورية Voting_barقرية صفورية Vote_lcap 
اميـــ في زمن غدارـــرة
قرية صفورية Vote_rcapقرية صفورية Voting_barقرية صفورية Vote_lcap 
ملكة الاحساس
قرية صفورية Vote_rcapقرية صفورية Voting_barقرية صفورية Vote_lcap 
لحن المطر
قرية صفورية Vote_rcapقرية صفورية Voting_barقرية صفورية Vote_lcap 
عدد الزوار

.: عدد زوار المنتدى :.


 

 قرية صفورية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
sala7
المدير
المدير
sala7


ذكر
الحمل
عدد الرسائل : 13062
العمل/الترفيه : معلم لغة عربية ، كتابة وقراءة
نقاط : 32769
الشهرة : 6
تاريخ التسجيل : 07/05/2008

بطاقة الشخصية
ألبوم الصور:
قرية صفورية Left_bar_bleue0/0قرية صفورية Empty_bar_bleue  (0/0)

قرية صفورية Empty
مُساهمةموضوع: قرية صفورية   قرية صفورية Icon_minitimeالإثنين 26 أبريل - 13:29

تعتبر صفورية إحدى قرى قضاء الناصرة، ومن أكبر قرى الجليل.
تبعد عن مدينة الناصرة 6 كم شمالا. وقد أنشئت على تل يبلغ ارتفاعه حوالي 110 م.
كان يقطنها في العام 1948 حوالي ستة آلاف نسمة،
كان في القرية العديد من الآبار والينابيع، وأبرزها "القسطل" المتواجد في مدخلها،
والذي كان يروي البساتين المحيطة به.




استبدل اسم صفورية كغيرها من القرى الفلسطينية المهجرة، باسم يهودي،
وأصبحت القرية الرئيسية تعرف بمستوطنة «تسيبوري»،
وقد تأسست عام 1949 على أنقاض البيوت المدمرة.
ولا زالت تعتمد القرية اليوم على الزراعة وتجارة المواشي والأعمال الحرة.
وأراضيها مقسمة إلى عدة مستوطنات إسرائيلية أخرى بالإضافة إلى «تسيبوري» أقيمت على أنقاضها.





تشدد الروايات الإسرائيلية المتعلقة باحتلال صفورية على شهرتها بمقاومة القوات الصهيونية.
وجاء أول ذكر لهجوم على صفورية في صحيفة (نيويورك تايمز)،
إذ أوردت بلاغاً أصدره سلاح الجو الإسرائيلي يزعم فيه
أن إصابات مباشرة سجلت في القرية يوم 30 أيار (مايو) 1948.
وقد احتلت بعد أسبوعين من ذلك التاريخ تمهيداً للهجوم على الناصرة،








يقول المؤرخ اليهودي بن موريس
(قاومت القرية تقدم الجيش الإسرائيلي مقاومة شديدة،
ولذلك سويت القرية بالأرض وطرد سكانها.
ويتابع (كانت تساند بقوة جنود القاوقجي (أي جيش الإنقاذ العربي)،
وكان لها تاريخ حافل بالسلوك المناوئ للييشوف ( 1936- 1939).





وعلى أرض صفورية أسست مستعمرة تسيبوري الزراعية
التي تبعد 3 كيلومترات إلى الجنوب الشرقي من موقع القرية،
كذلك تقع مستعمرة هسوليليم التي أسست في سنة 1949 أيضاً على أراضي القرية،
إلى الغرب من موقعها. وفي زمن أحدث عهداً أنشئت ثلاث مستعمرات على أراضي القرية:
ألون هغليل في سنة 1980، هوشعيا في سنة 1981، حنتون شمالي غربي موقع القرية في سنة 1984.
ولم تبق إلا بضعة منازل في موقع القرية، منها منزل عبد المجيد سليمان ومنزل علي موجودة،
أما باقي الموقع فتغطيه غابة صنوبر ولا تزال قلعة ظاهر العمر ماثلة على قمة التل،
وإن يكن بعض حيطانها قد تداعى، وهي محاطة بمواقع الجانب الشمالي من القرية،
ويستعمل دارا للأيتام الفلسطينيين.





