مراكز حقوق الإنسان والمهمة القذرة !!
بقلم إسماعيل الثوابتة
صحفي فلسطيني مقيم في غزة
قرار
إعدام العملاء هو قرار حكيم وجريء وصائب 100%، وخطوة رائعة أقدمت عليها
الحكومة الفلسطينية في غزة، وإننا على يقين أن تنفيذ حكم الإعدام لم يكن
عشوائيا ولا اعتباطيا، بل إنه جاء بعد جلسات عديدة ومداولات طويلة استوفت
حقها من الناحية قانونية، بل وباتت واجبة التنفيذ، لاسيما بعد حالة
التأييد الكبير الذي أبداه الشعب الفلسطيني بشأن ظاهرة العملاء المدانين
الذين يجب اجتثاثهم من المجتمع الفلسطيني، وحسم تلك المسألة، بعيدا عن
أصوات النشاز التي تغرد في سرب بعيد عن المصلحة الوطنية الفلسطينية.
وما
يعزز ذلك التأييد هو ما أظهرته استطلاعات الرأي التي صدرت مؤخرا والتي
أوضحت تأييدا جماهيريا كبيرا وواسعا في الشارع الفلسطيني، حيث طالب الناس
بضرورة تنفيذ حكم الإعدام بحق العملاء الذين ثبتت إدانتهم بالتعاون مع
الاحتلال، واعتبار تنفيذ هذه العقوبة ضرورة وطنية بحق هذه الغدة السرطانية
الموجودة في بنية الشعب الفلسطيني، وبطبيعة الحال فإن إعدامهم سيكون رادعا
لغيرهم ويحذرهم بألا يخوضوا في مثل هذه الطريق النجسة.
إن
تنفيذ حكم الإعدام بحق العملاء الذين ثبتت إدانتهم بالتعاون مع العدو
"الإسرائيلي"؛ حاجة ملحة للمجتمع الفلسطيني، وإننا اليوم نتساءل، كم من
شهيد سقط بسبب هؤلاء الخونة وبسبب وشاياتهم؟!.
أما
عن مواقف مراكز وجمعيات حقوق الإنسان عن "احترام الأصول القانونية" فنقول
لهم أولا احترموا أنفسكم واحترموا دماء الشهداء الأبرياء الذين قتلوا
واستشهدوا نتيجة ذلك العمل المشين الذي يبدو أنكم تؤيدونه من خلال
بياناتكم التي تظهر ذلك جليا واصطفافكم إلى جانب الدفاع عن العملاء
المدانين، وإننا نعتبر أن وقوفكم في صف العملاء من خلال معارضتكم لتنفيذ
العقوبة المستحقة بحقهم، فإن هذا يدلل على مدى خطورة الأهداف غير المفهومة
التي تؤديها مؤسساتهم وجمعياتكم يا سادة!!، إلى أين تريدون أن تصلوا
بالضبط؟!، اليوم يقتل أحد المقاومين بسبب قصف سيارته ويقتل معه عدد من
أفراد عائلته وعددا آخر من المارة، وقد تصل إلى حد المجزرة وأنتم تتفرجون،
وإذا ما تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على أحد العملاء والتحقيق
معه، واعترف بذلك، تبدءون في الدفاع عنه، وتشرعون في الاسترسال في عبارات
الفلسفة القانونية الزائدة، وتعارضون تنفيذ حكم الإعدام بحق شخص واحد
(عميل) كان سببا في مقتل أسرة كاملة، أو كان سببا في سحق حي سكني بأكمله
كما حدث مع الشيخ صلاح شحادة عندما سحقت طائرات العدو حي كامل واستشهد
وأصيب العشرات بسبب تلك الجريمة التي نفذها الاحتلال بإشارة من "العميل"،
واليوم تقفون إلى جانبه ولسان حالكم يقول: "يجب أن نحافظ على حق هذا
العميل في الحياة، يجب أن يبقى يأكل ويشرب ويكبر وينعم بالأمن والأمان،
إنه يمارس عمل يسترزق منه"!!، وإننا نقول لكم: "كفا استخفافا بعقل المواطن
الفلسطيني، وكفى استخفافا بدماء الشهداء، وكفى تلاعبا في القانون، فالمال
ليس كل شيء يا جمعيات حقوق الإنسان!!".
لقد
تبسمت وأنا أقرأ هذه الفقرة في أحد البيانات التي نشرتها بعض جمعيات حقوق
الإنسان حيث تقول: "إن عقوبة الإعدام تشكل انتهاكاً لحق الإنسان في الحياة
وهو حق أساسي وأصيل من حقوق الإنسان وغير قابل للانتقاص حتى في حالات
الطوارئ وهي عقوبة غير رادعة بمقارنة فعاليتها مع العقوبات الأخرى".
لكنني
أتساءل هنا وأقول: إن كانت عقوبة الإعدام تشكل انتهاكا لحق الإنسان، فماذا
تقولون عن قصد هذا "العميل" في نزع حياة شخص وعائلة وحي سكني بأكمله؟!،
أجيبوني، ثم إن عبارتكم التي تقولون فيها – ونحن بريئين منها – "عقوبة
(عقوبة الإعدام) غير رادعة بمقارنة فعاليتها مع العقوبات الأخرى"، ونقول
لكم: لو أن كل عميل فكّر قبل ممارسته لهذه المهنة النجسة وهذه المهمة
القذرة ضد أبناء شعبه بأن مصيره سيكون الإعدام إذا ما أقدم على مثل هذه
المهمة القذرة، فهل تعتقدون أنه سيقدم عليها، كلا، حتى لو مات جوعا – وهذا
مستحيل – لن يقدم على مثل هذه المهمة القذرة، يجب أن تراجعوا مواقفكم
الهدّامة، ويجب أن تصحوا ضمائركم لأن شعبكم أولى بكم، ونطالبكم بالوقوف
إلى جانب الضحايا الشهداء وأسرهم وعوائلهم، وإلى جانب الأحياء السكنية
التي سحقت في رؤوس ساكنيها بسبب العملاء، بدلا من الاصطفاف إلى جانب "حقوق
العملاء"، لأن اصطفافكم إلى جانبهم يعتبر تقليل من خطورة جرائم العملاء
الذين ثبتت إدانتهم بالتعاون والتخابر مع الاحتلال.
أما
وسائل الإعلام من صحف وإذاعات ومرئيات التي وقفت إلى جانب قرار تنفيذ حكم
وتأييده فكل الاحترام لها لأنها بذلك تمثل وقفة وطنية لازمة، بينما تلك
الوسائل المحسوبة على الشعب الفلسطيني والتي شرعت تدافع عن العملاء
المدانين، فهذه الوسائل لا تستحق الاحترام كونها تدافع عن قتلة الشهداء
والضحايا.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/