كلام شوارع (1) !!!
( الضرايب )
بقلم / فؤاد جرادة
" متحيرين كيف
يلموا فلوس " ، " والله اسكر احسلي ، شغلانة مش جايبة همها " ،
" والله بحياتي ما سمعت انو جرة الغاز ولة المحلات عليها ضريبة هيك ... الله
اكبر شو في " ، هذه الجمل وغيرها من الكلمات هي حديث الشارع الغزي اليوم ،
وكلها تجسد وتصور حالة الغليان الشعبي التي يمر بها الشارع من ظاهرة فرض
الضرائب التي أقرتها الحكومة المقالة على
كثير من الأشياء .
مولدات الكهرباء ،
محلات البقالة ، صالونات الحلاقة ، باصات النقل ، وغيرها حتى انه وصل الحد إلى
انتشار " النكت " والفكاهة حول هذه القضية علها تخفف هموم المواطن أو
تسكن آلامه ولو لفترة بسيطة لا تتعدى زمن قول الفكاهة ، فيقول احدهم ممازحا "
إلي حيكون وزنو زيادة حيدفع ضريبة عليه " ، وآخر مزجت فكاهته بالحسرات "
لو اجوني حعطيهم بضاعة ولو ما كفت بقسط الباقي " وأكمل قوله والحزن في عينيه "
أي هي الدكانة كلها فيها المبلغ إلي طالبينو ، الله يجيب إلي في الخير " .
وفي مجلس آخر، وبعيدا
عن الضحك والابتسامة يتساءل العامة لماذا كل هذه الضرائب ؟ ، ما الذي تغير على اقتصاد غزة لتفرض هذه الضرائب
الباهظة والتي أصبحت تخترع اختراع ؟ ، فالبعض يقول من اجل تحسين أوضاع البلاد
وبناء البنية التحتية ، وآخرون يخمنون أنها السبيل الوحيد لخروج حماس من مأزقها
المالي وضائقتها الاقتصادية ، في حين رفض البعض التفكير بالسبب ، فالصدمة حالت
بينه وبين التفكير ، فالمرجحون أنها من اجل إعادة اعمار غزة وبناء ما تهدم من
القطاع وبعد أن حللوا هذه الظاهرة استرجعوا بقولهم وقالوا " يا عمي حتى لو
عشان الأعمار همة بدهم يخربوا بيوت عشان يعمروا بيوت وشو جابت من بيت أبوها ؟!
" في حين رد عليه الشخص الذي أكد أنها الحل لصرف رواتب موظفي " حماس
" ، " يا عمي لا لغزة ولا لأهلها ، هاي خاوات من الناس عشان يطعموا
جماعتهم " في إشارة إلى عناصر حماس ، أما الرافض لوجود مبرر لهذه الضرائب قال
وبصوت مرتفع " يا ناس شو اعمار وشو رواتب ، القصة هاي مش قصتنا ولا مشكلتنا ،
مش همة حكومة وهمة إلي حاكمين البلد ؟؟ يعني شغلهم ومهمتهم ، وإذا مش قادرين خلص
يفرطوها أما هيك مش عيشة " .
كل حسب تفكيره
وأسلوبه عبر عما بداخله ، فمنهم من ضحك وتهكم ومنهم من تنهد وتحسر وآخرون التزموا
الصمت خوفا من دفع ضريبة أغلا من النقود ولسان حالهم يقول " يا عمي العمر مش
بعزقة ، حط راسك بين هالروس وقول يا قطاع الروس ، بدناش نحكي ليطخونا " ويكمل
حديثه والسخرية مرسومة على وجهه " مش همة الحكومة وبدهم تغيير وإصلاح ؟ ، هو
التغيير والإصلاح ببلاش ادفعوووووووا " .
هذا هو لسان حال
الشارع الفلسطيني فيما يتعلق بالضرائب المستحدثة والتي لم يقرها القانون الأساسي
الفلسطيني ، الكل جاحد بهذه القرارات التعسفية والتي تذكرنا بزمن السخرة والعبودية
والاستغلال ، فلم أصادف من يؤيدها ، لا من قريب ولا من بعيد وحتى عناصر حماس حين
يتحدثون عنها في مجالسهم مع باقي أبناء الشعب يتحدثون باستحياء وخجل من أنفسهم
أولا ومن نظرات الشارع لهم ، فهم خير من
يعلم أنها تذهب إلى برتوكول هنا أو برستيج هناك عل حكومتهم تعوض نقصها ولو كان على
حساب دماء شعبنا ومعاناته .
مثل شعبي قديم وأنا
اشد المؤمنين بالأمثال ، يقول هذا المثل " إلي مش كارو يا نارو " ومن
الواضح أن حكام غزة يكتوون بنار حكمها فتخبطهم وسوء إدارتهم لها اكبر دليل على ذلك ، كيف لو كان لحكومة غزة
المقالة عدد موظفين كعدد موظفي حكومة الدكتور سلام فياض ؟؟ ، ماذا كان ليحدث لو أن
عدد سكان غزة يساوي سكان الضفة؟؟ ، لفرضت الضرائب على أنفاسنا ، ولكن هذه ضريبة
التغيير وانتظروا ضريبة الإصلاح فهي لم تقر بعد .
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/