sala7 المدير
عدد الرسائل : 13062 العمل/الترفيه : معلم لغة عربية ، كتابة وقراءة نقاط : 32984 الشهرة : 6 تاريخ التسجيل : 07/05/2008
بطاقة الشخصية ألبوم الصور: (0/0)
| موضوع: مراهقة المال في زمن الاضمحلال الإثنين 19 أبريل - 3:49 | |
| مراهقة المال في زمن الاضمحلال/ جميل حامد | | | |
الكاتب جميل حامد |
| يبدو أننا في الوطن العربي الكبير اعتدنا على الوقت المستقطع، بل وبتنا في خيمة الانتظار بشبق الرغبة، لأي حدث قد يتساقط علينا من بلاد العم سام كالأفلام، أو من بلاد السيدة العجوز التي تتحفنا بأجود الوجبات الكروية كل سبت وأحد، ويبدو أن الاستثمار العربي لن يتعاطى مطلقا مع احتياجات منطقتنا العربية من مشاريع البنى التحتية، وستبقى هجرة رؤوس الأموال تتدفق إلى أوروبا بشتى الأشكال والصور، وسيبقى زواج رجال المال العرب من الكرة الإنجليزية والإسبانية والإيطالية وغيرها سائدا، رغم دعوة ميشيل بلاتيني للعرب بإنفاق أموالهم في تطوير بلدانهم، وتطوير الكرة في أنديتهم واتحاداتهم، بدلا من تبذيرها في السوق الرياضية الإنجليزية وشراء الأندية، ويبدو أننا في العالم العربي سنبقى نصفق للمواهب الإوروبية، على حساب الموهبة العربية المفقودة، وإلا؛ لماذا يبحث المعلقون العرب عن أندر المصطلحات والتعابير لإنصاف حارس مرمى نادي ريال مدريد ايكر كاسياس المنصف أصلا؟ لمذا يقفزون عن حارس مرمى عمان علي الحبسي الذي فاز أربعة مرات متتالية، بلقب أحسن حارس مرمى في دورات خليجي 16، 17، 18، 19؟ أليس في هذه المقارنة نوع من الإنصاف للحارس العربي الحبسي، الذي يُطوى ملف إبداعه مع نهاية كل دورة وبطولة خليجية كانت أم عربية؟ قد لا يكون أمر التعاطف والتأييد لفرق أوروبية غريبا، ولمواهب على غرار ميسي وكريستيانو وكاكا ومِن قبلهم زيدان، وفيغو ورونالدو وكثيرين غيرهم، لكن الغريب في الأمر إهدار كل هذا الوقت، ودفن كل الطاقات الإبداعية في مجتمعنا العربي الكبير، والإسراف بالمال العربي في المنافسة على شراء الملاعب والأندية الإنجليزية، بل الأشد غرابة، هذا الهوس المجنون الذي يواكب مباريات الديربي في إيطاليا أو إنجلترا أو إسبانيا؟ المليونير المصري محمد الفايد؛ الذي افتتح سوق الاستثمار العربي في الأندية الإنجليزية بشرائه نادي فولهام الإنجليزي عام 1998، هل لعب دورا في فتح الباب أمام سيادة ثقافة الاستثمار الأجنبي، التي شلّحت المجتمع العربي من حقه في التطور والنهضة الرياضية؟ كم أغدقت على أوروبا من مئات ملايين الدولارات والرعايات والعطاءات والمراهنات وغيرها من أشكال الاستثمار الرياضي؟ هل فعلا أصبحت الكرة الإنجليزية بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهبا، في الوقت الذي تبرز به صحافتنا العربية خبر التيس الذي يدر حليبا في إحدى ضواحي الأردن؟ وهل العيب يقع في الجمهور العربي، أم في الصحافة الرياضية، أم في الدولة نفسها، أم في القطاع الخاص الذي يتجه للاستثمار في الغرب؟ لقد أظهرت نتائج القمة الاقتصادية لدول الخليج العربي أن المنطقة بحاجة إلى استثمار "500" مليار دولار في مشاريع البنية التحتية، وتؤكد الدراسات الاقتصادية ونشرات المال والأعمال، أن الاستثمار العربي لا زال في في إطار المواد الاستهلاكية، ولم يدخل فعلا في صُلب الصناعة التي تمهد لهذا البلد أو ذاك، لإعلان الطلاق البائن، لِما يسمى بالعالم الثالث الذي يدمغنا بالجهل والتخلف! إإذا كانت القمة الاقتصادية قد أظهرت الحاجة الماسة للاستثمار في المنطقة العربية، فلماذا لم تتجه مجموعة أبو ظبي الاستثمارية التي يرأسها الشيخ منصور بن زايد للاستثمار في الرياضة الآسيوية والعربية، بدلا من صب 220 مليون دولار في مدينة مانشستر الإنجليزية؟ ولماذا لا يمنح هذا العزف على وتر الغرب الفرصة للصين ولليابان وكوريا قيادة آسيا رياضيا، كما هو الحال صناعيا وتكنولوجيا؟ لماذا لا تتبنى المواهب العربية وتدخل سوق الاستثمار عبْر بوابة العرب؟ لماذا لا تصنع من واقعها أسطورة رياضية، كعشرات الأساطير في أوروبا التي ساهمنا نحن العرب، في شهرتها وظهورها وانتشارها؟ أليس من المعيب أن ننتظر مونديال 2010 بمنتخب عربي يتيم؟ أين هي الاستثمارات التي تشق ميادين أوروبا لحجز حصة لها، في الوقت الذي عجزت به منتخبات المال والاستثمار عن الفوز بمقعد آسيوي؟ وإذا كنا من أعلى الهرم القيادي وحتى أدناه من مشجعي الرابطة الإنجليزية لكرة القدم، فلماذا تخلو الملاعب العربية من الجمهور الرياضي في المسابقات المحلية؟ سليمان الفيهم؛ المليونير الإماراتي، الذي تلقى ضربة من رئيس نادي تشيلسي "ابراموفيتش"، هل ستعيده إلى المربع الذي يبسط نفوذه المالي عليه، ولن يزيده البرود الإنجليزي من عرضه شراء نادي تشيلسي إلا عنادا، ومضاعفة المبلغ الخيالي الذي عرضه على المليونير اليهودي الروسي، لانتزاع أحد أهم الأندية الإنجليزية منه؟ ألن يعود الفهيم إلى واقعه العربي لدراسة احتياجاته، والرفع من شأنه، والوصول به الى حدود المنافسة مع الأندية الإنجليزية؟ وبالتالي؛ جلب الاستثمارات الأوروبية الغربية إلى المنطقة، بدلا من هجرة المال العربي إلى إنجلترا، والتي وصلت عائدات البطولة الكروية فيها الى "1.5" مليار دولار! أليس الأجدى بالفهيم أن يؤسس لأكاديميات رياضية عربية في كافة الرياضات، ويستقطب كافة الرياضيين من مواهب وناشئين وخبرات فيها؟ أليست المنطقة العربية تشكل أرضية خصبة للاستثمار في كافة الميادين الرياضية؟ أم أننا نكتفي بعصام الشوالي كأشهر معلق عربي على الإبداع الأوروبي؟ هل نحن بحاجة فقط الى جزيرة تحشرنا في إطار الترويج الإعلامي للكرة والمسابقات الأوروبية؟ ما شأننا في بطولة تجري في البرتغال أو الأرجنتين، إذا كانت الجزيرة تتجاهل المواهب العربية؟ لماذا لا تروج هذه الجزيرة لعشرات البطولات العربية، وتوجه نظر المشاهد العربي للداخل العربي؟ أم انها رغبة "الدخيلة" التي تعبث بغرف النوم وتنام في عراء الافئدة؟ وهل العريس الذي ترك عروسه في حفل زفافه، لمتابعة مباراة الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد الإسبانيين، هو نتاج الثقافة الهستيرية التي وُجهت الى المجتمعات العربية عبر "الربيبة"؛ الناطقة باسم الغرب في منطقتنا؟ وهل الجمهور العربي وصل الى حالة من التبعية والاستسلام للحالة النفسية التي يعانيها؟ أليس الوصف الإنجليزي والأوروبي لمستثمري الخليج في الأندية والملاعب والسوق الكروري الأوروبي بمراهقي الخليج، مُحزن ويثير الشفقة على واقعنا المهتك بذكورة الدولار، الذي يصول ويجول في الجيب والبنك، والخزينة الأوروبية، على حساب الوطن واستحقاقاته؟ وإلا؛ لماذا تهجر الاستثمارات العربية أوطانها؟ فهل هي شروط الاستثمار المحلي؟ أم هي فعلا مراهقة المال في زمن الاضمحلال؟ |
_________________ تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/ | |
|