اعرف مزاجك
بداخل كل فرد منا نقاط قوة، ونقط ضعف، فإذا استطاع الإنسان
التعرف على نقاط قوته وجوانب الضعف في شخصيته فإنه يمكنه أن يكتسب الصفات
الإيجابية التي يتمنى أن تسود عليه وتسيطر على تصرفاته، وهذا التغييرلا يتم
بين يوم وليلة ولكن بالرغبة بداخلك وبالإصرار والعزيمة.
ولكل شخص مزاج خاص به، وقد يجتمع في الشخص الواحد أكثر من نوع من أنواع
الأمزجة وهى التي تشكل طباعه وسماته الرئيسية، وهي أنواع - بحسب رأي الخبير
النفسي المعروف الدكتور أحمد عكاشة رئيس جمعية الأطباء النفسيين العرب –
منها المزاج الناري وهو المزاج الدافئ الذي يبدي الدفء والسرور والحيوية
تجاه الناس، وتسيطر عليه العاطفة قبل العقل عند اتخاذ القرار، يحب الناس
وله أصدقاء كثيرون، لا يحب الوحدة ويتجنبها، متفائل وحنون، أما نقاط ضعف
صاحب المزاج الناري وعيوبه فهو غير مرتب، غير عملي، عاطفي، ضعيف الإرادة
أحياناً.
ويتسم صاحب المزاج الفني بحب التفكير والتأمل، حساس، يضحي من أجل الغير،
صادق يـُعتمد عليه، مخلص، يسعى نحو الكمال، أما نقاط ضعفه وعيوبه فهي
متشائم، متقلب، لا ينسى الإساءة بسهولة، أما المزاج الهادئ فصاحبه يستطيع
دائماً السيطرة على عواطفه وعلى مشاعره، ويتحكم جيداً في ردود أفعاله
ويراقب ما يجري حوله، ويبتعد عن كل ما من شأنه أن يسبب له المشكلات، أما
نقاط ضعفه وعيوبه فهي كسول، بطيء أحياناً ومتردد.
ويعد صاحب المزاج الصفراوي واثقاً من نفسه معتد بذاته، لديه جلد على
العمل يسير في حياته مثل القطار لا يحيد عن طريقه، منظم، روتيني، أما نقاط
ضعفه وعيوبه فهو يميل إلى القسوة، لا يشعر بآلام الآخرين، عنيد عصبي ويغضب
سريعاً، يخشى المبادرة معتد برأيه ولا يقبل الاختلاف معه في الرأي.
وتبدو ثمة فروق بين المزاج والأخلاق فالمزاج هو الدافع الداخلي لتلبية
رغباتنا، وهو الذي يؤثر في سلوكنا، وهو يختلف عن الشخصية، فالشخصية هي
تعبير خارجي قد يظهر أو قد يخفي ما يدور بداخلنا، فقد تخفي الشخصية
المبتسمة دائماً مزاجاً متقلباً أو حزيناً أو قلقاً، وقد تظهر العكس، أما
الأخلاق فليست موروثة وإنما من المجتمع الذي نعيش فيه فلو فسد المجتمع سوف
تتأثر به أخلاقنا بشكل حتمي، معرباً عن أسفه من أن ضمير الكثيرين أصبح لديه
استعداداً لتقبل الفساد.
ومن المهم بحسب عكاشة أن يفرق الشباب بين شيئين مهمين هما المرض النفسي
والصحة النفسية، ولكي تتأكد من صحتك النفسية لابد وأن تتأكد من أربعة
أشياء. أن تستطيع أن تعمل وتحب، أن تعطي دون مقابل وبكفاءة، والقدرة على
التكيف مع ضغوط الحياة، والإحساس أن قدراتك متوافقة مع قدراتك والإحساس بأن
لك نوعاً من الإحترام والآدمية.
ومما يعيق عملية الإبداع لدى الشباب عدم التمتع بصحة نفسية جيدة، لافتاً
خلال ندوة "الإبداع الفني ودوره في صناعة الأفكار"، التي عقدت بالقاهرة
مؤخراً إلى نتائج الدراسات العلمية التي أثبتت أن كفاءة الفرد تزيد بنسبة
40% إذا لم يفكر في الماضي، أو يحمل همّ المستقبل ويفكر فيه، وأن عدد
المصابين بالاكتئاب في مصر مثلا يزيد عن مليون ونصف فرد سنوياً، وهو ما
يبرر التفاف الشباب حول مشاهدة مباريات كرة القدم دون غيرها بأنهم يرون
فيها الشفافية وتبادل السلطة، التي يتمنون مشاهدتها في حياتهم اليومية.