نابلس-محمد عواد
بروفيسور
الفيزياء عصام راشد الأشقر أحد أصحاب العقول التي تغيب في سجون الاحتلال
رغم حالته الصحية الصعبة، فلم يكد يذق طعم الحرية عام 2008، بعد عدة سنوات
من الاعتقال حتى عاد جنود الاحتلال بعد شهور قليلة لاعتقاله من بين أحضان
عائلته.
ويعمل الأشقر محاضرا في قسم الفيزياء بجامعة النجاح الوطنية، ويغيب عن
جامعته وطلابه الذين طالما نهلوا من علمه بفعل احتلال يحاول الحد من
التطور الفكري والثقافي الداعم لنمو ونهوض المجتمع الفلسطيني.
وعمدت دولة الاحتلال خلال السنوات الماضية، إلى اعتقال عشرات
الأكاديميين ومحاضري الجامعات الفلسطينية للحيلولة دون ظهور جيل قادر على
مواجهة العقول التي تدبر لاحتلال الأرض الفلسطينية وسلب ثرواتها.
أمراض كثيرة
وأوضحت أم مجاهد زوجة الأسير أن الأخير يعاني من أمراض مزمنة يصعب
علاجها نتيجة اعتقاله داخل السجون الإسرائيلية، مبينةً أن البروفيسور
يعاني من ضغط الدم وضعف وضيق في أوردة الكلى، ما قد يؤدي إلى إصابته بفشل
كلوي، نتيجة الاعتقالات المتكررة والعزل.
وأشارت إلى أن الأشقر يعاني من ضعف في النظر، كما أنه معرض للإصابة
بالجلطة الدماغية وتوقف عضلة القلب في حال لم يتم توفير العلاج اللازم لهن
مؤكدةً أن زوجها يتلقى ثمانية أنواع من الأدوية نظراً لحاجته الماسة إلى
إجراء عملية جراحية الأمر الذي يجعل من المسكنات التي تقدمها إدارة السجون
بلا جدوى.
وقالت: "إن إدارة السجون ترفض إجراء العملية نظرا لخطورتها، ونظرا
للشروط التي تفرضها سلطات السجون حيث تشترط إجراء العملية وهو مكبل اليدين
والقدمين"، مبينةً أن زوجها يعاني من مشكلة أخرى تتمثل في أنه معتقل
إداري، ولم يحاكم منذ اعتقاله في مارس/ آذار من العام الماضي، ولا توجد
لائحة اتهامات موجهة بحقه.
وأضافت أم مجاهد: "إن المحكمة الإسرائيلية أصدرت قراراً في السابع من
كانون ثاني المنصرم بالإفراج عن زوجي لكن سلطات الاحتلال رفضت إطلاق
سراحه، وادعت وجود ملف سري جديد بحقه".
وصعدت سلطات الاحتلال من عمليات استهداف الأكاديميين والعلماء
الفلسطينيين بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة التي أجريت في الخامس
والعشرين من كانون ثاني عام 2006، وأسفرت عن فوز حركة المقاومة الإسلامية
"حماس".
وكانت وسائل الإعلام العبرية قد نشرت تحقيقات صحفية استند بعضها
لمعلومات استخبارية تشير إلى أن "حماس" خططت لذلك الفوز وحققته بمساعدة
أكاديميين مختصين في مجالات الإعلام والعلوم السياسية وعلم الاجتماع.
الأسرى المرضى
وأكد مدير مركز الأحرار لدراسات الأسرى فؤاد الخفش، أن أكثر من 30
أسيراً في سجون الاحتلال يتواجدون بشكل دائم على أسرة العلاج في مستشفى
سجن الرملة ويعانون من أمراض مزمنة تهدد حياتهم.
وأوضح الخفش، في تصريحات لـ"فلسطين"، أن أعداد المرضى في تزايد مستمر
نظرا للظروف الاعتقالية السيئة وانعدام مقومات الحياة، مشيراً إلى أن حالة
الأسير الأشقر تعد وبحسب المركز مثالاً صارخاً على معاناة أكثر من 1500
أسير فلسطيني مريض في سجون الاحتلال يعانون من أمراض مزمنة كالسكري والضغط
والقلب وانسداد الشرايين والسرطان.
ولفت الاحتلال النظر إلى أن الاحتلال يسعى إلى الانتقام من الأسرى
وإرادتهم من خلال الإهمال الطبي، مستشهدا بحالات عديدة أبرزها "الأسير
أكرم منصور الذي مضى على اعتقاله 31 عاما ويعاني من الإصابة بغيبوبة
متكررة لعدة ساعات، والأسير زهير لبادة المصاب بالفشل الكلوي، والأسير
أحمد النجار المصاب بالسرطان في فمه ولا يستطيع التكلم".
وطالب الخفش كافة المؤسسات الحقوقية بالعمل من اجل إطلاق سراح الأشقر
وغيره من الأسرى المرضى على وجه السرعة نظرا لحالاتهم الصحية الصعبة،
معتبرا استمرار اعتقال الأشقر وغيره من الأكاديميين محاولة لإفراغ الساحة
الفلسطينية من العقليات العلمية.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/