رسالة أطفال مركز القطان للعالم: نحن نحب الحياة والسلام
ونتطلع لواقع أكثر أمنا
غزة / علاء الحلو :
البسمة واللعب والمرح
هي السمة التي غلبت على فعاليات مركز القطان للطفل في "يوم الطفل
الفلسطيني" حيث احتفل الأطفال فيه على طريقتهم الخاصة وذلك بالرسومات
الوردية على وجوههم والمسابقات الجميلة والمراجيح والألعاب الرياضية
والعديد من الأنشطة والألعاب الأخرى التي أخرجت الأطفال من واقعهم
الفلسطيني الصعب الى خيالهم الطفولي الجميل.
انتظرت
كثيرا حتى تنزل الطفلة آية الشرفا عن "المرجيحة" كي أتحدث إليها وأسألها عن
سر سعادتها الملحوظة، وحين نزولها قالت "اليوم جميل جدا، بعد أن رجعت من
المدرسة بدلت ملابسي وجئت على وجه السرعة الى مركز القطان حتى أشارك بألعاب
اليوم، فأنا منذ فترة أنتظره"، أما شقيقتها الصغيرة تمام الشرفا (7 سنوات)
من مدرسة الفارابي فقالت "اليوم استمتعت بأنشطة المركز لأنها أنشطة اهتمت
بالأطفال ولأنهم رسموا لي على وجهي وردة حمراء جميلة".
متضامنة مع أطفال
العالم !!
كان
الحديث الى الأطفال ممتعا لذلك التقينا بطفلة أخرى اسمها سارة عطالله
وسألناها ماذا فعلت اليوم، فقالت "اليوم لعبت بالمراجيح وأعجبني منظر السمك
الملون داخل بركة المياه واليوم جميل لأنه يوم الطفل"، أما عندما سألناها
عن رسالتها للعالم، وكان هدفنا أن تتحدث عن معاناة الأطفال المهمشين في غزة
والمحرومين من أبسط حقوقهم، فأجابت إجابة غريبة "أتمنى لأطفال العالم
السعادة وأن يعيشوا لحظات الفرح التي يعيشها الطفل الفلسطيني وأن يأتوا الى
مركز القطان فهو لديه الألعاب والقصص".
بينما أشارت الطفلة شيرين أبو
حميدان (9 سنوات) الى أن "اليوم حلو" فهي بدأت يومها بقراءة القصص من مكتبة
المركز ومن ثم توجهت للعب مع صديقاتها في الحديقة التي تحتوي على الألعاب
حيث أن المركز وعلى غير العادة نظم غالبية فعاليات يوم الطفل الفلسطيني
خارج أسواره وتم وضع الألعاب في "حديقة إسعاد الطفولة" الملاصقة للمركز
وذلك لكي يشعر الأطفال بالسعادة والتغيير وهم يمرحون بين الزهور والألعاب.
توم آند جيري"
وفي
إحدى جنبات الحديقة كانت الطفلة مرح أبو لبدة (5 سنوات) ترافق والدتها
وقالت لنا مرح "أنا مبسوطة وتمرجحت على المرجيحة اللي هناك وكل يوم بألعب
شوية وبأحضر عالكمبيوتر توم آند جيري وبعدها بأروح عالبيت أنا وماما"، أما
والدتها أسماء أبو لبدة فأشارت الى أنها تملك بطاقة أمومة فهي تصطحب
أطفالها الى المركز، لافتة الى أن يوم الطفل هو يوم مميز، ويعتبر يوم تغيير
وترفيه للأطفال مع وجود الألعاب والرسم على الوجوه.
وأضافت أسماء أن
الأطفال يحتاجوا بشكل مستمر الى الترفيه خصوصا في البيئة الفلسطينية الصعبة
والوضع الاجتماعي الخانق، علاوة على الضغوطات السياسية، لافتة الى أن
الترفيه يساعد على خروج الأطفال من هذه الأجواء عبر توفير أنواع الأنشطة
التي تفرغ كبت الأطفال, وتمنت أسماء أن تتعدد المراكز التي تعني بالأطفال
في غزة لأن هناك فئة كبيرة ومهمة جدا ستستفيد, داعية أهالي الأطفال الى
الاهتمام بأطفالهم والترفيه عنهم.
لكل رسمة حكاية
أما
الأشكال المرسومة على وجوه الأطفال فهي من رسم مجموعة متخصصة تابعة للمركز.
التقينا بالرسامة أسماء قويدر إحدى أفراد تلك المجموعة للتعرف على شعورها
وهي ترسم تلك الرسومات اللطيفة على وجوه الأطفال، فقالت "أنا أختص بالأطفال
الصغار وأقوم بالرسم على وجوه الأطفال على أساسين الأساس الأول هو رغبة
الطفل بالرسمة أما الثاني فهو مدى ملائمة الرسمة وألوانها لملامح ذلك
الطفل".
تاجر السعادة
المهرج"
سالم أبو ناجي متطوع في مركز القطان للأطفال يتخصص في مجال المسرح
والدراما، يقاسم الأطفال فرحتهم على طريقة التهريج، أشار الى أن عمل المهرج
يدخل السرور على نفوس الأطفال كذلك يبحث المهرج عن سعادة الأطفال وهو يعرف
بأنه "تاجر سعادة" في عالم الأطفال يحاول أن يرى نقطة ضعف ونقطة قوة
الأطفال ويركز عليها.
يذكر أن فعاليات "مركز القطان" للطفل استمرت في
يوم الطفل الفلسطيني من الساعة التاسعة صباحا حتى الرابعة مساء وبدئت
بالرسم على الوجوه ومن ثم تنظيم المسابقات للأطفال والذهاب بهم الى
التشكيلات الحركية حيث شكل الأطفال كلمة "فلسطين" بأجسادهم كذلك لعب
الأطفال ومرحوا مع ألعاب النفخ الكبيرة ومع المهرجين وتم تنظيم حوار جميل
في القاعة متعددة الأغراض بين الأطفال وشخصيات الدمى "زعتر وسمسم".
كما
تم عقد ورشة فنية لكي يصمم الأطفال طابع بريد يدلل عليهم وذلك لتعميق
العلاقة بين الأطفال وفلسطين التي لن ينسوها وورشة أخرى يكتب فيها الأطفال
رسائلهم لأطفال العالم مفادها أن أطفال فلسطين يحبون الحياة والعيش بسلام
ويتطلعون الى واقع أكثر أمنا.
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/