يوم الأرض الخالد
على هذه الأرض ما يستحق الحياة
بقلم وليد العوض
في الثلاثين من
آذار عام 1976 هبت جماهير شعبنا الصامد في الجليل
والمثلث والنقب بناءا على دعوة لجنة متابعة الجماهير العربية احتجاجا على
قرار الحكومة الإسرائيلية مصادرة 21 ألف دونم من أراضى الجليل بغرض
تحويلها لمنشئات عسكرية، واحتجاجا على ذلك تحولت هذه الهبة إلى موجة شعبية عارمة
من الغضب انخرط فيها كل الشعب الفلسطيني وتشابكت
الأيدي في مواجهة سياسة المصادرة والتهويد التي اتبعتها
الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وهدفت لابتلاع الأرض الفلسطينية وتشريد
سكانها،في ذلك اليوم المجيد عبر شعبنا عن عمق تمسكه بأرضه واستعداده
للتضحية في سبيلها،فسقط الشهداء خضر خلايله ورجا أبو
ريا والشهيدة خديجة شواهنة من سخنين، والتحق بهم في ذات اليوم اسعد طه من
كفركنا وخير ياسين من عرابة و رأفت علي
زهري من مخيم نور شمس في طولكرم ،في هذه الهبة الجماهيرية
العارمة أصيب العشرات من الجرحى وغصت
السجون الإسرائيلية بالمئات من أبناء شعبنا البواسل، لكن تضحيات
شعبنا من مواجهة قرار المصادرة
الجائر لم تذهب هدرا فاسقط ذلك القرار المشئوم مما أعطى كفاح شعبنا الفلسطيني دفعة
جديدة وزاد من عزيمته وإصراره في الدفاع عن
أرضه والتمسك بحقوقه الثابتة، منذ ذلك الحين غدا
يوم الثلاثون من آذار يوما وطنيا تتجدد فيه العزيمة
وتشمخ فيه الهامات ترتفع فيه رايات الكفاح الوطني
في مختلف أماكن تواجد شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات .
ومع اختلاف الظروف واتساع مساحات
الزمن فان سياسية التوسع الاستيطاني الإسرائيلية ما زالت متواصلة الأمر الذي يجعل
من أهمية استلهام دروس وعبر مناسبة يوم الأرض واحدة
من أولويات العمل الفلسطيني وفي مقدمة ذلك إدراك
أهمية الوحدة الوطنية في التصدي لسياسة العدوان والاستيطان والتأكيد على
أهمية إحياء الطابع الشعبي لكفاح شعبنا وزج كافة طاقات شعبنا
وتوحيدها في مواجهة حملات الاستيطان واتساع حملات مصادرة
الأراضي ومحاولات تهويد القدس و بناء جدار الفصل العنصري، وتشديد الحصار
على قطاع غزة ومحاولة إقامة الحزام الأمني الذي يلتهم مساحات واسعة من
أراضيه الزراعية.
إلي جانب ذلك فإن حكومة الاحتلال
بزعامة نتنياهو تواصل استهتارها بكل المساعي الهادفة
لإحياء عملية السلام وتصر على إدارة الظهر لقرارات الشرعية الدولية، الأمر
الذي يتطلب رفض استئناف المفاوضات بأي شكل من الأشكال قبل وقف الاستيطان
بشكل كامل وتحديد إطارها المرجعي وهدفها تطبيق قرارات الشرعية الدولية
وسقفها الزمني، وفي هذا المجال لابد من إعادة النظر بالموافقة الفلسطينية
الرسمية على المفاوضات غير المباشرة الذي تعاطت معه حكومة نتنياهو وكأنه
مكافئة لها على سياستها القائمة على العدوان والاستيطان، وقد تجلى ذلك من
خلال إعلانها بإقامة 1600 وحدة استيطانية في الوقت الذي كان
نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن يزور المنطقة و من ثم الإعلان عن إقامة 20
وحدة سكنية لحظة وصول حكومة نتنياهو لواشنطن، إن السياسية الإسرائيلية
العدوانية هذه تتطلب من القيادة الفلسطينية إعتماد
طريق مختلف يتمثل في تبني إستراتيجية
فلسطينية جديدة وموحدة تنطلق من حق شعبنا في مقاومة الاحتلال وضرورة
تصعيد الكفاح الشعبي في مواجهة الاستيطان ومحاولات
تهويد القدس، والقيام بحملة عالمية لتفعيل تقرير غولدستون وتفعيل العمل
بقرار محكمة لاهاي بشان الجدار وحث المجتمع الدولي وزيادة العزلة على حكومة
الاحتلال ومحاصرتها والضغط عليها وإلزامها على وقف بناء الجدار وتحطيم
الجزء المقام منه كما و التوقف عن بناء
المستوطنات وإجراءات تهويد القدس ، مع أهمية الحذر كل الحذر من مغبة
الانزلاق نحو مربع التصعيد الدموي الذي تسعى حكومة الإجرام في تل أبيب
لإغراق المنطقة فيه بغرض فك عزلتها و خلط الأوراق من جديد
خصوصا حملة التعاطف الواسعة التي حظي بها شعبنا على الصعيد العالمي بما
فيها موقف الاتحاد الأوروبي الأخير.
إن التوصل
لإستراتيجية من هذا القبيل يتطلب الإسراع في إنهاء
الانقسام واستعادة الوحدة، لمواجهة التحديات وفي
هذا المجال فإن استمرار المماطلة والتردد في توقيع الإخوة في حركة حماس
على وثيقة المصالحة التي أعدتها مصر بعد شهور من الحوار أمر يبقى جرح
الانقسام مفتوحا ولا يساعد على التصدي للمخاطر المحدقة بشعبنا
وقضيتنا الوطنية.
يوم
الأرض الخالد، يوم مجيد من أيام شعبنا المجيد، لنتكاتف معا
لنجعله يوما يتجدد فيه العهد لأرضنا الغالية ونجدد الوفاء لدماء
الشهداء و الأسرى والجرحى الذين دفعوا دمائهم و ارواحهم و
حريتهم ثمنا لحريتنا واستمرار بقائنا فوق هذه الأرض الطيبة
التي قال فيها الشاعر الراحل محمود درويش بحق على هذه الأرض
ما يستحق الحياة.
*عضو المكتب السياسي لحزب الشعب
الفلسطيني
Alawad39@hotmail.com
29-3-2010
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/