الأسرى العرب.. مغيبون في اتفاقيات التسوية
غزة-حازم الحلو
يتقاسم عدد كبير من المواطنين العرب, المعاناة
والعذابات مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث جمعهم
العمل المقاوم لنصرة القضية الفلسطينية على مدار عشرات الأعوام.
ويشكل الأسرى الأردنيون واللبنانيون غالبية كبيرة بين الأسرى العرب
الذين تجاهلتهم اتفاقات التسوية التي أبرمتها بعض الدول العربية مع الكيان
الإسرائيلي، حيث مضى على اعتقال بعضهم أكثر من 17 عاماً.
ويصادف يوم 22 أبريل/نيسان من كل عام يوم الأسير العربي، وهو يوم تاريخ
اعتقال الأسير اللبناني المحرر سمير القنطار الذي أطلق سراحه وفق صفقة
تبادل بين حزب الله والكيان الإسرائيلي.
ويستحضر الأسير الفلسطيني المحرر محمد الأي من قطاع غزة والذي قضى 20
عاماً متنقلا بين سجون الاحتلال بعض الذكريات لرفاق "العنبر" و"المردوان"
العرب الذين اندمجوا بشكل كامل مع زملائهم في القيد من الفلسطينيين.
ويقول الأي لـ"فلسطين": "بعض الأسرى العرب كانت لهم شخصيات تميزهم عن
غيرهم، فمثلا الأسرى العراقيين يتميزون بـ"بسطة الجسم" والقوة البدينة، في
حين أكثر ما يميز الأسرى المصريين هو روح الدعابة التي تحضر في أحلك
الظروف".
ويضيف: " نعرف الأسرى الأردنيين من لهجتهم القريبة من اللهجة
الفلسطينية مع بعض الاختلافات البسيطة، وأسرى لبنان هم الأطول قامة بين
الأسرى العرب، ويكفي أن ترى الأسير السوداني لتميزه بلون بشرته، وأما
بالنسبة للأسرى السوريين فإننا نفرزهم للعمل داخل مطبخ السجن لمهارتهم في
هذا المجال".
ويتابع الأي: "هذا الاختلاف في اللهجات والألوان والصفات لم ينسحب على
الأرواح والقلوب والتي ألفت بعضها وتآلفت مع قيد السجان الذي يطوق معاصم
الجميع هناك، بل إن احتضان الأسرى العرب هو شرف يسعى جميع الأسرى من جميع
الأطياف السياسية إليه".
سباق الاحتضان
ويشير الأي إلى أن سباق الاحتضان والتبني انتقل إلى خارج السجن، "إذ
تتبنى الكثير من عوائل الأسرى الفلسطينيين أسيراً واحداً أو أكثر من الأسرى
العرب، بحيث توفر له مستلزماته واحتياجاته من الملابس وغيرها عبر الزيارات
لأن عوائلهم لا تستطيع الزيارة".
ويوضح الأسير المحرر الأي أن "حالة الترابط هذه تزداد قوتها في
المناسبات الاجتماعية للأسرى العرب"، ومضى يقول: نحرص دائما على رفع الروح
المعنوية لهم عبر التحدث إليهم بأن قضية فلسطين هي قضية العرب والمسلمين،
وأنهم – الأسرى العرب- قدموا لفلسطين ما يرفض للأسف بعض أبنائها أن يبذل
لها".
ويُبَين أن "بعض الأسرى العرب كانت لديهم تصورات خاطئة حول بعض الأمور
قبل أن يدخلوا السجن حول مقاومة الشعب الفلسطيني"، وتابع: " وحينما عايشوا
الأسرى الفلسطينيين أيقنوا خطأ اعتقادهم، وحدث معي أن أحد الإخوة الأسرى من
الأردن دخل السجن وهو يحمل أفكاراً خاطئة عن حركة حماس فاستطعت تغيير
قناعاته وبات الآن أحد أعلام الحركة الإسلامية داخل السجن".
وأكد أن الأسرى العرب ينظرون بشيء من الحسرة والغضب على صمت حكوماتهم
وأنظمتهم الرسمية على مكوثهم في السجون الإسرائيلية، متسائلين عن قيمة أي
اتفاقيات سلام لا تحرر الإنسان العربي، ويعقدون آمالا كبيرة على المقاومة
لتحررهم.
ويشير الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة, إلى أن قرابة 35
أسيرا عربيا يقبعون بالسجون الإسرائيلية، لافتاً إلى أنهم يحملون الجنسيات
الأردنية والمصرية والسورية وأسير واحد من السعودية.
علاقات حميمة
من جهة ثانية، يؤكد الأسير الفلسطيني المحرر محمد الحشاش من غزة, أن
علاقات حميمة كانت تربطهم بزملائهم العرب في سجون الاحتلال، مشيراً إلى أن
عميد الأسرى الأردنيين المحرر سلطان العجلوني هو أكثر الأسرى العرب قرباً
منهم.
يذكر أن العجلوني – الذي ينشط في إعلام الأسرى- لُقب بـ "أسد شرقي
النهر"، حيث اعتقل لدى سلطات الاحتلال مدة ثمانية عشر عاماً إثرَ قيامه
بعملية فدائية وذلك من خلال اقتحامه معسكراً للجيش الإسرائيلي وقتل أحد
ضباطه، وتم الإفراج عنه في أغسطس من العام الماضي.
ويشدد المحرر الحشاش في حديثه لـ"فلسطين أون لاين", على أن الأسرى
العرب في السجون الإسرائيلية وجدوا كل حب واحترام من إخوانهم الفلسطينيين، "
بل إن أحد الأسرى الفلسطينيين ربما يحرم نفسه من شيء ما لأجل أن يعطيه
لأحد إخوانه من العرب كتعبير عن تقديره لتضحيته".
وبعد تنهيدة قصيرة, قال الأسير المحرر: "أيضاً تعرفت في السجن على أحد
الأسرى اللبنانيين واسمه محمود معروف ويلقب بشاتيلا وكان رياضيا أنيقاً
يلعب كرة السلة بمهارة، كان يتعبني دائما لأنني لا أستطيع مجاراة قفزاته
وحركاته البارعة لكننا كنا نستمتع بوقتنا فيما كان يرقبنا السجان من بعيد
ويغيظه ما نفعل".
وبنبرة صوت تملؤها الثقة يقول الحشاش: "جميع الأسرى الفلسطينيين والعرب
يعلقون آمالهم على المقاومة في إطلاق سراحهم ويرددون دائما أن الوقت الذي
سيحاكمون فيه الاحتلال قريب منهم وسيتسلحون بالصبر إلى أن تحين لحظة الفرج
بالخروج من سجون الاحتلال".المصدر: فلسطين أون لاين
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/