الذكرى السنوية للشهيد أيمن سمير جودة منفذ عملية إقتحام مكاتب مخابرات العدو في إيرز
يصادف اليوم 20/4/2010 الذكرى السنوية لاستشهاد القائد ايمن سمير جودة ابن كتائب شهداء الاقصى مجلس شورى مجموعات الشهيد ايمن جودة .
فلقد احييت كتائب شهداء الاقصى
_ مجلس شورى مجموعات الشهيد ايمن جودة في غرب غزة هذه الذكرى بزيارة لمنزل
ذويه مجددين العهد والقسم على المضى قدما على درب الشهداء الابطال وان
يبقى خيار المقاومة خيارا استراتيجيا حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني
واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، وعودة
اللاجئين الى الاراضي التي شردوا منها والافراج عن كافة الاسرى والنعتقلين
.
وفي لمحة قصيرة عن ظروف التحاق الشهيد البطل بالعمل المسلح وتنفيذ عمليته البطولية نسافر واياكم
في صفحات التاريخ الناصع المشرق لنلقي نظرة دقيقة وعن قرب عن ظروف استشهاده :
من حبه لأرضه وعشقه لها ذهب شهيدنا
ليبحث عن شيء يبرهن به عن مدى هذا العشق بطريقته الخاصة… التحق أيمن في
صفوف كتائب شهداء الأقصى مع إخوانه في إحدى المجموعات السرية التابعة
للكتائب… وبقي يعمل في المجموعة…
ولكن بعد اجتياح مخيم جنين نفذ صبر
شهيدنا وأصر بأن يكون هو صاحب أول رد على الجرائم التي ترتكب بحق أهلنا في
مخيم جنين في ذلك الحين… والتهديد باجتياح قطاع غزة…عرض ذلك الأمر على
قيادة الكتائب وفعلا طلب الإخوة في القيادة أخونا أيمن، ومع معرفتهم
المسبقة له تم ترشيحه لتنفيذ عملية استشهادية رغم أن هناك إخوة جاهزون
ومدربون… ولكن إصراره على التنفيذ واستعداده النفسي كان هو الفيصل
والحكم…في ذلك الحين كانت مجموعة الرصد تدرس منطقة الشمال كهدف للعملية…
وتم طرح هدفين -أهمية أحدهما لا تقل عن الآخر- للدراسة… وبعد عدة جلسات من
التشاور والتخطيط ورسم سيناريوهات التنفيذ وقع الاختيار على معبر الذل
والهوان معبر إيرز كهدف لعملية الرد الأولى…
وفي تلك الفترة كلف أحد الإخوة بتدريب
بطلنا أيمن الذي أبدى تفانياً وروحاً قتاليةً عاليةً أثناء التدريب… وبعد
ذلك تم تسليم أيمن إلى وحدة التنفيذ حيث قامت بعرض الهدف على أيمن من مكان
قريب مما زاد إصراره على تنفيذ هذا العمل…
وفي ليلة السبت الموافق 19/4/2002م كان
أيمن يشارك إخوانه شباب حي الصمود حي المجاهدين حي الشيخ رضوان في تعبئة
أكياس الرمل لعمل سواتر رملية لصد الاجتياح المحتمل لقطاعنا الحبيب… وكأن
شيئاً لم يكن ضارباً بذلك أروع آيات السرية في العمل…
وفي صبيحة يوم السبت الموافق
20/4/2002م الذي لم يأت اختياره بالصدفة حيث يخلو معبر إيرز من العمال…
ذلك اليوم الذي حفر في تاريخ فلسطين بعملية نوعية هزت أركان العدو
الصهيوني… كان بطلنا على موعد مع ربه ومع الحور العين فصلى الفجر حاضراً
في مسجد الأمان، وخرج من بيته ملقياً النظرات الأخيرة على أهله وأحبائه
متمنياً أن يقبل يد أمه ولكن حرصه على عدم لفت الأنظار منعه من ذلك… فخرج
ليلتقي مع وحدة التنفيذ وينطلقوا معاً تحفهم رعاية الله تعالى بعد صلاة
ركعتين لله وتوديعه لرفاق دربه أبطال الكتائب… فامتشق سلاحه من نوع
كلاشنكوف وعدة قنابل يدوية، وتوجه إلى الهدف المعد للتنفيذ والذي أعدت له
خطة محكمة من قبل… ولم يكن الوصول إلى الهدف سهلاً.. بل كان محفوفاً
بمخاطر عدة لوجود أبراج مراقبة منتشرة في محيط المنطقة.. ولكن مهارة البطل
وخفة حركته وقبل ذلك كله عين الله التي كانت تحرسه مكنته من الوصول إلى
مكاتب الضباط فوقع عليهم وقع الصاعقة… وبدأ بإطلاق رصاصاته وإلقاء قنابله
ليصول ويجول في المكان ويوقع بينهم القتلى والجرحى وهم لم يستيقظوا بعد من
هول المفاجأة… وأتت على صوت الرصاص قوة صهيونية أخرى إلى المكان فكان لهم
نصيب من رصاصات بطلنا… واستمر البطل في الاشتباك قرابة الأربعين دقيقة ضرب
خلالها شهيدنا أروع آيات العزة والفخار حتى نالت منه طلقات الحقد
الصهيونية…
فسقط مضرجاً بدمائه الطاهرة لترتقي
روحه إلى بارئها… وليبقى اسم شهيدنا خفاقاً في عنان السماء ليكون عنواناً
لمجموعات لقنت العدو دروساً في فن صناعة الموت لضباطه وجنوده… هذه
المجموعات التي خرجت فيما بعد الشهداء الأبطال محمود صيام وبهاء أبو سلطان
وسالم شهوان وأحمد حلاوة ومحمد مصطفى ومهند أبو حطب وحاتم طافش وعمرو
اسعيد وفادي العامودي ونائل عمر وعلي جعارة ومحمد زعل وعبد القادر المنسي
وأشرف بعلوشة وشادي عابد وحسن بدوان ومن قبلهم الشهيد محمد الصوص والشهيد
الشيخ ثائر والشهيد علي الجولاني…
وفي تلك الأثناء شاهد الإخوة الذين
كانوا يراقبون المكان عن كثب سيارات الإسعاف التي وصلت مسرعةً إلى المكان…
وكان الإخوة في القيادة على اتصال مباشر معهم يتابعون الأخبار المتلاحقة
أولاً بأول فاعترف العدو بدايةً بقتيل في صفوفه ثم بثانٍ ثم بثالث حتى وصل
عدد القتلى خلال يومين إلى خمسة بالإضافة إلى ستة جرحى…خرج بعد ذلك قائد
المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال على القناة الأولى واعترف بأن المقاتل
المقتحم كان شرساً ومدرباً تدريباً جيداً لذلك طالت فترة الاشتباك..
واعترف كذلك بأن هذه الضربة كانت موجعة، وأحيل بعدها هذه الضابط إلى
التحقيق حول كيفية تمكن منفذ العملية من التسلل إلى مكاتب ضباط قيادة
منطقة إيرز…
ها هي كتائب شهداء الأقصى أفهمت العدو
قبل الصديق أن درب الكتائب هو درب الشهادة والاستشهاد…فهنيئاً لك الشهادة
يا أيمن، وجعل الله مثواك جنة الخالدين