فتيات غزة يطالبن بسيارات أجرة نسائية لا تقف أبدا للرجال
غزة-"القدس" من علاء الحلو/
في
الفترة الأخيرة فاح عطر "السيّارات الزهريّة" التي تقودها سيدات بلباس
زهري وحلة زهرية وتقدم خدماتها للنساء فقط, مركبات بدأت تغزو شوارع بيروت،
لتصبح أول مشروع من نوعه في لبنان بهدف تأمين وسيلة نقل آمنة ومريحة
وأنثويّة للنساء، خصوصا بعدما كثر الحديث عن حالات تحرّش ومضايقات, فمنذ
نحو عام إفتُتح في بيروت مكتب "بنات تاكسي" مخصّص لخدمة النساء في
تنقلاتهن اليوميّة، وأثار المشروع في حينه جدلا بين مؤيدين ومعارضين
للفكرة، واليوم ترى "نوال فخري" سيّدة الأعمال اللبنانيّة، وصاحبة
المؤسسة، أن "بنات تاكسي" مشروع ناجح، وتسعى باستمرار إلى تطوير العمل
بهدف تلبية حاجات السوق بعدما ازداد الطلب على الخدمات التي تقدّمها
مؤسستها .
من بيروت إلى الخليل
ووجدت
مدينة الخليل فكرة "بنات تاكسي" إقبال من قبل شركة "اشراقات" للتدريب
والتطوير والتنمية البشرية حيث ذكر مدير الشركة حازم التكروري عن توجه
الشركة لتشغيل سيارات تاكسي "عمومي" للنساء فقط في مدينة الخليل.
وقال
في تصريح صحفي:"إن الفكرة جاءت بعد عقد دورات تدريبية في البحث عن وسائل
مبتكرة لتوفير فرص عمل، وذلك من خلال نشاطات الشركة التي تدير وتنمي
القدرات البشرية".
وأضاف التكروري :"السيارات التي ستستخدم ستكون وردية اللون "زهري" وموديلات 2010 وأهم ما يميزها أنها ممنوعة على الرجال بتاتاً".
وعن
إمكانية تقبل المجتمع الخليلي خاصة والفلسطيني عامة لهذه الفكرة لفت
التكروري إنه فوجيء من حجم وضخامة النسبة المؤيدة لهذا النوع من السيارات
الخاصة بالنساء حيث بلغت 95% من نسبة الذين شملهم استطلاع للرأي أجرته
الشركة قبل ولادة الفكرة التي تشارك في تنفيذها أيضاً طالبتين جامعيتين,
وأكد أن مجتمع الخليل المحافظ وكذلك المجتمع الفلسطيني يحتاج كثيراً إلى
مثل هذا النوع من الخدمات وأن إقبال الفتيات المتقدمات للحصول على الوظيفة
قد تجاوز المائة فتاة معظمهن من خريجات الجامعات. وأوضح أن هذه الفكرة
ستعمم على باقي محافظات الوطن إن هي أثبتت نجاحها في مدينة الخليل.
في غزة
وكما
هو معروف فان "الغيرة" هي غريزة فطرية تابعة للفتيات, فقد عبر العشرات من
بنات ونساء قطاع غزة عن رغبتهن في تحقيق ذلك المشروع في غزة, خصوصا وأنهن
يعانين كثيرا لحظة خروجهن من الجامعات أو أماكن عملهن, حيث الاكتظاظ في
الشوارع والذي يمتد الى داخل السيارات ويسبب الكثير من المضايقات لهن بسبب
التصاقهم بالرجال "أحيانا".
وفي
مقابلات خاصة أجراها مراسل "القدس" في غزة ببعض النساء والفتيات في غزة،
أشارت الطالبة رهف أبو سيدو الى أن فكرة وجود سيارات خاصة لنقل البنات شيء
رائع جداً. وتمنت ان يكون هذا الشيء فعلاً حقيقي وأن يتم تطبيقه في غزة.
وتابعت "إن شاء الله بيتحقق خصوصا أن أغلب فتيات غزة وبحمد الله متدينات
فيجب على المسئولين إكرام الملتزمات".
أما
رجاء حمد فوجدت أن فكرة المشروع يمكن تنفيذه في أي منطقة بالعالم تسمح
بقيادة الفتاة للسيارة، مضيفه:" في فلسطين لا نعتبر أن قيادة الفتاة عيب
أو حرام فهي في أحيان كثيرة تكون ضرورة ويجب تنفيذها, لذلك نحن نطالب
المختصين والقادرين على تنفيذ هذا المشروع القيام به فورا".
