"رسالة "حماس.. فيضان الدماء
بغزة
رسالة حماس لإسرائيل بليغة، لا تحتمل التفسيرات أو التأويلات، لمسربها
غاية أن يعلم أشكنازي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ورئيس حكومته نتنياهو أن
حماس ليست معنية بحروب ولا باستفزاز ولا بمعارك ولا بمقاومة، فهجوم الرصاص
المصبوب الدموي الذي تم استدراجه، وصور أشلاء الأطفال والشيوخ والنساء
التي ارادها رئيس السياسة في حماس قد بثت على الهواء مباشرة " بحمد الله "
!!!! كما اراد وأكثر، وأن دماء آلاف الضحايا وأركان آلاف البيوت المدمرة قد
اثمرت مظاهرات رفعت فيها رايات حماس في مدن قريبة وبعيدة، وجمعت الملايين
وحولت لأرصدة قادة الحركة ذوي " الأيادي المتوضئة " وهذا هو بيت القصيد !!
النصوص مقتبسة من رسالة نشرتها صحيفة "الجزائر نيوز" كان رئيس سياسة حماس
قد تلقاها من المكتب الإداري لحركة حماس في قطاع غزة، حيث استثنت التوصية
الخامسة الاحتلال الإسرائيلي من قائمة أعداء حماس.
قد يستغرب القارىء العربي في الجزائر والمغرب والمشرق العربي هذا السر
المكشوف الآن، لكنا هنا في فلسطين فإنا نعرفه منذ رد قيادي من جماعة
الإخوان المسلمين سابقاً" حماس "الآن للقاضي في محكمة للاحتلال بغزة في
التسعينات :" هذه ألأسلحة ليست لمحاربتكم انها لمحاربة الكفرة العلمانيين
في فتح والجبهة الشعبية، فنحن نعرف أن حماس قد صنفت الحركة الوطنية
الفلسطينية في خانة أعدائها، ونعرف أيضاً أنها فعلت كل مافعلته ضد الاحتلال
كمقدمة وارهاصات لشرعنة انقضاضها على حركة التحرر الوطنية الفلسطينية،
وربما يذكر رواد ندوات جمعية مجموعة غزة للثقافة والتنمية التي ترأس مجلس
ادارتها النائب راوية الشوا أني قلت هذا الكلام بعد شهرين من فوز حماس في
الانتخابات التشريعية.
في التوصية الخامسة جاء التالي :
5 - التركيز في الخطاب الإعلامي أن مشروعنا الكبير أهم بكثير من تنازلات
نقدمها حتى لا نستفز الكيان لمهاجمتنا، لاسيما وأن وقف المقاومة هو لأسباب
تكتيكية لخدمة هدف استراتيجي كبير هو جعل غزة قاعدة للإنطلاق لفتوحات تعيد
أمجاد الخلافة ويجب محاولة إقناع الفصائل بذلك حتى لا نتهم بحماية الحدود•
اليوم ترسم حماس صورة لأعداء جدد لانعرف كيف ستشرعن افناءهم، وتجيز قتلهم،
فهم ليسوا مصنفين كفرة ولا ملحدين ولا علمانيين، وإنما أشقاء في عائلة
الجماعات السياسية الإسلامية ففي التوصية التاسعة والعاشرة ما يلي:
9- يجب عدم الغفلة عن أبناء حركة فتح والأجهزه البائدة رغم أن العدو
الأشرس في هذه المرحلة هو السلفية الجهادية، ولكن يجب التنبه للآخرين
أيضاً.
10 - يجب اجتثاث السلفية الجهادية من غزة، لأن عملية الاحتواء بالفكر
والمصالحة قد فشلت وحيث أنهم خطرون يجب القيام بحملة واسعة لإنهائهم مهما
كلف ذلك من دماء، لأن السكوت يعني دماءاً أكثر كلما مر الوقت.
الملفت للانتباه أن الرغبات الدموية، وانهاء القضايا بسفك الدماء، وتصفية
الخلافات السياسية بقتل وتدمير الآخر مازالت تحكم توجهات قيادات بحماس رغم
مرارة تجاربهم السابقة وقساوتها، وكأن النكبات والمآسي الإنسانية،
والانهيارات السياسية والاجتماعية لم تكن كافية لتتعلم حماس أنها ترتكب
خطيئة أفظع من المعصية التي تسببت بالقاء الأمر الآلهي على آدم وزوجه
للهبوط من الجنة !!
يوصون بإنهاء السلفيين مهما كلف ذلك من دماء وكأنهم غافلون عما عملوا
ويعملون، فهم استغلوا سلاح المقاومة، وزينوه برايات وشعارات دينية لتبرير
اغتصاب السلطة بقوة السلاح وسفك الدماء، وغفلوا عن شرور وجحيم بذروها
بأيديهم، فالذي افتى بجواز قتل الأخ الفلسطيني أو تخوينه أو تكفيره كان
عليه رؤية الطوائف والجماعات والعصب والعصابات التي تهىء نفسها لاثبات
الوجود بأساليب قد تختلف عن أساليب حماس لكن السلطة الدنيوية هدفها تماماً
كما اثبتوا بفعلتهم يوم قتلوا المئات من أبناء الشعب الفلسطيني من أجل
السيطرة على مبان حكومية وأمنية، ظنوا انهم بسيطرتهم عليها قد فتحوا السند
والهند !! وحتى لا يظن قارىء أننا نظلم أحداً فليسألوا النائب في التشريعي
السيدة أم نضال فرحات التي قالت في استيلاء مسلحي حماس على مقر الرئاسة
بغزة:" انه والله ليوم عظيم، كيوم فتح مكة !! فبلسانها نطقت، وبأذاننا
سمعناها من اذاعة الأقصى يومها !! .
ليعلم الجميع أني كنت قد قدمت لأم نضال البوم صور لابنها الشهيد محمد
فرحات الذي اقتحم معسكراً للجيش الإسرائيلي في جنوب القطاع وخاض معركة
بطولية واستشهد، لكن ما لا يعلمه الجميع اني بكيت عندما سمعت أم نضال وهي
تشبه سقوط منتدى الرئيس عرفات واستيلاء حماس على قطاع غزة بيوم فتح مكة،
ليس حزناً على رموز السلطة وانما حزناً على انعدام المسئولية الأخلاقية
والقيم الإنسانية، بكيت يومها لأن الأم التي قدمت فلذات أكبادها شهداء
واسرى لم تحسب أن والدة، مثلها انفطر قلبها على ابنها المقتول على ايدي جيش
كتائبها في ذلك اليوم الأسود، فحزنت على صورة الآدمي المشوه، التي احتلت
صورة الإنسان الفلسطيني الذي انكره علينا اصحاب المشروع الصهيوني.
بكينا بالأمس وغداً سنبكي على غزة لأن دماءا فلسطينية ستسفك، فالوصية تطلب
الاذن بنسف السد لاغراق غزة بفيضان جديد من الدماء.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/