خلال ورشة نظمها بال ثينك ضمن فعاليات صالون ادوارد سعيد الفكري
الجامعات الفلسطينية... وتحدى إنتاج المعرفة
تقرير/ محمود البربار
عند
الحديث عن الجامعات الفلسطينية وإنتاج المعرفة لابد من التطرق إلى
استنتاجات تقرير المعرفة العربي الأول للعام 2009 من غياب الحرية لإنتاج
المعرفة وتصديرها وان الدول العربية ولم تحقق في مجملها انجازات ملموسة
بالنسبة لحرية الفكر التعبير وخاصة أن المعرفة لم تعد كالسابق قضية فكرية
وتأملية خالصة فهي اليوم قضية اقتصادية وسياسية واجتماعية تتأثر بالبيئة
التنظيمية والسياسات التنموية وبمجموع الحريات السياسية والاقتصادية
والاجتماعية علاوة على تأثيرها بالمستجدات العالمية التي أصبحت تخترق كل
الأمكنة بفعل ثروات الاتصال الجارية في العالم.
وتعتبر
الجامعات الفلسطينية من أهم المؤسسات الفلسطينية لدورها الهام في محاولة
محدودة في تحديث نظم التعليم لتواكب التطور العلمي، ولكن الاقتراب من واقع
التعليم الجامعي بكافة أشكاله ومعوقاته ومشاكله يجعلنا نتحقق من التدهور
المخيف في مستوى التعليم الجامعي من ناحية وناتج هذا التعليم من ناحية
أخرى, وعند معاينة واقع الجامعات الفلسطينية وارتباطا بالفجوة الرقمية نجد
انه ليست الفجوة في القدرة على الإنتاج فحسب ولكن في استيعاب القدرة
الاستهلاكية كذلك.
من
جانبه أكد تربويون ونخبة من أساتذة الجامعات خلال ورشة نظمها بال ثينك
للدراسات الإستراتيجية ضمن فعاليات صالون "ادوارد سعيد الفكري" باستضافة
أستاذ الفلسفة وعلم الاجتماع د. ناصر أبو العطا أن عملية التعليم بشكل
عام، والتعليم الجامعي بشكل خاص لهما أبعاد كبيرة وخطيرة في آن واحد، لأن
العملية التعليمية ذات أبعاد اجتماعية واقتصادية ونفسية وثقافية، بالإضافة
إلى كونها عملية مستمرة ليست مرتبطة بزمان ومكان وجيل معين وان الإنتاج
المعرفي ليس منعزل عن التكوينات المجتمعية, والترابط المباشر بين المجتمع
والمعلم والطالب, وعند ملامسة واقع الجامعات الفلسطينية تكاد تصل الأمور
إلى درجة الحزن والإحباط لان الواقع التعليمي في الأراضي الفلسطينية وصل
إلى حد صعب فالطلاب على مختلف مستوياتهم وكذلك الأساتذة يعانون إحباطاً
نفسياً من جراء الأوضاع التربوية والمعرفية الناتجة عن الظروف الصعبة
القاهرة التي فرضت عليهم، فالجميع اليوم محاصر مادياً ونفسياً وتربوياً
ومعنوياً ومعرفيا إلى حد الاختناق وليس هذا فحسب فان التوجه إلى الجامعات
حاليا ونحو التعليم لتلبية حاجة الفرد وحاجة المجتمع من مهن مختلفة يعني
موجها لسد حاجات المجتمع فحسب.
من
جانب أخر ناقش المشاركين في الورشة أهم المعوقات التي تعيق إنتاج المعرفة
في الجامعات الفلسطينية وطبيعة السياسات التعليمة المتبعة من السلطات
السائدة حول نظام التعليم في الجامعات الفلسطينية وان المناهج تساعد في
التلقي والتلقين وابتعاد كل البعد عن العقل والنقد وتعود الطالب ضمن علاقة
تراكمية إلى عدم التفكير والمحاورة, وغالبية المعارف التي تقدم لا تخدمه
في مرحلة العمل أو لا تلبى احتياجات السوق من حيث المهارات والتدريب, وضعف
برامج التعليم والتدريس وضعف الفضول المعرفي عند الطلبة, وعدم معرفة
الطالب أو الأستاذ باللغات الأجنبية ومحدودية المعارف والمصادر,
والمكاتبات الجامعية لا تحتوى على مصادر ومرجعيات محدثة, وتدخل التنظيمات
السياسية في تحديد سياسات الجامعة وبرامجها.
وأكد
المشاركين في نهاية اللقاء أن المحصل المعرفي للجامعات من الخارج وليس من
داخل الجامعات وهناك فجوة معرفية ورقمية في الجامعات الفلسطينية ولا يوجد
إنتاج للمعرفة ولا تصدير لها بحيث لم تسجل الجامعات العربية بحثا فيما
يتعلق بالأبحاث أو المجلات العالمية.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/