ويعيش اليوم في فلسطين ما بين 16 ألفاً إلى 18 ألفاً نسمة أصولهم من صفورية،
غالبيتهم الساحقة تعيش في حي مجاور لقريتهم في مدينة الناصرة، ويحمل الحي اسمهم، "الصفافرة"،
ويقدر عدد الفلسطينيين من صفورية في الشتات بحوالي 40 ألف نسمة،
أي أن أهل صفورية يعدون اليوم أكثر من 58 ألف نسمة حسب التقديرات،
ويعيش معظم أهالي صفورية في الشتات في مخيمات اللاجئين في سورية ولبنان،
ومنهم من تشتت إلى دول عربية أخرى.


ليلة سقوط صفورية --- شهادة الحاجة رضية محمد كايد

الحاجة رضيّة محمد كايد (69 عاما)
التي تقطن في مخيم حماة للاجئين الفلسطينيين وسط سوريا،
تحيي ذكرى يوم النكبة كما لو أنها حدثت بالأمس،
لأنها تعتبرها جرحا غائرا ما زال يقطر دماً
ولن يتوقف حتى تعود إلى ديارها التي هُجِّرت منها.

تُحدِّثنا الحاجة رضية "أم وائل" عبر الهاتف من سوريا وتقول:
استيقظ صباح اليوم الذي يُحيي فيه شعبنا ذكرى النكبة أصلّي الفجر
وأجهِّز نفسي للذهاب إلى المقبرة حيث يرقد والديّ رحمهما الله
لأقرأ لهما الفاتحة وأجدِّد العهد لهما بأن لا أفرّط بالأمانة التي حمّلوني إياها قبل وفاتهما
وهي عبارة عن مفاتيح المنزل وصور عن ‘كواشين‘ البيت وكروم الزيتون
في قريتنا صفورية قضاء الناصرة التي هجّرنا منها
على أيدي العصابات الصهيونية سنة 1948.

وتقول: عندما تشردنا من بلدتنا صفورية كان عمري وقتها ثماني سنوات
ولكنني أذكر كل شيء كأن ما حصل كان بالأمس القريب،
وما لم أعايشه لحظتها حدّثني عنه والدي ووالدتي،
وأنا بدوري أحدِّث أبنائي وأحفادي عن ذلك،
وأزرع فيهم حب وطنهم وحقهم في العودة إليه مهما طال الزمن،
لأن حق العودة لا يسقط بالتقادم.

وتضيف "بعد آذان المغرب يوم الخامس عشر من شهر رمضان
الموافق السادس عشر من تموز (يوليو) سنة 1948،
دخل الأهالي إلى بيوتهم لتناول طعام الإفطار،
وما هي إلا دقائق، حتى بدأت ثلاث طائرات حربية تابعة للعصابات الصهيونية بقصف القرية،
ملقية براميل مشحونة بالمتفجرات والشظايا المعدنية والمسامير والزجاج،
فهرع الناس إلى الخارج، إلى محيط القرية، اعتقاداً منهم أنها غارة عابرة،
واستمرت الغارة نصف ساعة، ومن بعدها بدأ زحف هذه العصابات الصهيونية
إلى القرية قادمة من مدينة شفاعمرو بعد احتلالها، لتبدأ مرحلة جديدة من القصف البري.

بقي الأهالي في البساتين والمزارع المجاورة، يحتمون تحت الأشجار وبين الصخور،
والخوف كان بادياً على الجميع، وأنا من بينهم، لم يكن سلاح في القرية،
سوى بعض قطع السلاح النارية البدائية، أمام قصف مدفعي وجوي،
واستمر القصف حتى ساعات الصباح، ثم بدأت العصابات تقصف البيوت وتدمّرها،
ونحن نرى أعمدة الدخان تتصاعد من القرية، فبدأت عملية النزوح نحو الشمال".

وتابعت: قتلت القنابل نفراً من سكان القرية وجرحت عدداً آخر،
وهرب كثيرون غيرهم إلى البساتين طلباً للأمان.
وصمد المجاهدون وقاتلوا دفاعاً عن القرية،
وقد انتهت المعركة سريعاً لأن الإمكانيات غير متكافئة.
وعند الصباح، قرر كثيرون من الذين اختبأوا في البساتين أن يغادروا صوب الشمال،
أو صوب الشرق ومن ثم بعدها بفترة انتقلنا إلى سوريا.

وأضافت: لم يخطر ببال أحد أننا في طريقنا نحو المجهول،
اعتقد أهالينا أن الأمر لن يتعدى أياماً، سِرنا أياماً في العراء،
فاحتمينا بداية في سهل البطوف (عند قرى سخنين وعرابة ودير حنا القائمة حتى الآن)،
وخلال سيرنا كانت العصابات الصهيونية تلاحقنا بإطلاق الرصاص.
كنا ننام في العراء، نفترش الأرض ونلتحف السماء،
لا زاد ولا قوت، ولا ملابس نستبدلها.

