في آذار .. دم الشهداء ينتصر على القمم والزعماء
بقلم / نشأت الوحيدي
كان شهر اللوز ، والنور ،
والنوّار .. كان آذار .. الضيف الذى يذكرنا بشهداءه كما بقية الأشهر في
السنة الفلسطينية ... حيث حلّ علينا ضيفا طيف
الشهداء في معركة اليامون بتاريخ 2/ آذار/ 1938م حيث استشهد القائد المجاهد
" عطية أحمد عوض " وكان قد سقط في تلك المعركة " 70 قتيلا من البريطانيين
والعصابات الصهيونية " واستشهد 30 فلسطينيا من المجاهدين . كما حلّت علينا
أطياف الشهداء الذين ارتقوا في العملية الفدائية التي نفذها مقاتلوا فتح
بتاريخ 6 / آذار/ 1975م حيث سيطروا على فندق السافوي " مقر مناحيم بيغن "
وأسفرت العملية عن مقتل 45 وجرح أكثر من 150 اسرائيليا .
وحلّ علينا طيف الفدائي
الجبهاوي الشهيد محمد الأسود " جيفارا غزة " عضو المكتب السياسي للجبهة
الشعبية لتحرير فلسطين في تاريخ 9 آذار 1973م ... وحلّت علينا قوافل
الشهداء في معركة الكرامة حيث قهروا أسطورة الجيش الذي لا يقهر في 21 /
آذار من العام 1968م وكان يقود الجيش الإسرائيلي في حينها رئيس الأركان
الإسرائيلي حاييم بارليف ... كما حلّ علينا طيف الفدائية دلال سعيد المغربي
ورفاقها الأبطال الذين رفعوا علم فلسطين في قلب كيان الإحتلال الغاصب في
11 / آذار 1978م ... ولن ننسى طيف الشيخ الجليل أحمد ياسين والذي اغتالته
طائرات الإحتلال الصهيوني في يوم الإثنين الموافق 22 / آذار 2004م . ولن
ننسى الحاجة فاطمة والدة الأسير غازي النمس والتي توفيت في 21 / آذار 2009م
وهي تتلهف لاحتضان ابنها الأسير في سجون الإحتلال منذ أكثر من 24 عاما .
وهاهي
في أيام الوداع الأخيرة لآذار تحل علينا أطياف الشهداء في مذبحة نحالين
الأولى على يد العصابات الصهيونية في 29 / آذار 1954م ، وفي 30 / آذار تحل
أيضا علينا أطياف شهداء يوم الأرض الخالد في العام 1976م ........
قوافل من الشهداء ..
والعظماء .. والخالدين .. تطوف في عنان السماء ، وتحلق فوق ربوع الوطن
لتذكرنا أن الجسد واحد ، والدم واحد ، والهوية واحدة ، والذكرى واحدة والخيمة واحدة ، والعلم واحد ، والأقصى واحد ، والسجن
والسجان واحد ، والمصير واحد ، واللغة واحدة ... وإن اختلفت اللهجات فإنها
عربية فلسطينية ...
جاء آذار من العام 2010م
وهاهو يودعنا ويستحلفنا بالوحدة كما توحد دم الشهداء ويستصرخنا بأن نضع
الخلافات جانبا من أجل المصلحة الوطنية العليا لشعبنا وأن نوظف الخلاف
والإختلاف لصنع قنبلة تقض مضاجع العدو كما كان يصنع الرئيس الشهيد ياسر
عرفات " أبو عمار " .....
في آذار تذكرة لكل ساهر
يغفو بأن الدم الفلسطيني توحد في 14 / آذار من العام 2004م في ميناء أسدود
حيث كانت العملية
الفدائية المشتركة من
فتح وحماس والتي قادها الفدئيان نبيل ابراهيم مسعود ومحمود زهير سالم ...
واللذان ما زال جثمانيهما معتقلان في مقابر الأرقام الإسرائيلية .
لقد
كسر الفدائيان أسطورة الجدار البري ، والبحري حيث أوقعت تلك العملية
الفدائية أكثر من 13 قتيلا اسرائيليا وعشرات الجرحى مما جعل رئيس الحكومة
الإسرائيلية في تلك الأيام " شارون " يتخذ قرارا بتصفية رجال وقادة
المقاومة الفلسطينية وكان اغتيال الشيخ المجاهد أحمد ياسين .
في آذار نستصرخ الدم
الفلسطيني .. توّحد .. توّحد .. فإن الوحدة الوطنية هي أغلى ما نملك في وجه
الآلة الحربية العدوانية الإسرائيلية التي ترتكب أبشع جرائم الحرب بحق
شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده .
وفي آذار الذي تنعقد فيه
القمة العربية الثانية والعشرين نخاطب الزعامات العربية الخجولة بأن كفاكم
خجلا أمام صرخة امرأة فلسطينية في وجه جنرال اسرائيلي عندما قالت له : "
اعتقلتم ابني ، وقتلتم زوجي ، وشردتم شعبي ، ولكني حامل وسألد طفلا يطاردكم
بحجر حتى ترحلوا عن بلادنا " ....
وفي آذار من العام
الحالي 2010م نخاطب الأمين العام للأمم المتحدة " بان كي مون " والمشارك في
أعمال القمة العربية في سرت بليبيا بأن عار عليكم أن تحتفلوا كل عام
بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والشعب الفلسطيني يذبح كل يوم على مرأى
ومسمع منكم ومن العالم بأسره ، وهناك الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني أسرى
في سجون الإحتلال الإسرائيلي محرومون من أبسط الحقوق الإنسانية في زيارة
ذويهم أو في تلقي العلاج اللازم لأمراضهم المزمنة والخطيرة نتيجة لظروف
الإعتقال المهينة والمحرمة دوليا .
في آذار نقول للإحتلال
الغاشم مذكرين بمقولة الجنرال الفرنسي " شارل ديغول " لقادة جيشه في العام
1958م : " لدينا 500،000 ألف جندي ، ولدينا القدرة على
السيطرة على الجزائريين
عددا وعدة ، وأعلم أننا الأقوى – نقتل من الجزائريين الكثير ، ونقمع ،
ونسجن ، ولكن سيكون شيئا من الجنون التصّور أننا بقوتنا نستطيع
السيطرة على شعب آخر ..
أخلاقيا ، ومعنويا نحن الخاسرون إذ أن خوفنا وقلقنا أكبر من خوف وقلق
الجزائريين " .
وأختتم كلامي بالقول بأن
شعبا فيه من الشهداء والعظماء الخالدين الفلسطينيين لاخوف عليه ولن يتخلى
عن ثوابته ، أو عن حريته واستقلاله .
_________________
تحياتي:
العقول الكبيرة تبحث عن الأفكار..
والعقول المتفتحة تناقش الأحداث..
والعقول الصغيرة تتطفل على شؤون الناس..
مدونة /http://walisala7.wordpress.com/