وتابعت
بالقول:" نحن مجتمع عربي مسلم وملتزم كيف نسمح لأنفسنا أن تستمر هذه
الحالة التي يتم فيها المضايقة على الفتيات في السيارات والمواقف العامة؟!
يجب إنهاء هذه الظاهرة وتطبيق المشروع في غزة وفلسطين كما تم تطبيقه في
بعض الدول العربية".
سائقات تاكسي
وكان
رأي الفتاة مريم أبو سليم مماثلاً في الرغبة ببدء هذا المشروع، مبينة أنها
لا تجيد القيادة ولكن لو اضطرت للقيادة سوف تقود وتفكر في إيصال أفراد
عائلتها فقط, وعبرت عن إعجابها بهذه الفكرة لأنها ستعطي للبنات مساحة من
الراحة بدلا من القيود التي يفرضها وجودها بجانب رجل غريب داخل السيارة.
أما
الطالبة سميرة المغاري فقالت "على الرغم من اعتقادي أن الفتيات عندما يكن
في سيارة خاصة بهن سيتعرضن للمضايقات والمعاكسات من بعض الشباب قليلي
الذوق, إلا أن الموضوع جيد ويقلل الى حد كبير من الاختلاط الذي يرفضه
شعبنا الفلسطيني الملتزم".
وطالبت
كافة الجهات المختصة بما فيها وزارة النقل والمواصلات وشركات النقل ومكاتب
سيارات الأجرة بأن تعمل على تنفيذ ذلك المشروع في غزة, وذلك "لحماية
أخواتهم من المضايقات, خصوصا وأن الدين الإسلامي لا يمنع الفتاة والسيدة
من قيادة السيارة, بل يعتبر ذلك في بعض الأحيان ضرورة يجب أن تتم لتلاشي
بعض الأخطاء".
وعبرت
نسرين قديح عن رغبتها بتوفر خدمة تاكسي النساء، مشيرة إلى أنها تضطر في
كثير من الأحيان إلى مغادرة مكان عملها إلى روضة طفلها وكثير من الوقت
تتأخر عن عملها لأنها تخشى على ابنتها أن تذهب بأخيها للروضة عبر سيارة
الأجرة. وبينت أنها تخاف أن تتعرض ابنتها إلى مضايقة من بعض السائقين,
وقالت:" في حال تطبيق فكرة أن بعض التاكسيات ستكون خاصة للفتيات فهذا
سيطمئن بالي لأنني لن أطلب إلا تاكسي النساء، وهكذا لن أتأخر على عملي ولن
أتعرض للمساءلات حول خروجي خلال الدوام لجلب ابني".
وللرجال رأي
وفي
رأي لأحد الرجال حول هذا الموضوع أشار محمد الهواري الى أن تسيير سيارات
أجرة للنساء فقط لا يعتبر قرار عنصري كما يعتقد البعض، إنما هي خدمة
إضافية يمكن أن تقدمها شركات النقل بسيارات الأجرة بعد أن لاقت استحساناً
وإقبالاً في بعض الدول, ولفت إلى أنه يفضل أن تتنقل زوجته أو ابنته في تاكسي النساء وأنه سيكون مطمئنا الى حد ما.
وتابع
الهواري قائلا " تاكسي النساء مريح للرجال كما للنساء، لأن الرجال سيهدأ
بالهم ويطمئنوا على نسائهم في ظل توافر خدمة سيارات الأجرة للنساء تقودها
نساء", واشترط أن تكون سائقة التاكسي بارعة في القيادة لأنه لا يثق تماماً
بقيادة النساء، "أثق فقط بزوجتي لأنني أعرف كم هي بارعة في السياقة، وعدا
ذلك لا أثق كثيراً بسياقة المرأة".
من
المؤكد أن لكل فكرة مؤيدين ومعارضين, كذلك لكل فكرة سلبيات وايجابيات،
ففكرة وجود سيارات خاصة بالنساء جيدة ولا أحد يعترض عليها لأنها ستحميهم
كثيرا من المضايقات ومن أصحاب "القلوب الضعيفة", ولكن في نفس الوقت لا
يخفى على الجميع أن للفكرة وجها آخر من السوء, خصوصا وأن النساء مخلوقات
ضعيفة لا تقوى "أحيانا كثيرة" على مهام الرجال.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/