وختمت الحاجة أم وائل قائلةً: واحد وستون عاماً من التشريد والعذاب والمعاناة والآلام، والتشريد في أصقاع العالم.
واحد وستون عاماً من الشجب والاستنكار والتنديد الدولي وما زال شعبنا الفلسطيني رغم كل هذه الرحلة الطويلة في درب الآلام،
ورغم المعاناة والتضحيات الجسام التي طالت الشعب الفلسطيني فستبقى فلسطين تعيش دائما في قلوبنا ما حيينا.

ليلة سقوط صفورية --- شهادة محمود موعد

ما الذي تريدونه مني؟ أن أرسم حدود قريتي؟ أن أصفها لكم؟
أن أحدثكم عن تاريخها؟ أن أوقظ ذكرياتها البعيدة القريبة؟
أتريدون قريتي الواقع أم الحلم؟ القرية الصغيرة من قرى الجليل الكثيرة،
ذات البضعة آلاف نسمة، والبيوت الطينية، والدروب المتعرجة الضيقة،
وبساتين الرمان والتين والزيتون الفسيحة، وأشجار الصبار من حولها،
والقلعة الأثرية الشامخة، أم تريدون تلك القرية الأسطورة التي حملتها في المنافي،
وتشكلت في أشكالاً وروائح وألواناً وأضواء؟

لا زلت أذكر تلك الليلة التي لا تنسى!
وكيف تنسى وهي الحد الفاصل بين عالمين؟
عالم الوطن وعالم المنفى، عالم العز وعالم الذل.
ليلة كان يمكن أن تمضي كغيرها من الليالي،
ولقد كانت كغيرها من الليالي لملايين البشر،
ولكنها لم تكن كذلك لنا،
كانت نهاية عهد وبداية عهد آخر.
ولقد حفرت في أنفسنا مجراها وما زالت.
كل يوم يرتد إليها الوعي فتكبر وتعظم،
ونرى صورتها في مرآة ذواتنا المشروخة.

لقد علمت بعد سنوات من مغادرة محبوبتي صفورية
أنها كانت في الأيام الأخيرة قبل تلك الليلية مهددة بالهجوم بين لحظة وأخرى،
لذلك استنفرت زمرة من شباب الجهاد المقدس
لحراسة مداخلها بين الحواكير وعلى طريق العين البعيدة.
وكانت العصابات الصهيونية تحسب لها حساباً شديداً،

لما أبدته من نجدات متتابعة للقرى التي واجهتهم في أماكن مختلفة.
وحين سقطت شفا عمرو، أصبح الهجوم وشيكاً.
وقام الفتية بوضع حفر ألغام على جسر الخلدية القائم على الطريق إلى شفا عمرو
بمساعدة شاب عربي اسمه أمين السوري وفي أماكن أخرى،
وفي صبيحة اليوم ذاته تدخل بعض عناصر من جيش الإنقاذ.
فرفعت الألغام ليسمح لهذه القوة بشن هجوم لاستعادة شفا عمرو على حد زعمها.

في المساء والشمس تميل نحو الغياب، كنت أصغي لأصوات مختلطة تأتي من القرية، إلى الغرب من بيتنا،
بعضها يعلو على بعض بـ ثغاء الأغنام العائدة من المراعي، ورنين أجراسها النحاسية. صوت رجل.
ربما كان ينادي على أحد أبنائه بإلحاح ليترك اللعب مع الأولاد ويتوجه نحو البيت.
صياح الأولاد يتجاوب من بعيد. شيئاً فشيئاً تلتئم أصواتهم
في صوت واحد مدوٍ وقد صعدوا على أسطح الطوابين
يحثون الخطيب (المؤذن) ليعلن آذان المغرب فيفطر الصائمون:

أذّنْ يا خطيبْ
قبل الشمس تغيب
طاسة عَ طاسة
في البحر غطاسة
تغطس وتغطس
بين البساتين
بقرتنا صبحيّة
تحلب مدّ ورُبعيّه
شيء لله
يا رفاعية

ما كدنا نرفع الأطباق بعد الإنتهاء من طعام الإفطار
حتى حضر أخواي الكبيران بالملابس العسكرية،
بصحبتهما زميل لهما، كانوا جميعاً في معركة بإحدى القرى،
عرفت فيما بعد أنها «الدامون» قضاء عكا.
وقد مضى عليهم أيام لم يناموا فيها. كانوا في غاية من الجوع و التعب.
كان الجو حاراً ففرشنا لهم في العراء لصق الحائط الشمالي من البيت..

