في مشهد انساني نادر، عانقت هندومة وشاح (78 عاماً) الملقبة بأم الاسرى العرب، الاسير اللبناني المحرر سمير القنطار (46 عاماً) في العاصمة اللبنانية بيروت في لقاء هو الأول من نوعه بعد تحرره.
وكانت وشاح وصلت مع ابنها جبر الى لبنان في ساعة متأخرة من ليل أول من أمس، والتقت بالقنطار وعدد آخر من الاسرى اللبنانيين في فندق في بيروت.
وتعانق القنطار مع والدته للحظات، أجهشت خلالها أم جبر بالبكاء قبل أن يمسح سمير دموعها ويقبلها في رأسها ويعانقها طويلاً، في مشهد يتناقض مع المصافحة التي كانت تتم بينهما في السجن عندما نجحت في زيارته بشكل متواصل لمدة عشر سنوات (1989-1999).
وكان المصافحة تتم في معتقل نفحة الصحراوي جنوب النقب، من خلال مربعات الحديد. ويسمح لزوار السجون الإسرائيلية بالتحدث مع المعتقلين من وراء القضبان حيث يمكن فقط تمرير الأصابع بصعوبة، كما ان هناك بعض السجون التي تعتمد وضع زجاج عازل بدل القضبان وذلك لمنع أي تواصل انساني بين السجين وعائلته.
وخاطب القنطار والدته بحضور وسائل الاعلام قائلا: " "انت كنت تقولين لي أن باب السجن لا يغلق امام أحد. لقد كنت محقة. ها قد اتى اليوم وتحققت امنيتي وخرجت من السجن ورأيتك".
واضاف: أم جبر تختصر فلسطين، لقد مضى أكثر من عشر سنوات وانا لم ارها. فلسطين ترتسم على قسمات وجهها. لقد قاومت وما زالت تقاوم وكانت غذاء صمودنا ومعنوياتها العالية تذكرنا اننا علينا ان نكمل درب المقاومة والصمود من أجل تحقيق الاهداف التي اعتقلنا من أجلها".
بدورها قالت أم جبر وشاح: " انا أحمل أمانة من أمهات وزوجات وابناء الاسرى لسماحة السيد حسن نصر الله ان لا ينساهم. الكل فرح في فلسطين لخروج سمير القنطار وهم حملوني الف تحية والف سلام له".
وعن رحلتها من غزة الى بيروت قالت وشاح" منذ حوالي الشهر نجحت في عبور رفح بعد ان امضيت يوما بكامله على الحدود. ومن مصر انتظرت اياما عدة للحصول على تأشيرة دخول الى الأردن. وهناك انتظرت عدة ايام للحصول على تأشيرة دخول الى سوريا. وأمنتي قبل ان اغادر هذه الدنيا ان تفتح الحدود العربية وان يستطيع الانسان العربي ان يغادر ويعود الى بلده عندما يريد".
وشرحت ام جبر المعانة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع، مطالبة برفع الحصار ومتمنية ان تتحقق الوحدة الوطنية بين جميع الافرقاء الفلسطينيين.
يذكر أن وشاح كانت تخطط لزيارة لبنان منذ اوائل تموز الماضي لتكون على رأس المستقبلين للقنطار الذي صادقت الحكومة الاسرائيلية على اطلاقه سراحة في 29 حزيران 2008، وشكلت هذه المصادقة في حينها اشارة جدية على قرب اتمام صفقة تبادل مع حزب الله لاستعادة جثتي الجنديين الاسرائيليين الداد رغييف وايهود غولدفاسر.
ولقد تم تنفيذها يوم 16 تموز 2008 وادت الى اطلاق القنطار واربعة من مقاتلي حزب الله واستعادة 197 رفات لمقاتلين لبنانين وفلسطينيين وعرب سقطوا خلال معارك عسكرية مع قوات الاحتلال الاسرائيلي منذ العام 1975 وكانوا مدفونين في مقبرة الارقام الجماعية .
وكانت أم جبر تبنت سمير القنطار عام 1986 ودأبت على زيارته في سجنه عندما كان ابنها موجوداً في السجن نفسه. وبعد اطلاق ابنها جبر وشاح، الذي يشغل حالياً منصب نائب رئيس المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، لم تسمح سلطات الاحتلال لأم جبر بزيارة سمير القنطار إلا مرة واحد فقط بعدما انتزعت قراراً من المحكمة الاسرائيلية العليا يتيح لها ذلك
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/