خيبة أمل عارمة تحل على أبناء تفريغات 2005
سلطان ناصر,حسام خضرة / بعد
الفرحة التي عاشها أبناء الأجهزة الأمنية من تفريغات 2005, التي صاحبت
الصدى الإعلامي المرافق لقضيتهم طوال الشهر الماضي عبر الوسائل الإعلامية,
تم حل القضية وسيصرف 1550 شيكل بالاضافة الي تامين صحي لكل فرد منهم
ابتداءً من الشهر القادم هذا ما قاله القادة الفلسطينيين خلال الشهر
الماضي.
أحمد أحد هؤلاء الشباب الذين بدءوا بترتيب الأمور الخاصة بهم بعد قرار
القيادة بحل الملف وانتهاء الأزمة قال لـ (
أسوار),
"توجهت إلى البنك بعد علمي بنزول الرواتب وإذ بي أصاب بصعقة كبيرة حين
أتلقي 1000 شيكل كالعادة".
وأضاف, " تأملنا كثيراً بعد التصريحات الأخيرة لقيادتنا في الضفة الغربية,
حتى أنني عقدت العزم على أن أتزوج لأبدأ حياتي الجديدة التي لم تكن في
البال خلال الفترة الماضية بسبب قلة الراتب".
وأشار إلى أن المبلغ الذي يتقاضاه العسكريون من تفريغات 2005, لا يكفي
لأكثر من عشرة أيام في الشهر نظراً لأنه المعيل الوحيد لأسرته التي فقدت
والدها خلال الحرب التي شنتها إسرائيل مؤخراً على قطاع غزة".
وكان صخر بسيسو عضو اللجنة المركزية لحركة فتح قال الشهر الماضي بأنه سيتم
صرف 1550 شيكل إضافة إلى تأمين صحي للشخص وعائلته لتفريغات 2005 في بداية
شهر نيسان.
وأعلن بسيسو بأنه تم حل مشكلة تفريغات 2005, بحيث سيتم تثبيتهم بموقع أو
رتبة أو راتب جندي مع ضمان التأمين الصحي الشخصي, وسيحصل على 1550 شيكلاً
بدلاً من 1000 شيكل.
ويقول سالم, "لا أعلم ما الذي جرى هل أصبحت رواتبنا تشكل عبئاً على السلطة
الفلسطينية, لماذا كل هذا الصخب الإعلامي إن لم يكن هناك شئ جديد, لماذا
أملتم الشباب بغد أفضل وحياه كريمة وبعد ذلك صدمتموهم بالواقع المرير".
وقال,"حينما علمت بأن هناك زيادة في الرواتب توجهت إلى البقال لأطمئنه
بأنني سأقوم بسد الديون المتراكمة, لأن الحالة التي نحياها سوف تتغير
وستصرف لنا حقوقنا التي غابت طويلاً".
وذكر سالم بأنه حذف فكرة الزواج والاستقرار من ذاكرته نهائياً, بسبب عدم
توافر الضمان المعيشي لأسرته المستقبلية, في إشارة إلى أن الراتب الذي
يتقاضاه لا يكفيه بشكل شخصي لتلبية احتياجاته.
وكان النائب عن كتلة فتح في المجلس التشريعي ماجد أبو شمالة , صرح الشهر
الماضي بأن قضية تفريغات 2005 تم حسمها, خلال اتفاق جرى بين رئيس الوزراء
الدكتور سلام فياض واللجنة المركزية لحركة فتح.
وأشار أبو شمالة إلى أنه تم تقديم كشف بـ 9780 اسماً من هؤلاء الأشخاص إلى
الدكتور سلام فياض وجرى إنهاء الترتيبات الخاصة بالموازنة لهم لصرف
الرواتب.
كما يقول خالد، عسكري من تفريغات 2005 وأب لأسرة فلسطينية مكونة من خمسة
أفراد "راتبي 1000 شيكل, ولا يوجد أي مصدر رزق آخر في ظل الحصار الإسرائيلي
المفروض على قطاع غزة, منذ أكثر من ثلاثة سنوات الأمر الذي يزيد من
معاناتنا".
وتابع خالد,"أعيش في حالة إحباط بعد السعادة التي امتلكتني خلال الشهر
الماضي, فأنا الآن أتهرب من الناس وخاصة صاحب المنزل الذي أعيش فيه, وأنا
الآن مهدد بالعيش في الشارع اذا ما دفعت الإيجار المتراكم علي".
وأضاف, "راتبي لا يكفي لمنتصف الشهر فنحن كبشر نحتاج إلى الأكل والشرب
والمواد التموينية والأمور الخاصة بنا والـ 1000 شيكل لا تكفي لهذه الأمور,
فأنا غير قادر على شراء ملابس لأطفالي منذ أكثر من عام".
وخلال حديث لبرنامج "عالمكشوف" أوضح النائب عن كتلة فتح في المجلس التشريعي
أن "قطع رواتب أصحاب تفريغات 2005 كان خطأ, مشيراً إلى أن هؤلاء الأخوة
من خيرة المناضلين في حركة فتح وغيرها من الفصائل.
وأكد دحلان أن د: فياض التزم بصرف رواتب الكشف المسلم إليه, وأنه تبلغ بأن
المشكلة ستنتهي في شهر نيسان الجاري.
محمد، أحد أفراد جهاز الأمن الوطني من أصحاب الـ 1000 شيكل, هو المعيل
الوحيد لأسرته بعد أن فقد والده العمل داخل الخط الأخضر يقول, "المرتب الذي
أتقاضاه لا يكفي لسد احتياجات منزلي وأسرتي المكونة من سبعة أفراد حتى
منتصف الشهر, فما بالك حين تتأخر الرواتب, ذلك يعني الحكم علينا بالموت
تدريجياً".
وطالب محمد الحكومة الفلسطينية في رام الله و د. سلام فياض, بعدم الاستخفاف
في عقول الشباب الفلسطيني الذي قدم أغلى ما يملك فمنهم الأسرى والشهداء
والجرحى.
ووجه محمد سؤالاً إلى د. فياض, "لو كنت مكاني ماذا سوف تفعل بالألف شيكل
وهل تكفي لتعيل أسرة وتحفظ حياة كريمة لها".
وكانت مصادر فلسطينية أفادت الشهر الماضي بأن د. فياض وافق على صرف راتب
كامل للأخوة أبناء تفريغات 2005 ابتداءً من شهر أغسطس إلا أن من يعود عليهم
القرار صدموا حين ذهبوا بالأمس إلى البنوك ليجدوا أن المشكلة لم تنته بعد.