خلعوا ملابسهم وأحذيتهم الثقيلة. وارتموا على الفرش.
ومنهم من غرق في النوم قبل تناول الطعام. وضع إبريق الشاي على النار.
وكنا ننتظر عودة أختي الصغرى من بيت جدها لتحمل من عندهم شيئاً من السكر.
والدي كان يتهيأ للذهاب إلى مضافة المختار من عائلتنا لسماع الأخبار،
ولعله الوحيد الذي كان يملك مذياعاً في الحارة يجتمع في مضافته الرجال.
يسمرون ويتسقطون الأخبار. لم أكن أدري يومذاك معاني كثير من هذه الكلمات.

توضحت لي تدريجياً من بعد. سمعته وهو يتحدث إلى أخوتي قبل ذهابه،
وكانت عيناي تلاحقان طائرة سوداء تحوّم في سماء القرية.
اذكر أني شاهدت مثلها من قبل. ولكني لم أكن أدري لأي غرض تستخدم.
سمعته يقول: البواريد وأجندة الرصاص على مطوى الفراش.

ربما يكون قد أتمّ جملته حين لمع في سواد ذلك المساء نور مبهر غطى على كل شيء
وأعقبه على الفور دويّ مخيف، اضطرب له الجميع. وتداخلت الأشياء في بعضها.
رجع أبي يحثنا على الهروب. واضطر أخواي وزميلهم إلى النهوض
لارتداء ملابسهم وأحذيتهم العسكرية من جديد. وأخذوا يتراكضون نحو بنادقهم.
واختفوا في الظلام. و غطى صوت زوجة أخي على كل الأصوات
كانت مذعورة بحيث أنها لم تعد تعي ما تفعل،

كانت متشبثة بثياب والدتي وأبت التخلي عنها ولحقت بها ابنتها الكبرى باكية.
ولم تجد والدتي من دفعها بعيداً عنها وهرعت نحو الغرفة الشمالية
وحملت ابن أخي الرضيع الذي نسيته أمه في السرير.
ومضى الجميع باتجاه مغارة قريبة على طريق «الرينة».
وأسرع والدي وهو يمسكني بيده اليمنى ويمسك أخي الأصغر بيده اليسرى ويقودنا في المقدمة.
وكنت ارتجف رعباً دون أن أدرك ما يجري.
كان الدويّ واللمعان والانفجارات والصراخ والحركة المذعورة
التي استولت على الجميع قد أدخلت إلى نفسي خوفاً لم أعرفه من قبل،
ولعل ليلتها اكتشفت لأول مرة ما معنى اللموت وأنا أتخيل نفسي ممزقاً بقذيفة الطائرة المهاجمة.
حين وصلنا قرب شجرة الزيتون رأيت لمعاناً أضاء فجأة بقوة وأغمضت عينيّ بحركة تلقائية
وأنا أحسب أن القازان الذي قذفت به الطائرة ساقط علينا لا محالة.

أحسست للحظة إحساساً غامضاً لا أدري كيف أفسره بأننا انتهينا،
فجمدني في موضعي ذعر وخوف شديد لم يفارقني أثره أبداً.
وكان أبي قد شدّنا إليه تلقائياً، واهتزت الأرض من تحتنا حين دوى الانفجار.
كان بعيداً عنا وليس كما تخيلنا..

أنا نفسي لم أصدق يومها أننا نجونا. أخذنا نجري حتى غبنا بين الأشجار ووصلنا المغارة،
وكان قد سبقنا إليها خلق كثير. وقد توغل بعضهم بعيداً فيها دون أن يخشى لدغة عقرب أو عضة أفعى أو مفاجأة حيوان مفترس.
واختلط بكاء الأطفال بأنين النسوة الخائفات. بدعاء العجائز، بمحاولات الرجال المسنين تهدئة الأمور: صلوا على النبي يا جماعة.
وتسلل بعض الرجال إلى بيوتهم فاحضروا بعض الأغطية واللحف. وكانوا يظنون أن الأمر لن يطول أكثر من ساعات معدودة، ثم يعودون إلى بيوتهم وأرزاقهم.

ومضت معظم ساعات الليل وجاء من يقول: الدبابات الصهيونية قد دخلت البلدة من أكثر من جهة.
فتابعنا مسيرنا نحو الشرق. وكنا ندوس على الحجارة والأشواك بأقدامنا الحافية وكأننا ندوس على بساط من حرير.
وفي قرية المشهد استقبلنا بعض الأقارب حتى اليوم التالي وكانوا هم بدورهم يخشون من بدء الهجوم عليهم.
وقد علمت فيما بعد أن أخي أحمد وكان له من العمر سبعة عشر عاماً أمضى الليل مع نفر من الفتية،
يتربصون للدبابات المهاجمة من الطريق الترابي الغربي الذي يربط القرية ببيت لحم وأم العمد.
واضطروا إلى الانسحاب حين لم يُجد السلاح الذي يحملونه. والتحق بنا في المشهد.
وأن أخي الأكبر سعيد قد صعد مع نفر من شباب القرية إلى القلعة.
وظلوا يقاومون بم بقي لديهم من سلاح بعد دخول الدبابات حتى عصر اليوم الثاني. ولحق بنا في المشهد أيضاً.

كان وجهه مسوداً قاتماً بسبب التعب وقلة النوم والقهر. وكان هو وهؤلاء الشباب آخر من غادر القرية.
بكى الرجال والنساء لدى رؤيته إذ أيقنوا أن صفورية قد سقطت وانتهى كل شيء.
لعل بكاء الرجال وأنا أراهم لأول مرة يبكون كان أشد على نفسي من سقوط القرية الذي لم أكن أدرك أبعاده تماماً آنذاك.
أما أخواي علي ومحمد فقد توجها إلى الناصرة في اليوم التالي لإحضار أختي الكبرى وأولادها. ونزل علي لإصطحاب سيارة تقلهم،
ولما رجع، وكان القصف قد اشتد بعد الظهر، لم يجد أحداً، كانوا قد خرجوا قبل حضوره والتحقوا بنا في المشهد،
فنام من الإرهاب والسهر ولم ينهض إلا بعد أن وقعت قذائف جوار منزل أختي.
ولحق بنا في «عرّابة» وهو يقود سيارة عسكرية عتيقة لا أدري أين وجدها. كان بصحبته جريح سوري حمله في الطريق.
وقد زارنا معافى بعد سنوات حين استقر بنا المقام في دمشق.

تابعنا مسيرنا نحو الشمال، نحو المجهول والقرى تسقط واحدة في أثر الأخرى وتضم قوافلها إلى أفواج الراحلين،
صفوفاً صفوفاً تنتظم تارة وتتفرق في الحقول أو تحت الشجر تارة أخرى. رجال يحملون أولادهم الصغار، أو أغطية لهم،
أو أشياء أخرى. نساء يضعن على رؤوسهن صرراً معقودة على حاجات لا يعلمها إلا الله، ومنهن من تجرّ طفلاً أو طفلين بيديها أو تجر نفسها متثاقلة.
أطفال يتشبثون بثياب أمهاتهم الطويلة، وبعضهم يتخلف عن الركب وينتحب معانداً حتى يعود الأب أو الأخ الكبير لحمله،
أو دفعه قسراً على السير. حمير أو خيل تحمل ما لم يستطع حمله أصحابها من متاع وأطفال. عنزة هنا، خروف هناك، بقرة هنالك،
هي كل ما تبقى لمالكيها من أرزاق. ومع الأصيل ترتفع في الناحية الغربية سحب الدخان، وأصوات الانفجارات،
ودوّي القنابل التي تلقيها الطائرات. وسمعت اسم «ترشيحا» لأول مرة تلك التي تتعرض بدورها للهجوم.

ويطول الطريق، وتتعب الأقدام، ويتطلع الراحلون إلى الوراء وغصة تختنق في الحلق،
ويمسحون الآفاق البعيدة بنظراتهم يتلمسون أرض وطنهم الغالي.
ويرتفع صوت أحدهم هزه الحنين فجأة:
يا قمرنا يا عالي ياللي نجومك بتلالي
حسبنا الفرقة يومين تاري شهور وليالي

_________________
تحياتي:


العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..

والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..

والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..


مدونة /http://walisala7.wordpress.com/
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://salah.d3wa.com
 
قرية صفورية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قرية حتا
» « قرية الشجرة »
» قرية بربرة
» قرية الخصاص
» قرية فراسين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: قسم الرسميات "فلسطين الحبيبة" :: دليل قرى ومدن فلسطينية-
انتقل الى: